أختتمت مؤسسة جدارية للتنمية والاعلام بالعاصمة عدن، اليوم،الدورة التدريبية بمجال إعداد القصة المصورة،ضمن "مشروع حكاية".
وتلقى 16 متدرباً ومتدربة من الشباب الموهوبين بالكتابة القصة والرسم خلال الفترة مابين" 27نوفمبر حتى 14ديسمبر2021م " ضمن مشروع تعزيز فرص العيش لشباب المناطق الحضرية باليمن المنفذ من اليونسكو بالشراكة مع وكالة سمبس وبتمويل من الاتحاد الأوربي " ، على مدى ثمان ساعات تدريب مكثف، عدد من المهارات التدريبية المهمة التي يجب توفرها عند كتابة قصة مصورة من الحكايات الشعبية المتوارثة والاساطير القديمة المتداولة بين الاجداد عبر مر الازمان،أهم خصائص وهيكل القصة وكيفية معايير الرسم، قدمها مصمم الجرافيك والمدرب الأستاذ عدنان جمن،حيث أشار إلى أن تاريخ القصة المصورة ترجع إلى عهد القدماء المصريين عندما وجد العلماء رسومات تظهر مقسمة إلى شرائط عرضية تماماً كالقصص المصورة كما وجدوا مثل هذا النوع من الرسومات في القصور الرومانية وأعمال بعض الرسامين في القرن الحادي والسابع عشر وايضاً في اليابان ماقبل القرن الثاني عشر.
واستعرض "جمن"، تاريخ تطور ومراحل ظهور القصة المصورة انطلاقاً من "المانغا"في اليابان مروراً بالقارة الاوروبية فكان اول ظهور ملحوظ لها على يد الفنان التشكيلي الانجليزي "ويليام هوجارث "بقيامه قصص من عدة لوحات،ومن بعده السويسري "رودلف تويفر"حيث استطاع الاخير من وضع الخطوط العريضة لفن القصة المصورة، معرجاً حول تاريخ القصة المصورة بالوطن العربي الذي كانت متأثرة بالرسامين الغرب وظهرت المجلات التي تنشر بعض القصص المصورة لكنت ظلت متواضعة غي الانتشار والنجاح بعكس ما قدم في الدول الغربية التي تحولت القصص المصورة لصناعة تدر على الرسامين والناشرين الملايين.
وأوضح المدرب "عدنان جمن"،أن بمدينة عدن كانت المحاولات شحيحة فيها بدء فن القصة المصورة إبان الاحتلال البريطاني مطلع الاربعينات وكانت مقتصرة داخل اطار المدرسة في المجلات الحائطية والنشرات المطبوعة، واعتبر "جمن" القصة المصورة مزيج رائع بين ثقافات الشعوب كالحكاوي الشعبية وللخيالية ممزوجة بالتكنولوجيا تبرز وتناقش المشاكل الاجتماعية والسياسية بعدة أساليب هزلية إلى ان اخذت ابعاد اخرى تحولت فيها لقيمة فنية لقبت فيها بالفن التاسع.
وحول اساسيات الدورة التدريبية قال المدرب"جمن"، تمثل بداية للموهوبين بمجال الرسم والكتابة وتمهد لهم التخصص فيه ومعرفة اساسياته،تم الجلوس مع المشاركين لعمل السيناريو والحوار ومن ثم البدء بتحويل السيناريو لرسومات حيث قام الرسامين بالشغل بالحبر والتلوين بالطريقة التقليدية او عبر الكمبيوتر، ونقدم خلاصة القصص بمجلة تتكون من 44 صفحة ملونة موزعة على ثمان قصص كل قصة تتمثل بخمس صفحات.
وأضاف" ان مجموعة القصص الذي ستتناولها المجلة تضم "علي حيرو" و "المرآه " و "خلاد المدينة الغارقة"و "قاد العنبر" و "عندما يكتمل القمر"و "كهوف الخوف" و "حارس القلعة"و "قلعة الاشباح"،سنقوم بأعداد الصفحات واخراجها فنياً وعرضها لتكون نتاج الورشة التدريبية.
