بقلم الدكتور عبدالحكيم محسن عطروش
في مثل هذا اليوم الخامس من يناير من عام 2019 ميلادية انتقل إلى رحمة الله تعالى الوالد الغالي الشيخ الإمام الحافظ المعلم محسن عبدالله عطروش عن عمر يناهز مائة وأربعة سنة حافلة بالعطاء في مسقط رأسه بمحافظة أبين.
ولادته ونشأته:
من مواليد عام 1913 في قرية المسيمير/ محافظة أبين. هو أكبر إخوته: محمد عبدالله عطروش الملقب ب(الساحمي)، والد الشهيد حيدرة الساحمي، وأخته: مريم عبدالله عطروش أم المناضل صالح عبدالقادر الحافرة. توفى والده وهو صغير، وتولت تربيته ورعايته وتعليمه أمه الفاضلة الشاعرة مهدية بنت سالم بوقرنين رحمة الله عليها، عمة الشهيد سالم سهيم سالم. فرغم فقرها الشديد حرصت على إرساله إلى أحد المشايخ في قرية المسيمير لتعليمه القرآن الكريم، وقد حفظ القرآن وهو صغير.
انتقل بعد ذلك إلى قرية المحل في ضواحي مدينة زنجبار، حيث تولى تعليمه الشرعي والفقهي الشيخ العلامة فرج بن محمد سالم الفقير أول قاض للسلطنة الفضلية وهو جدّ الرئيس سالم ربيع علي، وقد عمل لديه في مسجد المحل بالإضافة إلى عمله كمزارع.
زواجه وأولاده:
تزوج الوالد محسن المعلم عطروش في نهاية الثلاثينات من القرن الماضي، وأكبر أولاده هو الفنان الكبير محمد محسن عطروش أطال الله في عمره. يليه في الترتيب: عبدالله، وآسية، وعيدروس، ويزيد ، وزينب، وعبدالحكيم، حكمة، وحنان وعلي.
لقد حرص المعلم المقرئ العطروش على تعليم أولاده أشد الحرص، ولم يعترض مطلقاً على دراسة بعضهم في الخارج (مصر، المجر، الصين وتشيكوسلوفاكيا) إيماناً منه بأهمية التعليم في حياة البشرية ونموها وازدهارها.
أعماله وعلاقاته:
يعد الشيخ الحافظ محسن العطروش أول إمام وخطيب لجامع مدينة زنجبارعاصمة السلطنة الفضلية، الذي يعد أول مسجد بنته السلطنة الفضلية في الأربعينات. بالإضافة إلى ذلك فهو يعد أول معلم في السلطنة الفضلية(محافظة أبين حالياً). ومن تلامذته في فترة الأربعينات: الأستاذ التربوي القدير محمد منصر بن همام، وأخوه الأستاذ عبودة منصر بن همام، والأستاذ التربوي القدير شوبه عطا، وغيرهم كثير، كما عمل مأذوناً شرعياً ومصلحاً اجتماعياً. بالإضافة إلى ذلك فهو شاعر، وله عدة أشعار، أبرزها قصيدته التي ألقاها في حفل تنصيب السلطان أحمد بن عبدالله الفضلي في زنجبار عاصمة السلطنة الفضلية سنة 1962.
ارتبط الشيخ العلامة محسن المعلم عطروش بعلاقة وطيدة بشيخه ومعلمه الشيخ فرج وبالشيخ العلامة الإمام محمد بن سالم البيحاني رحمه الله ، وقد كانت لهما عدة لقاءات في عدن وأبين، وقد أهدى الشيخ البيحاني للشيخ العطروش مجموعة من الكتب الفقهية الشرعية والخطب المنبرية. كما كانت تربطه علاقة وطيدة بالقاضي الجليل عبدالكريم العنسي رحمه الله وبالشيخ البصير أحمد عبيد باعباد رحمه الله، وبالمغفور له الشيخ الجليل القاضي عبدالله عمر باهرمز والد الشيخ كمال عبدالله باهرمز، وغيرهم كثير.
رحم الله الوالد محسن المعلم عطروش، وأسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون.