كاميليا من أسرة بسيطة جدا حصلت على الثانوية العامة في 2004م/2005م وبعد الثانوية مباشرة التحقت بالجامعة كلية الآداب قسم لغة إنجليزية , بعد سنتين من دراستها الجامعية توفي والدها في 2007م , وبسبب مصابها الجلل هذا بسبب وفاة من يعولها ويرعاها وهي واخوتها توقفت عن الدراسة ,وفي2008م تزوجت وكان زوجها ( ارقاص اسماعيل ) يعمل في قناه عدن الفضائيه في التنسيق والمكتبات وبعده التحق بالمونتاج براتب تعاقدي 20 الف ريال , عاشت معه في منزل أسرته بحافة الشوله بالتواهي , عاشت كاميليا مع زوجها بظروفه وراتبه الهزيل ورغم ذلك عاشوا متفقين ومتعاونين ومنسجمين ولم يحدث أن اختلفا أو تشاجرا طوال زواجهما بل كونوا أسرة وخلفا بنتين وولد .. استمروا متزوجين سعداء ولم يعكر حياتهما عاكر واستمر زوجها في عمله دون أن يتم ترسيمه موظفا حتى وافاه الاجل في 23/4/2016, تاركا لزوجته ( حنين 7سنوات ) و( رنين 5سنوات ) و ( محمد سنتين ).. فاصبحت كاميليا أرملة مسؤولة عن نفسها وتربية اولادها.. وأثبتت أنها ليست مجرد أرملة كما سنرى في هذا التقرير .
ظروف قاسية وقرار تاريخي
بعد وفاة زوجها ظلت تعيش في منزل أسرته ظنا منها أن والد زوجها سيكون راعيا لها ولاحفاده , غير أن والد زوجها المتزوج من امرأتين تعيشان معه في نفس البيت إلى جانب بقية أولاده , لم يثبت والد زوجها أنه عند مستوى المسؤولية الإنسانية تجاه زوجة ابنه الأرملة وأحفاده يتامى الاب ولم يحل الجد محل الاب, لذلك ومن أجل ان توفر لأولادها كل شيء يحتاجونه عملت في مطعم نسوي تمتلكه إحدى صديقاتها.. غير أن انخراطها في سوق العمل واجه اعتراضا شديدا ورفضا من والد زوجها .. وبدأت المشاكل معها تظهر ومعاملته لها ولاولادها تتغير وبأسلوب تطفيشي لدرجة أنه كما قالت كان يقطع الماء عليها وعلى اولادها ويفرض عليهم قيودا دكتاتورية للعيش معه في بيته..ولما وجدت كاميليا نفسها انها تعيش واولادها عيشة قاسية ومرفوضة وغير مرغوب فيهم من قبل كبير الأسرة ولم تذق منذ رحيل زوجها يوما حلو في بيت اهله ,فاتخذت قرارا بالنسبة لها تاريخيا وهو مغادرة بيت اهل زوجها هي واولادها وتثبت أنها اهلا للمسؤولية تجاه نفسها واولادها.
العناية الإلهية والإرادة القوية
غادرت كاميليا واولادها بيت أسرة زوجها حاملة معها ذكريات زوجها محتفظة باحترامها وتقديرها لأسرة زوجها وخصوصا المتعاطفين منهم معها. لم تستسلم للمشاكل والظروف بل مضت بايمان صادق وإرادة قوية بل لتخرج كما قالت من جو السواد الذي كان يخيم على حياتها وحياة اولادها ولكي تنطلق وتبدأ رحلة نضالها وكفاحها لاجل اولادها ولكي توفر لأولادها حياة وعيشة كريمة وتجعلهم لايشعرون بأنهم ايتام .ولكي تحقق طموحاتها وتثبت وجودها استمرت في العمل في المطعم وسكنت مؤقتا في منزل عمتها اخت والدها في القاهرة مديرية المنصورة بإيجار مشترك معتمدة على رعاية الله وعنايته وعملها في المطعم وراتب زوجها الهزيل وماتحصل عليه من مواد إغاثية وايوائية من المنظمات الإنسانية وكذا دعم الأوفياء من أصدقاء زوجها وزملائه ووقوف عمتها ام زوجها إلى جانبها وعدم التخلي عنها..