"برامج مشروع حكاية"
ينطوي "مشروع حكاية" المنفذ من قبل مؤسسة جدارية للتنمية والاعلام،في إطار مشروع تعزيز فرص سبل العيش للشباب الحضري في اليمن الممول من الاتحاد الاوروبي وتنفيذ منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة بالشراكة مع وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والاصغر،عدد من الانشطة الثقافية المتنوعة والمندرجة ضمن المشروع حكاية.
وأكد رئيس مؤسسة جدارية للتنمية والاعلام ياسر عبدالباقي ، أن المؤسسة تولي اهتمام بالتراث الشعبي لمدينة عدن خاصة الحكاية الشعبية التي تحتل مكانه من التراث الثقافي، مقدماً شرحاً موجزاً عن برنامج مشروع حكاية الذي تندرج منه الدورة التدريبية في إعداد القصة المصورة ،التي تشمل عدد من المواضيع المتصلة بالحكايات المتداولة سواء من الخرافة او الامثال المرتبطة بالاذهان والوجدان الواقعة في فترات ماضية.وسوف تطبع جميعها في كتاب مصور يحمل اسم حكاية ..
وتتضمن المشروع،ورشة تعريفية حول توظيف الحكاية الشعبية المحلية في القصة المصورة، نفذتها مؤسسةجدارية ، وأستضافت فيها مدير مركز الظفاري للبحوث والدراسات اليمنية بجامعة عدن رئيس نادي السرد الدكتور عبدالحكيم باقيس، الذي عرض مصادر الحكايات اليمنية والتراث الشفهي لمفهوم الحكاية مع نفي العناصر السلبية وتاريخ القصة المصورة ومفاهيمها وانواعها وتهيئة المتدربين عن كيفية تحويل حكاية الى صورة قصة قصيرة مرسومة بزواية فنية سردية يتحول النص الى سيناريو وحوار مبسط، تخلل الفعالية زيارة لوفد الاتحاد الاوروبي برئاسة السيدة كارولينا، للاطلاع على مواضيع ومضامين مشروع حكايةالمعني بالارث الثقافي والانساني والحضاري ، والتعرف عن قرب لعدد من المشاريع الممولة من الاتحاد الاوربي،تلتها الدورة التدريبية في إعداد القصة المصورة، الذي ضمت 16مشاركاً ومشاركة مكرسة تقديم قصص مصورة ماخوذة من الموروث الحكاوي المتأصل بجذور مدينة عدن .
كما شمل "مشروع حكاية"، عقد فعالية ثقافية بعنوان" تاريخ المجلات المصورة للأطفال في عدن"،حاضر فيها القاص والباحث أحمد السعيد، متناولاً ملخصاً عام عن مجلات الاطفال والصحافة المدرسية وبدايات صحافة الطفل ومجلات الاطفال في عدن، واصفاً مفهوم القصة المصورة مصطلح حديث ظهر في القرن الماضي،و يعد أداة مهمة من أدوات التثقيف والترفيه التي يمكن أن تسهم في تنمية عقل الطفل وغرس الميول لديه للقراءة.
وقدم السعيد عرضاً مفصلاً عن بداية المجلات والصحافة المعنية بالطفولة والمحطات التي مرت به، متطرقاً إلى عناوين المجلات الصادرة في مدينة عدن انذاك وكانت أهمها مجلة الحارس الصغير والبراعم ووضاح ونشوان والذي قامت بنشرها عدد من المرافق الحكومية والاكاديمية والمنظمات الحزبية خلال تلك الحقبة الماضية.
