آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-07:42م

أخبار وتقارير


تقرير يسلط الضوء على مقترح الحوثيين لعقد مفاوضات (يمنية - يمنية) في عمان وأسباب ذلك المقترح وتداعياته..

الثلاثاء - 01 فبراير 2022 - 02:34 م بتوقيت عدن

تقرير يسلط الضوء على مقترح الحوثيين لعقد مفاوضات (يمنية - يمنية) في عمان وأسباب ذلك المقترح وتداعياته..

القسم السياسي عدن الغد

تقرير يسلط الضوء على مقترح الحوثيين لعقد مفاوضات (يمنية - يمنية) في عمان وأسباب ذلك المقترح وتداعياته..

لماذا اقترح الحوثيون عقد حوار مع الحكومة الشرعية في عُمان‎‎ بالذات؟

ما أسباب اقتراح الحوثيين لعقد المفاوضات في هذا التوقيت تحديدا؟

كيف سترد الحكومة الشرعية على مقترح الحوثيين.. وهل الحوار مشروط؟

ما علاقة مشاورات توحيد البنك المركزي بين صنعاء وعدن بعقد المفاوضات الجديدة التي اقترحها الحوثيون؟

المفاوضات (اليمنية – اليمنية).. هل تنهي الحرب؟!

تقرير يسلط الضوء على مقترح الحوثيين لعقد مفاوضات (يمنية - يمنية) في عمان وأسباب ذلك المقترح وتداعياته.

كيف سترد الحكومة الشرعية على مقترح الحوثيين.. وهل الحوار مشروط؟

(عدن الغد) القسم السياسي:

في تطور جديد لسياسة الشد والجذب بين حوارات واتفاقات الحكومة الشرعية والحوثيين لأعوام، فشلت أكثرها، وبعد رفضٍ مستمر للحوثيين لأي اقتراحات لإنهاء الأزمة اليمنية قبل تنفيذ عدة شروطٍ وضعوها مسبقاً، خرجت الجماعة المتمردة أمس الأول الأحد بإعلانٍ مقترحٍ لها حول عقد حوار مع الحكومة الشرعية في سلطنة عمان، لحل الأزمة المستمرة منذ نحو 7 سنوات.

وتواصل سلطنة عُمان استثمار حيادها السياسي ودبلوماسيتها من أجل إنهاء الاقتتال الدائر بين الأطراف اليمنية منذ 4 سنوات، وهو ما بدا عليه من قبول الحوثيين لأراضيها مقراً لأي مفاوضاتٍ مع الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.

وتحظى سلطنة عمان بعلاقات جيدة مع مختلف أطراف النزاع اليمني، حيث تتواجد قيادات من جماعة الحوثي في مسقط، ما جعل المجتمع الدولي والمحلي يعول عليها كثيراً في التوسط لحل أزمة البلاد.

ويعول المجتمع الدولي كثيراً على مسقط لوقف نزيف الدم اليمني، من خلال اقتراح خطة سياسية تصالحية يتفق عليها جميع الأطراف. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل تنجح سلطنة عمان بأداء هذا الدور؟.

 

رغبة حوثية

وبعد فشل الأمم المتحدة خلال الأعوام الثلاثة الماضية في جمع أطراف الصراع في اليمن، بعد تعنتٍ حوثي أمام كل المحاولات، عادت الجماعة التي تمولها إيران، لإعلان استعدادها لأي مفاوضات (يمنية- يمنية) تعقد في سلطنة عُمان، ففي تغريدة للقيادي البارز في الجماعة، محمد البخيتي قال: "‏إن الحل السياسي في اليمن ممكن، إذا ما امتلكت أطراف الصراع الرغبة والقرار"، مضيفاً: "نحن نملك الرغبة والقرار لعقد حوار يمني- يمني، سواء في اليمن أو أي دولة محايدة مثل عمان". وتابع: "الكرة كانت ولا تزال بيد الأطراف التي استدعت (....) (تحالف دعم الشرعية)". وأردف القيادي الحوثي في تغريدة أخرى: "إذا لم تستجب الأطراف التي تورطت في استدعاء التدخل الخارجي لدعوات السلام الداخلي فإننا سنمضي قدماً في عملياتنا العسكرية في الداخل والخارج حتى تحرير آخر شبر من أرض اليمن وكسر الحصار".

