آخر تحديث :الأحد-24 نوفمبر 2024-02:55ص
أخبار عدن

عدن حيث يتألق الفن والجمال

الجمعة - 24 ديسمبر 2021 - 12:50 ص بتوقيت عدن
عدن حيث يتألق الفن والجمال
عدن (عدن الغد) كتب امل عياش

كان  الصباح مشرقاً.. مفعماً بالنشاط والحيوية، حيث يتألق الفن والجمال .. صباح عدن الوضاء، فعلاً وعطاء ..كان اليوم الخميس في بهو إدارة الثقافة والإنتاج، شباب مثل الورد، بل كانوا الورد ذاته.  كانوا من خلال عروضهم في مجال الفن التشكيلي، حيث تم عرض مجموعة من اللوحات الفنية التشكيلية، بمدارس الفن التشكيلي المختلفة.
وفي الجانب الآخر، قدم الشباب ابتكارات واختراعات علمية، صغيرة في حجمها، كبيرة هادفة ومفيدة في صنعها واستخدامها، كبدائل في حياتنا اليومية وبأسعار زهيدة، وكُتب عليها صنع في عدن. يد الانسان وعقله متواجدان، ولكن تنقصهما الإمكانيات والداعمين. 
طلاب مدرسة النهضة في عدن، صنعوا مجسماً كبيراً وأنيقاً لساعة (بيج بن) في التواهي، كانت العروض جميلة بجمال عدن الأخاذ .
أما الفن المسرحي والغناء أوصدت أبواب مسرح الفقيد رائد طه أمامهما. وهو يعد مسرحاً للمبدعين والفنانين، كافة، فكيف يوصد في وجه الشباب، بعد انتهائهم من بروفات استمرت لمدة شهر في ثانوية مأرب؟!. 
وعندما توجه الشباب لتقديم العرض في المسرح، صدرت اوامر بعدم فتح أبواب المسرح بحجج واهية.. من قبل القائمين عليه.
المربية هيام جاوي، مديرة ثانوية مأرب، قالت  في كلمة لها "مهما كانت الأسباب، يفضل أن يبلّغ بها الشباب قبل عرض المسرحية بأيام ، وليس قبل العرض بيوم".
أما عارف سالم علي،
مدير الموارد البشرية والعلاقات العامة لفرقة المسرح الشبابيةag
قال: "استياؤنا بسبب استصغارنا، كشباب، اعتقدنا إنها داعمة للشباب، لكن للأسف حصل العكس، غير بعض الألفاظ التي لا تُقال وقد صدرت عن مكتب الثقافة، إضافة إلى أنهم منعونا من إبراز أنفسنا والتعبير عن ذاتنا للجمهور وحبينا أن نوصل لهم رسالة، مفادها إن عزيمتنا أكبر من أن تتحطم بسبب هؤلاء". 
كنت أتمنى أن يكون أمر إيقاف العرض أثناء البروفات، أو قبل العرض بأيام، إذا وجدت هنات في النص أو البروفة، أية ملاحظات، علماً أن البروفة أشرف عليها الاستاذ المخرج الكبير، أختر عبد الملك وكان حاضراً ايام البروفات، مما سبب لهم الإحباط والاستياء ونسف جهودهم وعطاءهم. 
أي ثقافة هذه التي تدمر معنويات الشباب وتغلق باب المسرح في وجوههم؟!
المتعارف عليه في كل الدنيا أن المسرح هو لكل المبدعين وخاصة الشباب، لإبراز أعمالهم وليس لردعهم. ألا يكفي استمرار معاناتهم لسنوات طويلة وعدن بلا خشبة مسرح؟ لانريد أن نكون ملكيين أكثر من الملك في تعاملنا مع الآخرين، خاصة مع الشباب.
يحز في نفسي  عند سماع  كلام نائب مدير الفرقة وهو يقول عند مجيء الأطفال الذين  من المفترض أن يؤدوا الأناشيد  في المسرح؛ فكانت الصدمة لهم! منعوا من الغناء على خشبة المسرح!!
لماذا كل هذا الصد والمنع للمبدعين؟ لماذا هكذا تحطم معنوياتهم؟ دعوا عدن تتنفس.
شدتني إحدى اللوحات المعبرة لرجل يحمل السلاح الآلي فوق ظهره وبيده آلة (الكمان) كانت اللوحة تعبر عن حلم الإنسان بالسلام، رغم ظروف الحرب، حلم لابد أن يتحقق وإن طالت الحرب.. 
الهزيمة والانكسار لم يقفا عائقاً في وجه الشباب، في هذا اليوم الذي حمل عنوان المبادرة ( معا نصنع الإبداع).   وفعلا وقف الكل يداً واحدة مع بقية الفعاليات وبروح الفريق الواحد، المعبر عن حبه للفن والإبداع والتألق وعشق عدن، الزمان والمكان.. غنوا في الساحات وبصوت جميل وأغاني فيروزية أجمل .. كما أطربنا الشاب عبد الرحمن ومعه صديقه عازف الجيتار والجميع حولهم يصفقون ويرددون الأغاني بكل فرح و سعادة والإعلام يحيط بهم (قنوات ومصورين). كان وقتاً ممتعاً للجميع .. حينها تعمق الإيمان بقدرة المرء التعبير عن مكنوناته ويحيل الألم إلى  فرح وحبور ( هكذا تبدو عدن بشبابها جميلة وفاتنة).