*لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..*
*كانت صدمتي بالغة وحزني عظيم حين شاهدت هذه الصورة المؤلمة التي تعكس درجة تدهور الحالة الصحية للصديق العزيز القائد طيب القلب وصاحب الطرافة والإبتسامة الدائمة اللواء عبدالله الصبيحي ..*
*ولا شعورياً صعد شريط الذكريات واللقاءات والمواقف التي جمعتنا كأنه فلم يعرض في مخيلتي ،فتكاد العبرة أن تخنقني وتتمرد دمعتي عن السيطرة فتجول في المآقي وتشق طريقها على الاوجان ..*
*الحقيقة لم أكن أتصور أن الرجل قد غرس في قلبي له تلك المحبة وأنه قد تمكن من إعتلاء تلك المكانة الرفيعة ...*
*رغم أنه لم تجمعني به أي مصالح شخصية ولم احصل منه أي منفعة شخصية أو خاصة على الإطلاق ..*
*وكل ما جمعني وربطني به مواقف وطنية ولقاءات ومشاعر أخوية صادقة ونقية ، فكان من المؤيدين والداعمين معنوياً لجهودنا الوطنية المخلصة في توحيد صفوفنا وكلمتنا كجنوبيين وطوي صفحة الخلافات والصراعات والعدوات والأحقاد إلى الأبد ..ومتوافق معنا على ذلك ..*
*ولا انسى أكثر العبارات كانت تكراراً على لسانه وقت اشتداد وتوتر الموقف بين الشرعية والإنتقالي حيث يكرر القسم بالله بأنه لم ولن يبادر بالهجوم على إخوانه في الانتقالي مهما كان الخلاف ، ويضيف ولكن حال بادروا هم بالهجوم والاعتداء علينا فعندها لامفر أمامنا عن الرد كدفاع عن أنفسنا ..*
*هذه العبارة كان يكررها في مختلف تحركاتنا ومساعينا الأخوية لنزع فتيل الفتنة بين الإخوة ومحاولة كبح جماح التصعيد حتى لا يصل لدرجة إنفجار الموقف ..*
*ولكن كانت المؤامرة أعظم منا ومن جهودنا وحسن نوايانا .. فحدث مالم نكن جميعاً نرغب بحدوثه ..*
*فتشتت الصفوف ، وتفرق الإخوة وسفكت الدماء وخسرنا الآلاف من الشباب والرجال الوطنيين الذين كنا نؤمل فيهم خيراً في بناء وقيادة الوطن الذي نناضل لبلوغه والمستقبل الأفضل الذي ننشده ..*
*وكم أحزننا رحيل تلك الكوكبة التي جمعتنا المواقف الوطنية مع أكثرهم رغم الخلاف في بعض المواقف ..،*
*حيث كل المتناقضين يعلمون جيداً أننا شخصياً لا نعتبر أي خلاف بيننا وبين أياً من اخوتنا أنه يرتقي للعداوة والحقد ومن ثم السعادة والتشفي حال أصاب من نختلف معه أو يختلف معنا اي مكروه والعياذ بالله..*
*بل كنا ولازلنا نعبر عن إدانتنا وألمنا لحدوث مثل ذلك المسلك من قبل المحسوبين على الانتقالي أو الشرعية حين يصيب أياً منهم سوء أو مكروه .. وعل الكثير من قادتنا يتذكرون توجيهنا لذلك الكلام للفقيد الشهيد الصديق القائد العميد منير ابو اليمامة في آخر لقاء جمعنا به بمنزله مع غالبية قيادات المقاومة والعشرات من قيادة الهيئة. والقيادات السياسية والعسكرية والأمنية ..وذلك قبل استشهاده بحوالي شهرين تقريباً .. في حين كنا بإنتظار نتائج لمهمة وطنية كان قد طلب منا أن نمنحه شرف الاضطلاع بها وقلنا وانت أهل لها وكان له ذلك وكان يحذونا الامل بنجاحه في إنجازها فكان القدر أسرع ليخطف فقيدنا إلى الأبد وبقيت الذكريات والمواقف محفوظة في وجداننا ..*
*وانا استعيد تلك المواقف والذكريات اتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت لمن يسمحوا للخصومة مع عبدالله الصبيحي أو غيره أن تصل لدرجة التشفي والسعادة فيما أصابهم وبلوغ الأمر حد الجرأة بالمجاهرة بالتصريح بذلك وهو ما يعكس عن نفسيات غير سوية ...*
*بينما يفترض أن يحمل ذلك أولئك المختلفين مع الرجل أن ينتابهم الالم والحزن على رفيق نضال وشريك وطن وهامة وطنية ماكان يجب أن يحدث بينهم وبينه ذلك الشرخ ، وهم في الحياة معاً وكلاهما بحال قوة ، فكيف بلحظة الضعف والانكسار او حين الفراق الابدي ...فأي إنكسار وهزيمة نفسية للمتشفين أن تضيع عليهم فرصة عظيمة للتسامح وغسل القلوب قبل الفراق إلا بدي ..*
*لهذا نقول نصيحة محب افسحوا المجال للمشاعر الإنسانية الجميلة والنقية لتعبر عن نفسها وليس في ذلك عيباً أو خسارة بل مكسباً وشرفاً ..*
*أسال الله العلي العظيم في هذه الساعة المباركة أن يمن على الصديق العزيز القائد اللواء عبدالله الصبيحي بالشفاء والعافية وطول العمر أنه على كل شيءٍ قدير ..*