من المطعم إلى أدوات التجميل
صديقة كاميليا أغلقت المطعم فاضطرت أن تبحث عن عمل آخر فعملت مع ابنة عمتها في محل لادوات التجميل. وزوج عمتها عاد إلى زوجته وأسرته فاضطرت أن تستأجر بيت صغير يضمها هي وأولادها الذين لاشك أن احتياجاتهم وطلباتهم تزداد يوما بعد يوم..وفي منزلها الأسري الجديد المستقل ومع استمرار عملها في محل التجميل واستمرار تواصلها باقاربها والمتعاطفين معها كانت على مع تحقيق طموحها وحلم زوجها بجهد الابداع والتالق والانجاز والتفوق..
من القرار والطموح إلى الانجاز
وكونها أرملة وام لأيتام وتحمل على عاتقها الوصول لطموحاتها المشروعة وتحقيق حلم زوجها عبرها وهو دراسة المونتاج وممارسته فجاءتها فرصة تحقيق الطموح بالانجاز وبواسطة فاعل خير تم اشراكه وإدراجها في مؤسسة سلمان للأعمال الخيرية والتأهيل للأم التي تعيل أبنائها الأيتام، وتمكنت من تجاوز فترة التأهيل بنجاح فكان حصاد جهودها في مرحلة التأهيل استلامها حقيبة كاميرا ولاب توب و استاند وتعلمت أساسيات التصوير الفوتوغرافي بدورة تدريبية قصيرة استفادت منها بل تحصلت على المركز الأول في مؤسسة سلمان وبرعاية وزيرالشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور / محمد الزعوري،، ومحافظ محافظة عدن الاستاذ / احمد لملس.. وبحضور الدكتور الزعوري ومحمد الشاذلي وكيل محافظة عدن ممثلا لمحافظ عدن احمد لملس وجمع غفير من المسؤولين والمشاركين ووسائل الاعلام،احتفى مشروع بذرة امان بالمستفيدات من مشروع حماية ورعاية اسر الايتام في مناطق النزاع.
وفي هذا الحفل التكريمي الذي تم بعد فترة تدريب المتدربات من ربات الاسراليتيمة في عديد من مجالات التمكين. تم تكريم كاميليا محمد عبدالله سالم/ وبتقدير( ممتاز ) في مجال التصوير والمونتاج وهي الشهادة التقديرية والتفوقية التي حصلت عليها بجهد واقتدار واستحقاق من قبل معهد تمكين للتدريب المجتمعي مع رسالة تحية لجهودها وتفوقها...وبموجب هذه الإنجازات اصبحت كاميليا الأرملة خبيرة في التصوير والمونتاج..
انكار للذات وكفاح متواصل
من أجل اولادها أنكرت ذاتها وضحت بحقها في السعادة والرخاء من أجل إسعاد اولادها..ورفضت كل المحاولات التي عرضت عليها للزواج وبالشروط التي تفرضها هي وذلك كله من أجل إسعاد اولادها , ومضت في القيام بدورها أما وأبا , منحتهم الحنان والغذاء والكساء وادخلتهم المدارس وتابعتهم وسهرت وتعبت من أجلهم..السعادة تغمر اولادها وهم يكبرون وهي تمضي مواصلة كفاحها ونضالها بمزيد من الجهد والتضحيات نحو مزيد من الابداع والتالق والتفوق والانجاز التوفيق..وبقدر ماتحظى بتعلق وحب اولادها لها بنفس القدر تحظى باحترام وتقدير المحيطين بها والداعمين لها على كفاحها وتضحياتها وصدقها وطيبتها وكرمها ونبلها واخلاقها السامية وفوق ذلك كله إيمانها القوي بالله عز وجل راضية بما يكتب لها ويقدر..