آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-02:36ص

ملفات وتحقيقات


عقب ظهوره في ساحة الإعدام عاجزاً عن الوقوف.. طبيب يكشف تفاصيل صادمة عاشها القاصر عبد العزيز الأسود طيلة 3 سنوات

الخميس - 23 سبتمبر 2021 - 12:25 م بتوقيت عدن

عقب ظهوره في ساحة الإعدام عاجزاً عن الوقوف.. طبيب يكشف تفاصيل صادمة عاشها القاصر عبد العزيز الأسود طيلة 3 سنوات

(عدن الغد)خاص:

تقرير / ناصر علي الزيدي:

كشف طبيب ومختطف سابق لدى مليشيا الحوثي، تفاصيل التعذيب الوحشي الذي تعرض له القاصر عبدالعزيز الأسود في سجون المليشيا طيلة ثلاث سنوات من الاعتقال، مما أدى إلى إصابته بالشلل.

وظهر الأسود في ساحة الإعدام، بينما يحاول أحد عناصر المليشيا إسناده من الخلف ليساعده على الوقوف، في مشهد صادم أثار سخطاً شعبياً وحقوقياً واسعاً.

بداية القصة؟

روى الدكتور عبدالقادر الجنيد تفاصيل قصة انهيار الطفل التهامي القاصر في تصريح مطول له: "أن مليشيات الحوثي أقدمت على اختطافه واقتادته إلى إحدى الزنزانات التابعة لها في صنعاء والتي كان يقبع فيها الطفل القاصر عبدالعزيز الأسود الذي نفُذ فيه و8 آخرين قبل أسبوع حكم الإعدام بتهمة المشاركة في اغتيال القيادي الحوثي صالح الصماد".

وأوضح الجنيد أنه قبع لفترة طويلة في السجن بصنعاء رفقة الطفل القاصر عبدالعزيز الأسود، حيث قام في حينها بفصه واتضح له أنه مُصاب بمرض الشلل.. مشيراً إلى أنه أخبر الطفل (الأسود) بأنه يُعاني من مرض الشلل، حيث تفاجأ وظل يصرخ لمدة طويلة وهو يقول بصوت عالي وحالة هستيرية (أنا مشلول مشلول).

ويعتقد الجنيد أن الطفل (الأسود) أصيب بمرض الشلل عقب تعرضه للتعذيب والضرب المُبرح من قبل عناصر ميليشيا الحوثي دون تلقيه أي رعاية صحية.. موضحاً أنه كان ينزعج كثيراً عندما يسمع السجناء يتحدثون عن إصابته بمرض الشلل.

تعذيب وحشي؟

ويقول الجنيد أن الطفل القاصر(الأسود) تعرض لمختلف أنواع التعذيب وأبشعها إحراقه بأعقاب السجائر وبالصاعق الكهربائي على جسده وإدخاله إلى فمه وخنقه حتى فقدان الوعي.

وواصل الجنيد شارحاً: "وكان عناصر الحوثي يقومون بسحب الطفل القاصر(الأسود) في الأرض وينزلوا به درج السلالم مرات عديدة مع الضرب المبرح على جسده حتى (ابتسقت) تمزقت الأعصاب الموجودة بالأبط والذي يُطلق عليها اسم الضفيرة العضضية وحصل له شلل طرفي في الذراع الأيسر وأيضاً في عرق النسا تأذى من الضرب ومن الركل (أبتسق) وأُصيب بالشلل المتكامل، وأصبح الطرف الأيسر بكامله مشلول تماماً".

