عدن/أحمد العقربي-عارف الضرغام
محطتنا الصحفية هذه المرة لأهم مرفق طبي حكومي وهو المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه الذي قدم خدمات طيبة جليلة وإنسانية ومجانية يبدد آلام المرضى وإعادة البسمة لهم بعد أن كانوا يواجهون تكاليف الخدمة الباهظة من قبل القطاع الخاص .
لقد لفت نظرنا زحام مرضى السرطان والفشل الكلوي وجرحى الحرب والمرضى بشكل عام الذين يأتون إلى المركز وسيماء اليأس والحزن تنبلج من جباههم ،لكن سرعان ما تغمر وجوههم الفرحة حينما يستقبلونهم ملائكة الرحمة في هذا المركز بدءً بالمدير العام الدكتورة/ حنان حسن عمر مدير المركز وأطبائه وممرضيه وممرضاته وإنتهاءً بأبسط مساعد صحي أو عامل في هذا المركز بعد أن يحصل على مشتقات الدم المختلفة بكل مهنية وإنسانية وإنسيابية وتواضع وصدور مفتوحة بددت من أحزان وآلام المرضى وأعادت لهم الأمل في الحياة ،خصوصاً عندما يحصلون على مشتقات الدم .
وأستهلت الدكتورة/ حنان التي قابلتنا في مكتبها بترحاب وصحبتنا بالتنقل بين أقسام المركز الطبية والإطلاع عن قرب عن منظومة الأجهزة الطبية الحديثة التي يمتلكها المركز وأثناء حصولهم على مشتقات الدم وجهود الأطباء والممرضين في أداء واجبهم الإنساني ،حديثها قائلة:نحن حالياً بحمد لله وعونه توفرت لنا كل مواد الخدمات الطبية في هذا المركز خاصة وأن مركز الملك سلمان مشكوراً قد رفدنا بأجهزة حديثة لتغطية الخدمات الطبية للمركز وتطوير أدائه ونشاطه ،فضلاً عن توفر المحاليل بشكل دوري من قبل منظمة الصحة العالمية سواءً للمركز الرئيسي بالعاصمة عدن أو في فروع المركز في أبين والمكلا وسيئون وتعز الذين يتم رفدهم بالتحاليل جميعاً من قبل منظمة الصحة العالمية ،لكنها طالبت وزارة المالية أن تطلق سراح الميزانيات التشغيلية للفروع ..موضحة بالقول : أنه منذ أن توليت المدير العام لهذا المركز الطبي الإنساني لم تستلم الفروع ميزانياتها التشغيلية مقارنة بالخدمات والمهام الجليلة والكبيرة التي تقع على عاتق هذا المركز تجاه المصابين بأخطر الأمراض المستعصية .
وأشادت بمركز الملك سلمان الذي عوض المركز عن النقص في الأجهزة من خلال رفده بأجهزة حديثة ويعمل اليوم بالمنظومتين الجديدة والقديمة ،فضلاً عن أن لدى المركز طاقم طبي وتمريضي مؤهل وكفوء ،ولكنه يعاني من نقص في الكادر لتغطية الضغط على المركز بحسب قول الدكتورة حيث يتم إستعانة المركز الذي يعمل بكل جهده وطاقات كوادره بالمتطوعين إلى جانب الكادر الأساسي من أجل مواجهة زحمة المرتادين لهذا المرفق الطبي الضروري لحياة المرضى.
ونوهت قائلاً: إن منظمة الصحة العالمية وفرت للمركز أيضاً مولداً كهربائياً جديداً إلى جانب القديم ودعمت المركز بالطاقة الشمسية ..لافتة أن معظم المتبرعين هم من أقارب المرضى أو أصدقائهم لكن للأسف عدد المتبرعين لهذا العمل الإنساني قليل جداً..وناشدت المواطنين بالتبرع الطوعي للدم وخصوصاً أصحاب الفصائل النادرة من نوع(A)و( B) و(AB).
وحول الصعوبات التي يواجهها المركز حددتها في النقص الشديد في كادرها الطبي وشحة وسائل المواصلات حيث لا يوجد لدى المركز مقارنة بدوره الطبي الإنساني الكبير سوى باص نقل متهالك كان يستخدم لنقل أطباء المركز وممرضيه وعماله وأصبح هذا الباص دوره محصوراً فقط في نقل نفايات المخلفات الطبية إلى مقلاب بئر نعامة ببئر أحمد بسبب عدم وجود محرقة لمخلفات بنك الدم .
وحول المقارنة بين خدمات المركز والقطاع الخاص أستدلت بمثال على ذلك حيث وصلت قيمة وحدة صفائح الدم إلى (٣٠) الف ريال في حين يحصل عليها مرضى السرطان والفشل الكلوي وجرحى الحرب مجاناً.
وحول علاقة المركز بجامعة عدن قالت: هناك تعاون بين الجامعة والمركز في مجال التدريب والأبحاث المختبرية والتطبيق العملي للطلاب في المركز .. ولدى تطرقها للرؤية المستقبلية للمركز أوجزتها الدكتورة حنان في ضرورة توفير مبنى مستقل لتمكين المركز من تطوير عمله ،خصوصاً أن المبنى الحالي وغرفه القليلة لا تساعد على هذا التطور .
وقالت: نحن نطمح لإستحداث شبكة لربط جميع أقسام المركز بالبيانات متمنية أن يتحقق هذا الطموح وأن يعمل المركز على مدار (٢٤)ساعة لخدمة المرضى غير أن الإمكانية الحالية للأسف لا تسمح بذلك.