ولم يصدر تعليق فوري من قبل الحكومة الشرعية التي سبق أن اتهمت الحوثيين مراراً بعدم الرغبة في تحقيق السلام، كما لم يصدر تعليق من قبل سلطنة عمان حول تصريحات القيادي الحوثي.

بالمقابل تتهم الحكومة الشرعية الحوثيين بعدم الرغبة في تحقيق السلام، وتقول إن قرار وقف الحرب ليس بأيديهم بل بيد طهران من تمول الجماعة.

وتتمسك الحكومة الشرعية بالمرجعيات الثلاث لأي حوار لحل الأزمة وهي: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.

 

تحركات دولية مكثفة

هذه الخطوة الحوثية جاءت مع تكثف تحركات دبلوماسية دولية وأممية لتحقيق تهدئة باليمن، في وقت صعد الحوثيون من هجماتهم على دول بالتحالف العربي، وهو ما ردت عليه الأخيرة بإنهاء تهديدات الجماعة.

وأصبح لافتاً زيادة لقاءات يعقدها مسئولون دوليون وإقليميون وأمميون، في محاولة لخفض منسوب الصراع باليمن، الذي يهدد الأمن الإقليمي ويفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.

وعقد المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، الأسبوع الماضي، لقاء في مسقط مع وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، وأيضاً مع جيمس كليفرلي وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال كليفرلي، في "تويتر"، إنه "ناقش مع ليندركينغ كيف يمكن للمجتمع الدولي دعم المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ، وجميع الأطراف في العمل من أجل السلام في البلاد"، من دون تفاصيل.

وفي تغريدة أخرى، أفاد كليفرلي بأنه "أجرى أيضاً نقاشاً جيداً مع السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر".

مباحثات كليفرلي جاءت غداة زيارة قام بها السفير البريطاني لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم، إلى عاصمة البلاد المؤقتة عدن، حيث أجرى مباحثات في عدن مع كل من رئيس الحكومة الشرعية اليمنية معين عبد الملك ووزير الخارجية أحمد بن مبارك.

وضمن التحركات الرامية لوقف التصعيد، عقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في 26 يناير مباحثات في العاصمة السعودية الرياض مع أمين عام مجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، لمناقشة حل الأزمة اليمنية.

وقبل نحو أسبوع من هذا اللقاء، عقد المبعوث الأممي غروندبيرغ لقاءات في الرياض مع نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، ووزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، إضافة إلى أمين عام مجلس التعاون الخليجي، ضمن تحركاته المكثفة لإنهاء حرب اليمن.

 

أسباب المبادرة

يرى كثير من المحللين أن مبادرة الحوثيين بعقد حوار يمني ـ يمني يرجع إلى الانهزامات المتسارعة التي تلقاها الحوثيون في شبوة ومأرب من قبل قوات العمالقة الجنوبية، حيث أعلنت قوات ألوية العمالقة الجنوبية أنها استكملت عملية "إعصار الجنوب" التي تكللت بتحرير مديريات بيحان في محافظة شبوة ومديرية حريب في محافظة مأرب من قبضة الحوثيين.

وقالت قوات "ألوية العمالقة الجنوبية " في بيان إن "ألوية العمالقة الجنوبية" استطاعت إعادة تموضع لقواتها في محافظة شبوة بعد تحرير مديريات بيحان وحريب وتأمينها لمحافظة شبوة بشكل كامل من مليشيات الحوثي". وأضاف البيان: "بعد النجاح الكبير التي حققته قوات العمالقة الجنوبية في عملية "إعصار الجنوب" بدأت بنقل ألويتها إلى عرينها".

إضافة إلى ذلك، لعل التدهور الاقتصادي الذي ساد البلاد شمالا وجنوبا ساهم بشكل أو بآخر في محاولة لإيجاد مخرج من هذه الازمة الخانقة، فالمفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة بشأن توحيد البنك المركزي اليمني وإنهاء الانقسام النقدي بين صنعاء وعدن، لربما تكون بادرة ومقدمة لعقد الحوار غير المعلن عنه بين الحكومة الشرعية والحوثيين.

حيث استعرض محافظ البنك المركزي بعدن أحمد غالب المعبقي مساء أمس الأول الأحد مع الممثل المقيم للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية باليمن ديفيد جريسلي، والوفد المرافق له الآثار التي خلفتها الحرب على معظم السكان في اليمن، ومنها النزوح الجماعي وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وانقسام إدارة المؤسسات العامة وخاصة المؤسسات المالية والاقتصادية وتعارض سياساتها بما في ذلك منع تداول الفئات الجديدة من العملة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي وانعكاساتها السلبية التي زادت من معاناة الناس وصعبت عمل المؤسسات وخيارات التغلب عليها في إطار المرجعيات القانونية والقرارات الدولية.