وأردف قائلاً: "وعقب كل ذلك التعذيب رموه في الزنزانة لمدة 3 أيام ومن ثم عادوا مرة أخرى لمواصلة عملية التعذيب بحقه ، حيث قام شخصان بربطه والضغط على أصابعه بقوة والآخر حط أصبعه عند خصيته ودخل ما بين الخصيتين وضغط بكل قوته حتى زنق الحبل المنوي على عظمة العانة عظمة الحوض ، طبعا الحبل هذا تجري فيه الأوعية الدموية التي تروح للخصية فأنقطع الدم عن الخصية و أصيب باحتشاء من شدة آلام وفقد وعيه بعدها بأسبوعين، أخبرني(الأسود)أنه لا يشعر بخصية أبداً  وذلك لأنها ضمرت عقب انقطاع الدم بسبب الضرب الذي تعرض له.. منوهاً إلى أن الطفل القاصر عبدالعزيز (الأسود) ظل قابعاً في الزنزانة دون عناية وهو يعاني من النزيف والجروح العميقة على جسده.

وتابع بالقول: "وكان(الأسود) في السجن سيتعرض لسوء تغذية لعدم وجود الشمس وضمائر العظام ضمرت بتوهن تُسمى مزيج بسبب قلة الحركة وبسبب عدم الشمس ونقص الفيتامينات وسوء التغذية وحصل عنده هشاشة كساح في العظام حيث أصبحت العظام في جسده كتلة لا تتحرك حتى الأجزاء السليمة".

واختتم الجنيد تصريحه قائلاً: "وبعد كل هذا تم إخفاء (الأسود) لعدة شهور ومن ثم رأيته بعدها بعدة شهور وهم ينقلوه من زنزانة إلى أخرى حيث أنني أنا شخصياً انتقلت من ١٥ زنزانة خلال ١٠ أشهر اللي جلست فيها فلما رأيته مرة أخرى بعدها بكم شهر كانت حالته النفسية سيئة جداً ودائما يجبروا المساجين أنهم يعتنوا به ويقيموا بكل ما يلزمه اللي هو شغل التمريض وأي سجين يجلس عنده ينهار في خلال أيام من كثر العبء النفسي لما يشوف كمية التعذيب التي تعرض لها الطفل القاصر عبدالعزيز (الأسود)".

وأوضح الجنيد، أن عبدالعزيز الأسود، تعرض للإخصاء على أيدي الجلادين الحوثيين في السجن، حيث أتلفت خصيتاه تمامًا، كما واجه إهمالًا متعمدًا من قبل المليشيات، حتى أصبح كتلة يابسة وتعطلت كل أعضائه.

وكان المحامي عبدالمجيد صبرة أكد، في وقت سابق، أن محامي “الأسود” طلب عرض موكله على لجنة طبية لتحديد سنه كونه لم يبلغ 18 عاماً عند اعتقاله «لكن الشعبة الجزائية الاستئنافية رفضت الطلب وعللت ذلك أنها تكتفي بما جاء في الاستدلالات، كما رفضت العليا أيضا الاستجابة للطلب».

القتيل الصغير يتحول إلى أيقونة مواقع التواصل؟

ستبقى صورة الفتى اليمني عبدالعزيز الأسود في ذاكرة التاريخ والعدسات تلتقط صورته الأخيرة قبل إقدام الحوثيين على إعدامه في مهرجان للقتل الهمجي في العاصمة صنعاء، الأمر الذي حوله إلى أيقونة على مواقع التواصل.

تحول الفتى عبدالعزيز علي محمد الأسود إلى أيقونة مواقع التواصل الاجتماعي العربية والدولية عندما عبر سياسيون ومسؤولون دوليون عن استنكارهم لإعدام هذا اليمني القاصر من قبل المتمردين الحوثيين في مذبحة علنية شهدتها شوارع صنعاء يوم السبت الماضي.

وتداول نشطاء يمنيون وعرب صورة الفتى عبدالعزيز الأسود، أحد التسعة الذين أعدمتهم سلطة الميليشيا الحوثية، وملامح ترقب الموت على وجهه الطفولي.

وظهر أحد القتلة من العناصر الحوثية وهو يمسك بالأسود قبل إعدامه، بسبب فقدانه الحركة جراء أصابته بشلل نصفي من التعذيب الذي تعرض له في سجون الحوثيين.

