آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:36ص

أدب وثقافة


اختتام فعاليات الدورة 36 لمعرض تونس الدولي للكتاب

الإثنين - 22 نوفمبر 2021 - 04:37 م بتوقيت عدن

اختتام فعاليات الدورة 36 لمعرض تونس الدولي للكتاب

تونس(عدن الغد)مجيب الرحمن /  أبو نبض:

تحت شعار ( وخير جليس في الأنام كتاب ) اختتمت مساء أمس الأحد  الدورة 36 لمعرض تونس الدولي للكتاب، التي انطلقت في 11 من الشهر الجاري ، تظاهرة انتظرها جمهور القراءة لسنتين، بسبب التأجيلات التي فرضتها جائحة كورونا وموجاتُها المتتالية، والذي عبّر عنه الحضور الجماهيري الكبير والتفاعل المدهش منذ اللحظات الأولى للافتتاح.

يقول الأستاذ مبروك المناعي مدير المعرض والناقد الكبير :" إن معارض الكتاب أسواق باذخة واحتفاليات كبرى تقيمها شعوب العالم الحي كلها وينتظرها الناس - كبارا وصغارا- كي يتصلوا بشكل مباشر بالكتب باختلاف أزمنة تأليفها وأنواعها وضروب إخراجها ومحتوياتها وأحجامها ضخامة وضآلة ( من الموسعات الكبرى إلى أصغر أقاصيص الأطفال حجما) وعلى قدر يقظة الحس والوعي لدى الشعوب تكون درجة شوقها لمعارض الكتب ومدى انتظارها لها وبقدر تحضرها يكون إقبالها عليها"٠

وتحدّث مدير التظاهرة الأستاذ مبروك المنّاعي، في  كلمته عن التحدّيات التي رافقت الإعداد لهذه الدورة، قائلا: "هي دورة التحدّي ومجرّد إقامتها هو شكل من أشكال المقاومة، وهو ما من شأنه أن يفتح نوافذ الأمل بالنسبة إلى صنّاع الكتاب".

وتطرّق إلى معلّقة هذه الدورة وشعارها "وخير جليس في الأنام كتاب"، مبيّنا أن المعلّقة تشكّل رسما فنيا لتونس وهي ترفع الكتاب عاليا وتُعلي من شأنه. أما بالنسبة إلى الشعار، فهو "مقتبس من عَجُز بيت من قصيد لأبي الطيب المتنبي باعتباره أكبر ظاهرة قراءة من بين الشعراء وأبلغهم قولا في نعت الكتاب شعرا، مثلما الجاحظ الذي يعتبر أكبر ظاهرة قراءة من بين الناثرين وأبلغهم قولا في نعت الكتاب نثرا".

( دورة الوفاء للشاذلي القليبي)

وبمناسبة مرور 60 سنة على تأسيس وزارة الشؤون الثقافية، كرمت الدورة السادسة والثلاثون لمعرض تونس الدولي للكتاب الأستاذ الفقيد الشاذلي القليبي (6 سبتمبر 1925 - 13 مايو 2020)، بالإضافة إلى الأستاذ البشير بن سلامة الذي تولّى الإشراف على الوزارة بين سنتيْ 1981 و1986. وتم التكريم للصحفي والإعلامي فرج شوشان الذي اهتمّ بالنقد الأدبي وبصناعة الكتاب، وكذلك ثلّة من النساء الرائدات في مجال الأدب والثقافة.

( موريتانيا ضيف شرف)

وحلت موريتانيا ضيف شرف على هذه الدورة، إذ تم تخصيص جناح يتضمّن معرضا للمخطوطات وعرض مجموعة من الإصدارات. وقد احتفت هذه الدورة بالمخطوط من خلال تنظيم محاضرات لأساتذة من هذا البلد حول "كنوز المخطوطات في موريتانيا" و"طريق الحبر من القيروان إلى شنقيط"، وهي مدينة موريتانية تأسست في القرن الثاني للهجرة.

وفي ما يتعلّق بالعارضين، فقد  سجّلت هذه الدورة مشاركة 150 عارضا من تونس وحواليْ 300 عارض لدور نشر عربية وأجنبية من 20 دولة، خصّصت لها مساحة تفوق 6 آلاف متر مربع في قصر المعارض بالكرم، بحسب الأستاذ مبروك المناعي، الذي تحدّث أيضا عن إبرام عقود شراكة مع وزارة التربية ومؤسسات وطنية اخرى منها دار الكتب الوطنية والمؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ومعهد تونس للترجمة، بالإضافة إلى إقامة شراكات مع مؤسسات دولية منها منظمة الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو ومنظمة الألكسو والمنظمة الدولية للفرنكوفونية والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب.

وقد قدم المنظمون برنامجا ثقافيا ثريا ومتنوعا، يستهدف جميع الفئات والأعمار. وتميّزت هذه الدورة بعودة الشعر إلى المعرض من خلال تنظيم قراءات شعرية وقصصية. وتضمّن البرنامج الثقافي 10 ندوات فكرية و20 لقاءً حواريا مع ثلّة من أهل الأدب والفكر والثقافة. كما تم تنظيم قراءات أدبية ومنتديات للشباب وبرنامج يُعنى بالإصدارات التونسية الجديدة، بالإضافة إلى  لقاءات استمع فيها روّاد المعرض إلى تجارب عدد من الكتّاب التونسيين وضيوف المعرض.

وحافظ معرض تونس الدولي للكتاب على البرنامج الموجه للطفل، إذ تم بالشراكة مع وزارة التربية وإدارة المطالعة بوزارة الشؤون الثقافية، تنظيم ورشات ومسابقات وعروض تنشيطية ترفيهية لفائدة الأطفال المرافقين لأوليائهم، أو بالنسبة إلى التلاميذ القادمين في رحلات خاصّة تنظمها وزارة التربية لفائدتهم من مختلف جهات البلاد.

// جوائز المعرض

ورصدت الهيئة المديرة لهذه الدورة سبع جوائز هي "الإبداع الروائي" وكانت من نصيب ( محمد عيسى المؤدب ) عن روايته " حمام الذهب " و"الإبداع القصصي" وذهبت لطارق اللموشي عن مجموعته القصصية ( أنسمونيا ، حكايات قبل النوم وأما العمل الفائز في مجال الشعر  فهي قصائد نثرية توظف السرد توظيفا رمزيا ايحائيا  للسيد التوي .. كما خصصت جوائز  في "البحوث والدراسات" و"الترجمة من العربية وإليها" و"الكتابة للطفل واليافعين" و"جائزة النشر" التي تُسند لأفضل دار نشر متنافسة عليها التي تحصلت عليها ( دار نرفانا للنشر لمراعاتها معايير تقييم المؤلفات قبل نشرها

// محاربة جرائم القرصنة

وتطرّق رئيس لجنة المعارض والإعلام في اتحاد الناشرين العرب محمد صالح المعالج، في كلمته، إلى أن معرض تونس الدولي للكتاب كان سبّاقا في محاربة جرائم القرصنة والتزوير، مبيّنا أن جناحا خاصّا تم إحداثه بالتعاون مع المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وقد ضمّ خبراء محلفين، أوكلت إليهم مهمة رصد الكتب المقرصنة وتتبّع المخالفين.

جزيل الشكر لدار الكتاب التونسية والإعلامية سلسبيل التريكي