وتطرق الجانبان إلى ما يمكن أن يقدمه الممثل المقيم عبر منظمات الأمم المتحدة والمانحين من مساعدة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي واستقرار صرف العملة المحلية للمحافظة على دخول المواطنين والقوه الشرائية، التوظيف الأمثل للموارد، بما في ذلك إعادة النظر في أساليب عمل بعض المنظمات المشرفة على إدارة وإيصال برامج المساعدات لتكون اكثر كفاءة وفاعلية واستدامة.

ويبدو أن الجولة المكوكية التي قام محافظ البنك المركزي في دول مختلفة بل ولقاءات مختلفة داخلية وخارجية ما بين بنوك دولية ومحلية وسفراء أمميين لهو أكبر دليل على بذل جهود كبيرة لتوحيد البنك المركزي في صنعاء وعدن تمهيدا لعقد الحوار المرتقب إن حسنت نية الحوثيين.

 

اتفاق دولي

يرجع الباحث نجيب السماوي طرح الحوثيين مقترحاً لإقامة المفاوضات اليمنية - اليمنية في عُمان إلى احتواء الأخيرة لقيادات من جماعة الحوثي ممن شاركوا في مفاوضات سابقة في جنيف والسويد.

ويقول: "يبدو أن هناك اتفاقاً دولياً على أن عُمان أصبحت الوسيط الفعلي لجمع المجتمع الدولي بالمتمردين الحوثيين، وكذا احتواء قياداتها بحيث تصبح أرضية للمتحاورين".

ويضيف: "لا أستبعد أن يكون تصريح القيادي الحوثي البخيتي عبارة عن جس نبض الحكومة اليمنية، خصوصاً أن الحوثيين لا يريدون أن يصدر شيء رسمي منهم دون إرسال رسالة بأنهم الأقوى في أي مفاوضات".

وحول مدى تقبل عُمان لاستضافة مفاوضات بين الجانبين اليمنيين، يقول السماوي: "عُمان كان لها كثير من الأدوار مؤخراً، كان أبرزها إنجاح صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين، ولذلك أعتقد أنها لن ترفض استضافة أي مفاوضات، بل على العكس سترحب بذلك الأمر وستوفر الأرضية المناسبة لها".

ويؤكد ضرورة أن يقبل الحوثيون الدخول في مفاوضات "دون شروط مسبقة، خصوصاً أن جميع المفاوضات السابقة اتسمت بالمراوغة من الحوثيين، لذلك يبقى على عُمان الضغط من أجل ذلك، خصوصاً أنها تستضيف قيادات الحوثي لديها".

 

محاولات سابقة للمفاوضات

وسبق أن حاولت الأمم المتحدة عقد مفاوضات في مسقط خلال العام الماضي، خلال تولي المبعوث الأممي السابق مارتن غريفيث مهمته، والتي لم يحقق فيها أي تقدم ملموس.

وأعلن غريفيث، في مايو 2021، بعد نحو شهر من المحاولات، في 5 مايو 2021، عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن، خلال الاجتماعات التي دارت في العاصمة العمانية.

وترفض جماعة الحوثي الموافقة على أي اتفاق قبل وقف دعم الطيران للقوات الحكومية في مأرب، حيث تحاول المليشيا السيطرة عليها، إضافة إلى ما تسميه بـ"رفع الحصار" وفتح المطارات، "ورفع الوصاية الخارجية، واحترام حسن الجوار".

لكن الإعلان الجديد للحوثي لم يطرح أي شروط للمفاوضات، في الوقت الذي تشهد الحرب في اليمن مؤخراً تصعيداً عسكرياً متبادلاً، حيث كثفت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية ضرباتها الجوية ضد مواقع مليشيا الحوثيين في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم باليمن، ومنها العاصمة صنعاء، واستعادت القوات الحكومية محافظة شبوة ومناطق في مأرب من المليشيا.

وفي المقابل، زادت جماعة الحوثي من هجماتها ضد المواقع السعودية، ووسعتها لتشمل أهدافاً إماراتية بالعاصمة أبوظبي ومطارها، وقاعدة "الظفرة" الإماراتية.

وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء.

وفي مارس 2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.