أقيم بقاعة مامور بمديرية كريتر بالعاصمة عدن،اليوم، فعالية ثقافية بعنوان" تاريخ المجلات المصورة للأطفال في عدن"، نظمتها مؤسسة جدارية للتنمية والإعلام،ضمن مشروع تعزيز فرص سبل العيش للشباب الحضري في اليمن
بتمويل من الاتحاد الأوروبي"EU" بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة"UNESCO"ووكالة تنمية المنشآت الصغيرة والاصغر"SMEPS".
وفي بداية الفعالية التي قدمها الشاعر" مازن توفيق" وحضرها عدد من المثقفين والأدباء والشخصيات الرسمية والاجتماعية،تناول فيها ملخصاً عاماً عن كتابة قصص الأطفال وخصائص القصص التي تناسب المراحل والفئات العمرية الموجهة إلى الأطفال، ونبذة مختصرة عن محاضر الفعالية القاص والباحث أحمد السعيد، حياته ومشواره العملي والمهني المكرس للكتابة للأطفال.
حيث استهل القاص أحمد السعيد،حديثه بالتعريف عن مفهوم القصة المصورة باعتبارها مصطلح حديث ظهر في القرن الماضي، ويعد أداة مهمة من أدوات التثقيف والترفيه التي يمكن أن تسهم في تنمية عقل الطفل وغرس الميول لديه للقراءة، موضحاً أن الاهتمام بالطفولة أخذ حيزاً كبيراً في القرن العشرين بالتزامن مع الحراك الدولي آنذاك المنادي إلى حماية واحترام حقوق الطفل بالحياة والدراسة والعيش الكريم.
وأكد القاص السعيد إيلاء المنظمات والهيئات الأهلية والمؤسسات الصحفية ودور النشر الاهتمام بهذا المجال وتوسعت في جوانب مجلات الاطفال والذي رأت فيها وسيلة مناسبة لزيادة حصيلة الطفل الثقافية والعملية وتعلم مفاهيم تربوية وسلوكية إيجابية في إ
استغلال أوقات الفراغ بمايفيد عقل ومدارك الطفل، مستعرضاً بعض تجارب الدول الغربية في ظهور مايسمى بصحافة الطفل وبزوغ أول صحيفة للأطفال في فرنسا مابين الأعوام 1747_1790م وما تلتها من إصدار لعدد من المجلات المدرسية حتى عام1830م،وإسهامات الصحافة الامريكية في تشجيع ظهور القصة المصورة كانت أشهرها "peanuts"صدرت1952م واعتبرت أبرز المجلات الترفيهية في تاريخ الإعلام الامريكي.
وأوضح السعيد، أن ولادة اول مجلة للأطفال بالوطن العربي صدرت عام1893م، في مصر بعنوان "روضة المدارس"،وما تلتها من إصدارات لصحف ومجلات أخذت الطابع المدرسي ثم الإتجاه للإصدار بشكل تجاري، وعن ظهور أول مجلة للاطفال بعدن، اعتبر القاص السعيد، أن مطلع الاربعينات كانت بداية انطلاق لهذا النوع من الفن القصصي المصور للاطفال.
وقال:"شهدت مدينةعدن حركة تعليم واسعة الانتشار ونشطت فيها عملية إصدار المجلات المدرسية الحائطية والمطبوعة أهمها مجلة "مدرستنا"التي كان يقوم بإصدارها عدد من طلاب المدارس بإشراف تربوي.
وأشار إلى الفترة مابين1948حتى1951م شكلت إصدار المجلة لطلاب من رسم ملامح لشخصيات أدبية لعبت دور محوري في مسار المشهد الثقافي والأدبي بمدينة عدن ضمت أنور محمد خالد، عبدالله بأذيب، حسن وحسين باصديق، حسين أحمد شريف الرفاعي وفاروق ولقمان وأخرون، وتوالت إصدارات الطلبة المتوسطة بالمجلات بعنوان "قلم الطالب"عام 53م وكلية عدن إصدرات مجلة نسوية عام60م باللغتين العربية والانجليزية، متطرقاً إلى عناوين المجلات الصادرة التي توزعت على مجلة الحارس الصغير والبراعم ووضاح ونشوان والذي قامت بنشرها عدد من المرافق الحكومية والأكاديمية والمنظمات الحزبية خلال تلك الحقبة الماضية.
وأثناء حضوره للفعالية ،أكد مدير عام تنمية الشباب بوزارة الشباب والرياضة الأستاذ عبدالله البكري، أهمية دعم وتشجيع مثل هذه الأنشطة الثقافية في تنمية وإكساب الشباب مهارات إبداعية في الفنون الأدبية الذي مثلت طفرة نوعية في المشهد الثقافي بعدن خلال هذه المرحلة ، معبراً عن تقديره البالغ وشكره لمؤسسة جدارية للتنمية والإعلام وثمن الجهود المبذولة بإعادة تنشيط الموروث الثقافي والمحافظة على الهوية المجتمعية للمدينة، داعياً بضرورة تكاثف الجهود لدعم أستمرارية هذه المشاريع القيمة والمفيدة التي لها أثر كبير على الشباب والأطفال.
