آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-11:26ص

دولية وعالمية


الطبيب الذي حاول إنقاذ ديانا يتحدث للمرة الأولى

الثلاثاء - 22 يونيو 2021 - 02:52 م بتوقيت عدن

الطبيب الذي حاول إنقاذ ديانا يتحدث للمرة الأولى

(عدن الغد) اندبندنت - إميلي غودارد:

تحدث الطبيب الذي استمات لإنقاذ الأميرة ديانا في أعقاب حادثة السيارة المشؤومة التي تعرضت لها في العاصمة الفرنسية عام 1997، كيف أنهم حاولوا "كل شيء ممكن" من أجل إعادة قلبها إلى الخفقان من جديد، لكن للأسف من دون جدوى.

 

 يذكر أن منصف دهمان كان جراحاً عاماً في عمر الشباب يعمل في مستشفى سالبيترير في باريس عام 1997، وبمحض الصدفة كان مناوباً في العمل حين استُدعي في الساعات الأولى من صباح يوم 31 أغسطس (آب) إلى قسم الطوارئ والإسعاف لمعالجة "سيدة شابة".

 

وقال الدكتور دهمان (56 عاماً) في مقابلة أجرتها معه صحيفة "دايلي ميل"، "كنت في ذلك الوقت في استراحة بغرفة المناوبة حين تلقيت اتصالاً من برونو ريو، كبير أطباء التخدير المناوبين يطلب مني الذهاب إلى غرفة الطوارئ".

 

  وأضاف، "لم يقولوا لي أولاً إن المريضة كانت الأميرة ديانا، بل أشاروا إلى وقوع حادثة سيارة خطيرة تعرضت له امرأة شابة"، وهو كل ما عرفه عن الأمر في البداية.

 

 وتابع دهمان، "كان النظام في مستشفى سالبيترير هرمياً للغاية يراعي التراتبية، ولذا فحين كنت تتلقى مكالمة من زميل بهذا المستوى الرفيع كنت تدرك أن الحالة خطيرة جداً".

 

وقال الدكتور، الذي كان لايزال في الـ 33 من العمر حين وقعت الحادثة المؤسفة، إنه أدرك مدى خطورة الوضع حين وصل إلى قسم الطوارئ والإسعاف بعد لحظات من تلقيه المكاملة.

 

فهناك وجد البروفيسور ريو منهمكاً بالعناية شخصياً بالسيدة الممددة على نقالة الجرحى، مما كان "دليلاً على الأهمية البالغة للمصابة"، على حدّ تعبير دهمان.

 

وفي ذلك الوقت، قيل للطبيب الجراح المناوب إن المرأة المصابة كانت ديانا أميرة ويلز.

 

واستذكر الدكتور دهمان، "لم أستغرق سوى لحظة في فهم كل هذا النشاط الحثيث والدؤوب غير المألوف الوتيرة". 

 

وأضاف، "إن من المهم للغاية بالنسبة لأي دكتور أو جراح أن يجد نفسه أمام سيدة شابة في وضع كذاك الوضع، لكن بالطبع يصبح الأمر أكثر أهمية حين تكون المصابة أميرة".

 

وإذ رفض دهمان الخوض في تفاصيل معالجة الأميرة ديانا، فهو أوضح أن صوراً شعاعية أظهرت أنها كانت تعاني "نزفاً داخلياً خطيراً للغاية"، الأمر الذي استلزم إخضاعها إلى إجراء طبي كانت الغاية منه المساعدة على إزالة السوائل الزائدة من تجويفها الصدري، وأيضاً إعطائها كميات من الدم.

 

 يُشار إلى أن ديانا (36) عاماً، تعرضت لسكتة قلبية حوالى الساعة 2:15 صباح ذلك اليوم، وتم تدليك قلبها من الخارج، كما أخضعت لعمل جراحي طارئ وهي لاتزال ممددة على النقالة في قسط الطوارئ والإسعاف.

 

وقال الدكتور المعالج على سبيل الشرح، "قمت بذلك الإجراء من أجل تمكينها من التنفس، إلا أن قلبها لم يكن قادراً على أداء وظيفته بشكل مناسب لأنه كان يفتقر إلى الدم".

 

وكشف العمل الجراحي أن الأميرة عانت تمزق شغاف القلب، وهو غشاء يحيط بعضلة القلب لحمايتها.

 

لم يطل الأمر حتى وصل البروفيسور آلان بافي، وهو أبرز جراحي القلب في فرنسا، على وجه السرعة للمساعدة في إنقاذ الأميرة ديانا التي كانت نُقلت سلفاً إلى غرفة العمليات استعداداً لمزيد من الإجراءات.

 

وحين القيام بمزيد من الاستقصاءات الجراحية، تبين أن هناك تمزقاً في الوريد الرئوي العلوي الأيسر، وذلك في نقطة التقائه مع القلب.

 

عمد البروفيسور بافي إلى خياطة الجرح، إلا أن قلب الأميرة توقف عن الخفقان حتى قبل الانتهاء من الاستقصاء الجراحي، وظل على تلك الحالة.

 

ويقول الدكتور دهمان، "حاولنا بأسلوب الصدمات الكهربائية مرات عدة علاوة على تدليك القلب، مثلما كنت قد فعلت سلفاً في غرفة الطوارئ".

 

وتابع، "أعطاها البروفيسور بافي جرعة الأدرينالين، غير أننا لم نستطع جعل قلبها يعاود الخفقان من جديد".

 

وواصل الفريق المعالج محاولاته لإنعاش ديانا وإبقائها على قيد الحياة لمدة ساعة كاملة.

 

عن ذلك، يقول الدكتور دهمان، "لقد صارعنا بضراوة، وحاولنا من طريق كثير من الأساليب التي كان عددها ضخماً، وبصراحة حين تعمل في ظروف كهذه لا تلاحظ مرور الوقت".

 

وتابع، "الشاغل الوحيد حينها كان بذل كل ما هو ممكن لإنقاذ هذه السيدة الشابة".

 

وأشار دهمان إلى أن عجزه عن إبقاء الأميرة على قيد الحياة قد ترك "أعظم الأثر" في نفسه.

 

وقال الدكتور دهمان إن أحد الأسباب التي حملته على فتح قلبه والتحدث الآن عن تلك الليلة المشؤومة، هو رغبته بالتأكيد من جديد على المدى الذي ذهب إليه فريق الطوارئ الطبي الفرنسي في محاولاتهم الدائبة، وكم بذلوا من الجهود لإنقاذ حياة الأميرة ديانا، وذلك خلافاً لما تُروج له حتى الآن نظريات المؤامرة التي لاتزال تسعى إلى تشويه الحقائق المتعلقة بوفاتها المفجعة.

 

 وكانت مراجعة للأدلة الطبية أُجريت بعد سنوات عدة في سياق تحقيق حول وفاة الأميرة ديانا، خلُصت إلى أن الفريق الذي عالج الراحلة في قسم الطوارئ ومن ثم أجرى لها الأعمال الجراحية "بذل قصارى جهده" لإنقاذ حياتها.

 

واختتم التقرير تعليقه بالقول، "لم تكن أية استراتيجية طبية أخرى لتؤثر في النتيجة"، ولما استطاع أي فريق طبي آخر أن يبقي الأميرة ديانا على قيد الحياة.