شباب وشابات اليمن في الوقت الراهن رقما كبيرا من إجمالي سكان الجمهورية اليمنية الذي يزيد على " 30,176,378 "..نسمة..وحصة الشباب من هذا العدد يتجاوز الثلث بنسبة ٪40 في المائة بما يصل إلى قرابة 12 مليون شاب وشابة..لهم حقوق واحلام وطموحات , من بينها التعليم والتعليم العالي والعمل والزواج واعالة اسرهم وانفسهم والمشاركة في الإدارة واتخاذ القرار الخ..
غيران الحرب حالت لدى الكثير منهم دون تحقيقها بل وتسببت لهم من المعاناة ماتسببته والحقت بهم من الأضرار مالم تكن في حسبانهم ..
عدن الغد سلطت الضوء حول هذه القضية وخرجت بالحصيلة التالية..
احلامنا اصبحت بعيدة المنال
ناجي محمد سليمان البشري , ناشط مجتمعي, الخوخة ..تحدث قائلا : بسبب الحرب خسرت الزوجه بسبب لغم ارضي وخسرت المنزل والاستقرار الاسري والعاطفي والعمل. وبسبب الحرب لحقت بي وباسرتي أضرار جسيمة جدا فقد اعتقلت لدى الميليشيات الانقلابية الحوثية ثلاث سنوات ونصف، وتعرضت أسرتي للتشرد والنزوح وعدم الاستقرار الاجتماعي والنفسي. وبسبب الحرب والنزوح الطويل دفعنا الثمن , وأكثر منا دفع اطفالنا الثمن بحرمانهم من التعليم خلال هذه السنوات , كما أن النزوح القسري للأسرة قطع بعض العلاقات داخل الأسرة مع محيطها السابق التي تعد في مجتمعنا اليمني مؤسسة كبرى للحماية والدعم وتسببت الحرب في اضرار نفسية للاسرة وكذلك تضرر منازل الاسرة في القرية بعد هجرتها بالاضافة للاراضي الزراعية.
وكشاب كنت ومازلت احلم بدولة يمنية حديثة دولة النظام والقانون والعدالةوالمساواة, دولة تضمن الحقوق والحريات والمشاركة الفاعلة للشباب والعيش الكريم. ووجود فرص العمل. لكن للاسف الحرب قتلت طموحاتنا واحلامنا اصبحت بعيدة المنال. كل ما احتاجه كشاب وطن امن ومستقر وتوفير فرص العمل ، وسهولة الحصول على القروض الميسره لبناء المشروعات الاقتصادية والانتاجية الشبابية.. للاسف الشديد نحن شباب وشابات اليمن من دفع ثمن هذه الحرب التي لم تتوقف , فوعي الشباب بقدراتهم وحقوقهم يصطدم بواقع يهمشهم ويسد في أوجههم قنوات التعبير عن الرأي والمشاركة الفاعلة وكسب العيش ، ماقد يتسبب في دفعهم إلى التحول من طاقة هائلة للبناء إلى قوة كاسحة للهدم.
استثمار الشباب مفتاح التنمية
مختار علي حسن مثقف وفنان مكتب الثقافة بالحديدة تحدث قائلا : يشكل الشباب رقما كبيرا من عدد سكان اليمن وهم في تزايد مستمر وكل واحد منهم له طموحه وأهدافه المشروعة , غير أن الحرب وللأسف الشديد تسببت في إعاقة تحقيق مايصبون إليه , معاناه قاسية وأضرار كارثية فمنهم من توقف عن مواصلة تعليمه ومنهم من بات عاطلا عن العمل , وظروف البلد الاقتصادية وإهمال الحكومة لهم وعدم احاطتهم بالرعاية والاهتمام فاقم من معاناتهم.. عدد كبير من الشباب محتاجين لاستثمارهم في مختلف المجالات والحكومة والمنظمات المجتمعية المحلية والدولية مطلوب منها استثمار هؤلاء الشباب كونهم هم مفتاح المجتمع وتنميته وتقدمه , وفي ذات الوقت مساعدتهم ومناصرتهم حمايتهم لهم ودعما لهم في الولوج نحو مستقبل مشرف لهم وللمجتمع..
للاسف نحن دفعنا الثمن
رباب محمد احمد سيد , عضوه في رابطة امهات المختطفين , تحدثت وقالت : المعاناة وصول القذائف التي اخذت ارواح بعض الاسره واخذت بعض الجيران..والأضرار كانت فادحة جدا ,, فقد تم اعتقال بعض شباب اسرتي وقضية النزوح التي اصبحنا مشردين في كل مكان.. احلامي وطموحاتي كنت اتمنى اكمال الدراسه وفتح مشروع تجاري خاص بي .. وبسبب الحرب توقف كل شي ..ولم نعد نحتاج سوى اولا ايقاف الحرب وان نعود الى منازلنا حتي نشعر بالاستقرار وحاسبة المتسببين في انتهاك حق اليمنيين..للاسف نحن شباب وشابات اليمن من دفعنا الثمن, والدماء التي تروح في الجبهات هي دماء يمنيه دماء شباب اليمن..كان هولاء الشباب يمكن ان يستغلوا في بناء. اليمن وتطوره..
تأهيل الشباب وحمايتهم
الدكتور احمد حمود حاتم المخلافي , وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لقطاع القوى العاملة في العاصمة عدن , تحدث قائلا : في كل المجتمعات تعد فئة الشباب الركيزة الأساسية للتقدم ..وعبر التاريخ والحروب تعكس آثارها سلبا على النساء والأطفال والشباب .والحرب المفروضة على شعبنا اليمني أثرت بشكل مباشر على الشباب وجعلتهم وقودها وهم من يكتوون بنارها وهم الاكثر تأثرا بنتائجها المباشرة وغير المباشرة..ومع طول زمن الحرب ونقص المال وفقدان مصادر الرزق يضاف عبء جديد على كاهل الشباب بسبب تضرر مستقبله وصعوبة القيام بمسؤولياته تجاه انفسهم وأسرهم.. وهو ماقد يجعلهم ينجرون نحو الرذيلة أو الانحراف الاجتماعي.. أو الانضمام إلى أي فريق من المتحاربين والذي قد تنتهي بسببه حياتهم..
لذلك فإن مجمل النتائج والآثار التي تخلفها الحروب والنزاعات المسلحة تستدعي أن يقوم المجتمع المدني والحكومة ممثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بمجموعة من الإجراءات التي من شأنها التخفيف من آثار الحرب على الشباب وتتمثل في الآتي :
1-- تقديم برامج تأهيلية وأغاثية وتشغيلية للشباب..
2-- انشاء مراكز للدعم النفسي والاجتماعي والقانوني في مناطق النزاع..
3--انشاء دور إيواء للناجيين والنازحين لاسيما للنساء والأطفال والشباب وكبار السن والجرحى والمعوقين..
4--اعادة تأهيل الشباب اجتماعيا ونفسيا ليكونوا سفراء للسلام والمحبة والتعايش السلمي..
5--العمل على تحفيز النشطاء الإعلاميين الشباب لتسخير قدراتهم وأنشطتهم الإعلامية في التوعية بقضايا بناء السلام..
6--لابد من تأكيد تطبيق القانون الدولي والاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية الشباب والأطفال في مناطق النزاع المسلح باستخدام جميع الوسائل المتاحة اضافة الى اشراكهم في جميع التدابير التي يمكن اتخاذها بشأنهم.