" اراء المشاركين في ختام التدريب"
وحول الانطباعات عن الدورة التدريبية من قبل المشاركين ، أوضحت المشاركة ايمان خالد، كاتتبة قصص،أنها استفادت من الورشة وكانت متكاملة تغطي كل ما يحتاج إليه الكاتب من مهارات ابداعية للقصة القصيرة ،ابتداء من إيجاد الفكرة وتحديد الشخصيات مروراً بصياغة الحبكة واﻷحداث و انتهاء بالخصائص الضرورية للقصة المصورة، لافتاً الى أن برنامج الورشة مكثف وتكثر فيه التفاصيل،ألا أن المدرب الدكتور عبدالحكيم باقيس، خلال الورشة التعريفية قدمها باسلوب وطريقة متسلسلة وآليات ومنهج يسهل استيعابه.
فيما أكد المشارك أحمد عادل ،بكالوريوس ترجمة،أن تنوع المشاركين وتخصصاتهم وتجاربهم ،كان له دور بالغ في اثراء الاراء ووجهات النظر التي تدور حول المعاني والعبر من الحكايات الشعبية والاطلاع على موروثات قديمة لأول مرة أسمع عنها، معبرة عن سعادته في المشاركة "بمشروع حكاية"وشاكرا مؤسسة جدارية لما قدمته له وللمشاركين من فرصة لدعم وتشجيع الشباب وإفساح المجال لأكتشاف المواهب الكامنة والطاقات لتطبيق وممارسة هواياتهم في كتابة القصة او الرسم، موضحاً أن ما يميز اعمال الورشة الاداء الرائع للمدرب" عدنان جمن" الذي ابدع وتألق في ما قدمه من خلال استخدامه للتقنيات الحديثة التي جاءت مفيدة وقيمة.
فيما قال محمد ابراهيم” التنظيم ممتاز والورشة كانت تجربة مفيدة وقوية من حيث المضمون وطريقة العرض، وفتحت أفاق اوسع من المعرفة وأجابت على تساؤلات عديدة كانت تخطر ببالي حول طريقة كتابة القصة المصورة وإخراجها بموضوعها العام.ونحن كفريق ستجمع كل القصص التي تم كتابتها ورسمها بمجلة تحوي كل نتاج اعمالنا، هذا يعطيني شعور بالفخر والاعتزاز،مشيدة بالمواضيع والقصص الذي تم عرضها من خلال المدرب كنماذج له دور كبير في توثيق المعلومة وفهم المادة المعروضة وعكس ذلك على مقومات النصوص المرسومة للقصة الذي يقدمها المشاركين.
من جانبها قالت المشاركة انغام عدنان ،طالبة ماجستير دراسات ادبية ،" اضافت الورشة بالنسبة لي الفائدة الادبية في الاساليب المثلى لتوظيف الحكايات الشعبية في كتابة القصة المصورة، إضافة إلى ان اكتساب اصدقاء وقضاء وقت ممتع ومفيد من خلال لقائي بزملاء يشاركوني رغبة والحب للكتابة والأدب حيث استفدت كثيرأ من تجاربهم في هذا الميدان كانت تجربة جميلة سترسم في مخيلتي لمدى ما تحصلت عليه من تدريب وتطبيق نظري وعملي خلال مدة برنامج الورشة، مقدراً التجاوب والتفاعل الكبير للجهة المنظمة المتمثلة بمؤسسة جدارية للتنمية والاعلام لكل ما يتم طرحه وتوفير الاحتياجات الاساسية للمشاركين وكذا طريقة الطرح والشرح للمواضيع الذي تم طرحها ضمن القصص المعروضة في ختام الورشة،مثلت الورشة جوانب متعددة من المعرفة الفاعلة المثرية.
واثرت الدورة التدريبية خلال عقدها بالأفكار والتجارب المتبادلة بين المشاركين الذين قدموا مجموعة قصص قصيرة مصورة، تم تحديدها بناء على ماتجسد من دروس وعبر تتوافق للنشر ضمن نماذج قصصية ستصدر لمجلة حكاية، المقرر ننشرها وتوزيعها خلال حفل اختتام شامل ستنظمه مؤسسة جدارية للتنمية والاعلام، خلال الفترة القادمة .