آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-06:09م

أخبار وتقارير


صحيفة إماراتية: احداث كرتير تشير الى سعي قوى اقليمية نقل الصراع الى جنوب اليمن

الإثنين - 04 أكتوبر 2021 - 01:57 م بتوقيت عدن

صحيفة إماراتية: احداث كرتير تشير الى سعي قوى اقليمية نقل الصراع الى جنوب اليمن

(عدن الغد) العرب

أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي انتهاء المواجهات في مديرية كريتر بمحافظة عدن والتي نشبت خلال اليومين الماضيين بين قوات عسكرية تابعة للمجلس ومسلحين بقيادة إمام النوبي المقرب السابق من الانتقالي والذي قاد المواجهات في عدن بمشاركة عناصر مسلحة تمترست في أكثر مناطق عدن اكتظاظا بالسكان.

وفيما يقول الانتقالي إنها مؤامرة من خلايا نائمة موالية للحكومة اليمنية، تقول تقارير إن ما يجري حرب شقوق داخل المجلس.

وأكد منصور صالح نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي في تصريح لـ”العرب” انتهاء الحملة الأمنية في مديرية كريتر التي تضم أهم المراكز الحكومية ومن بينها البنك المركزي وقصر معاشيق، مشيرا إلى أنه تم تطهير المنطقة بعد ما وصفها “سنوات من العبث الذي عانى منه المواطن”.

وأشار القيادي في الانتقالي إلى أن “المهمة الحالية هي تثبيت حالة الأمن والاستقرار، وحصر الأضرار والبدء بتعويض المواطنين الذين تعرضت ممتلكاتهم للدمار”، لافتا إلى أن “العملية كشفت حجم التآمر على عدن والجنوب من خلال زراعة الخلايا النائمة وتكديس السلاح بمختلف انواعه” بحسب تعبيره. وأضاف “التعاطف والدعم الإعلامي اللذين حظيت بهما العناصر الخارجة عن القانون كشفا حجم الرعاية التي تحظى بها والدعم المقدم لها”.

وفيما لم يصدر أيّ موقف رسمي من الحكومة اليمنية التي يتواجد رئيسها وعدد من وزرائها في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، دأبت وسائل إعلام المجلس الانتقالي خلال الأيام الماضية على اتهام العناصر المسلحة بقيادة إمام النوبي الضابط المحسوب سابقا على المجلس الانتقالي، بتنفيذ أجندة ممولة من أطراف في الشرعية اليمنية بهدف إرباك المشهد السياسي والأمني في المناطق الخاضعة لسيطرة المجلس، وخلق مبررات جديدة لاستهدافه وتحميله مسؤولية انهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي وانهيار منظومة الخدمات.

وفي تصريح لـ”العرب” اتهم الباحث السياسي اليمني سعيد بكران أطرافا إقليمية ومحلية بالوقوف خلف التوتر الأمني والمواجهات التي شهدتها منطقة كريتر في محافظة عدن، مشيرا إلى أن إمام النوبي الذي قاد المسلحين المناوئين للانتقالي “أظهر توجهاته الداعشية والإخوانية منذ اغتيال الناشطيْن عمر باطويل وأمجد عبدالرحمن محمد بفتوى تكفير ورِدّة أصدرها مفتي الإخوان في إمارة كريتر حينها”

وتابع “منذ ذلك الحين وهناك رفض جنوبي لوجود إمام النوبي وتشكيلاته كأمير نصّبه تنظيم الإخوان على كريتر يمارس كل أصناف الإرهاب والجبايات ويفرض أحكام داعش على النساء داخل كريتر بتغطية من حزب الإصلاح الذي يعتبر كريتر قلعته الحصينة”.

واعتبر بكران أن “أحداث كريتر نتيجة طبيعية للطريقة التي أدير بها ملف عدن، وهي نتاج طبيعي للتزاوج بين الشرعية والإخوان”.

وأضاف “للأسف تم تقييد الانتقالي بناء على ما سبق من تحمل مسؤولية ترتيب الملف الأمني لعدن، بل ومنعه ومحاربته وهو استجاب واستكان ولزم الصمت وإزاء كل ذلك حدث ما حدث وسيتكرر لأن المعالجات الجذرية مازالت غائبة”.

ولا تغيب عن خلفيات المواجهات التي شهدتها عدن خلال فترات متقطعة منذ العام 2015 صراع النفوذ والسيطرة والمصالح المالية بين مراكز النفوذ والكيانات المسلحة التي نشأت نتيجة الحرب.

وتؤكد مصادر أن ظهور القيادي العسكري البارز في المجلس الانتقالي الجنوبي مختار النوبي في منطقة المواجهات في كريتر بعد انتهائها إشارة إلى نوع من الوساطة قد تكون ساهمت في وقف الاشتباكات بالنظر إلى كون قائد التمرد الذي شهدته المنطقة هو شقيقه، وهو الأمر الذي أثار حفيظة ناشطين مؤيدين للانتقالي طالبوا بالتصدي لبؤر التوتر التي تنشأ بين الحين والآخر في عدن بعيدا عن الحسابات الشخصية والعلاقات العائلية ووفقا لمنهج أمني صارم يمنع تكرار هذه الظواهر التي أساءت إلى طريقة التعاطي مع الملفات الساخنة في المناطق المحررة.

وتشير مصادر يمنية مطلعة إلى أن المواجهات التي شهدتها عدن خلال اليومين الماضيين نتيجة مباشرة لحالة الاستقطاب السياسي التي تشهدها المناطق المحررة، في ظل عدم تمكن أي طرف من إحكام سيطرته بشكل كامل على تلك المناطق على غرار سيطرة الميليشيات الحوثية التي تحكم قبضتها على مناطق شاسعة في شمال اليمن.

ولفتت المصادر إلى وجود حالة استقطاب إقليمي كذلك، ساهمت في نشوء قوى متعددة على الأرض، وتسببت في أوقات عديدة بنشوب مواجهات متكررة على الأرض في المحافظات اليمنية المحررة، إما بهدف توسيع دائرة النفوذ أو بهدف إرباك معسكر المناوئين للانقلاب الحوثي وخدمة الأجندة الحوثية المدعومة من إيران.

وتوقعت المصادر أن تنتقل كل أدوات الصراع المحلي والإقليمي إلى المحافظات الجنوبية في حال تمكنت الميليشيات الحوثية من فرض سيطرتها على محافظة مأرب الاستراتيجية المعقل الأخير للشرعية في شمال اليمن، في ظل مؤشرات على تزايد صراع النفوذ على الجنوب من قبل أطراف ومكونات يمنية تسعى للحفاظ على تواجدها على الأرض جنوبا بعد خسارة الشمال أمام الحوثيين.

وتؤكد المعطيات اعتزام الحوثيين خلال الفترة القادمة نقل التوتر إلى جنوب اليمن إما بشكل مباشر عن طريق محاولة السيطرة على مناطق جنوبية كما حدث في شبوة، أو دعم أطراف جنوبية في الصراع المحتدم ضد المجلس الانتقالي.