أكد الباحث السياسي اليمني محمود الطاهر أن الضغط العسكري الحاصل الآن في الجبهات اليمنية، هو نتيجة ضوء أخضر دولي، بعد عام من محاولتهم إقناع الحوثيين بوقف الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات، رغم ما قدموه من تنازلات وإغراءات كبيرة للجماعة المتحالفة مع إيران، إلا أنها فضلت الحسم العسكري لاعتقادها أنها قادرة على ذلك مستغلة الفرقة بين الأطراف اليمنية والتحالفات السرية معها.
وأضاف في تصريح له أنه “من خلال الموقف الدولي يبدو لي أن هدف التحركات العسكرية الآن في مأرب هو إيجاد معادلة عسكرية جديدة على الأرض، وإرسال رسالة للحوثيين مفادها أن الحسم العسكري ليس هو الحل الأمثل لوقف الحرب، إذا أرادوا أن يكونوا مشاركين في الحياة السياسية اليمنية لما بعد الحرب، وفي نفس الوقت جس نبض قدرات الحوثيين على الصمود، وهي مقدمة لعملية عسكرية كبيرة”.
وحول النتائج المتوقعة من التلازم بين المسارين العسكري والسياسي في مواجهة التعنت الحوثي تابع الطاهر “بدأ هذا الضغط يؤتي ثماره من خلال التحركات القطرية والإيرانية معًا لمحاولة وقف الحرب، وانتزاع هدنة عسكرية بهدف منح الحوثيين فرصة لإعادة ترتيب صفوفهم، ومن ثم إعادة المحاولة للتقدم إلى محافظة مأرب التي كسرت غرورهم. ولا أعتقد أن ما يحصل حاليًا هو عقاب، ولكنه جس للنبض مع فتح المجال أمام الحوثيين للقبول بالسلام، لكني أعتقد أن هذا لن يستمر، وقد يأتي القرار في ما بعد، وهو القرار النهائي لوقف الحرب بإزاحة الحوثيين عبر هزيمتهم عسكريًا، وذلك ليس بالمستحيل ولا صعبا، وقد وجدنا ذلك على الأرض”.
واشار الطاهر إلى أن الحوثيين اليوم في موقف المدافع نتيجة للتحركات العسكرية الأخيرة، لافتاً إلى أنهم بالرغم من كونهم في موقف المدافع إلا أنهم يصرون على الحسم العسكري، وهو الأمر الذي قد يساهم في منح ضوء أخضر إضافي لحسم المعركة سريعًا في اليمن “لاسيما وأن دعوات السلام في سبع سنوات فشلت، واستغلها الحوثيون لصالحهم، وبعد الفشل لا بد من تغيير استراتيجية الأمر برمته من أجل وقف الحرب بالطريقة التي لا يرضاها معرقلو السلام في اليمن، وهو الحسم العسكري”.