وتحولت مذبحة الإعدام العلنية إلى موضع استنكار رسمي دولي، كما كشفت التعاطف العربي من قبل المستخدمين على مواقع التواصل مع محنة اليمنيين في الحرب المستمرة وتحت سطوة الحوثيين المدعومين من إيران.

وحسب رابطة أمهات المختطفين فإن القاصر عبدالعزيز الأسود طالب اختطفته الميليشيا الحوثية وهو في الرابعة عشرة من عمره، وتعرض للتعذيب بحروق السجائر على بطنه وظهره والتعذيب بالضرب المبرح والذي ظلت آثاره على ساقيه. وأكد الأسود أمام المحكمة بأن "كل الأقوال التي نسبت إليه كانت تحت الضغط والإكراه والتعذيب الشديد".

وحذر نشطاء ومنظمات حقوقية من تقاعس الأمم المتحدة والمجتمع الدول تجاه الجرائم الحوثية المستمرة بحق اليمنيين، مشيرين إلى أن التراخي الدولي سيشجع الميليشيا على ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين الأبرياء في البلاد.

إدانة أممية؟

وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن (أسفه الشديد وإدانته) لقيام الحوثيين بإعدام تسعة أشخاص أحدهم قاصر في صنعاء دون احترام لمتطلبات المحاكمة العادلة والإجراءات القانونية.

إدانة بريطانية؟

ووصفت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا روزي دياز الجريمة الحوثية بأنها (إعدام وحشي قام به الحوثيون)، مشيرة إلى أنه "يعكس اللامبالاة لكرامة الإنسان وتجاهل صارخ للعدالة والقانون". 

وأضافت "هذه ليست المرّة الأولى مع الأسف.. يجب امتثال المسؤولين عن هذا الفعل الشائن للقانون”.

إدانة أمريكية؟

بدورها دعت السفارة الأميركية في اليمن ميليشيا الحوثيين إلى التوقف عن الوحشية والهمجية التي يمارسونها بحق اليمنيين. وقالت القائمة بأعمال السفير الأميركي كاثي ويستلي “أعدمت سلطات الحوثيين في صنعاء تسعة أفراد بوحشية بعد محاكمات صورية وبعد سنوات من التعذيب والانتهاكات، كان أحد الذين تم إعدامهم قاصراً".

وأضافت "هذا العمل الشائن هو مثال آخر على عدم اكتراث الحوثيين بحقوق الإنسان الأساسية، ويأتي بعد أيام فقط من هجومهم على ميناء المخا التجاري، وهو نقطة عبور أساسية للإمدادات الإنسانية والواردات الغذائية التجارية"، مطالبة بتوقف هذه الهمجية الحوثية.

وعلى الجانب اليمني والعربي انتشر هاشتاغ (عبدالعزيز الأسود والحوثي يقتل أبناء تهامة) في أكثر من بلد عربي. وأجمع المعلقون على التعاطف مع أسرة الفتى القتيل ومع المأساة اليمنية بشكل عام، منددين بالهمجية والتخلف الحوثي المأخوذ من أساليب القمع الإيرانية.

واعتبر النشطاء على موقعي تويتر وفيسبوك أن الحوثيين تلاميذ مخلصون لدروس القتل والإعدام الإيرانية. وكتب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في تغريدة ثانية على حسابه الرسمي "سيتذكر اليمنيون بأسف بالغ الخذلان الدولي لمأساتهم وصم آذانه عن الأصوات التي ارتفعت مطالبة بوقف إعدام ميليشيا الحوثي الإرهابية الطفل عبدالعزيز الأسود (14عاما) بعد إخفائه قسريا طيلة 3 أعوام وتعذيبه بشكل وحشي أدى إلى فقدانه القدرة على الحركة، في جريمة مروعة تمثل وصمة عار في جبين الإنسانية".

(والله بريء والله بريء) تلك هي الكلمات الأخيرة التي نطق بها الطفل عبدالعزيز الأسود وهو بين يدي قاتله الحوثي عندما وضع على الأرض ليعدم.