آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-05:24م

ملفات وتحقيقات


عن قرب.. حقائق من الواقع عن ظاهرة انتشار مادة الشبو المخدرة التي تهدد أوساط الشباب (استطلاع)

الخميس - 26 يناير 2023 - 09:06 م بتوقيت عدن

عن قرب.. حقائق من الواقع عن ظاهرة انتشار مادة الشبو المخدرة التي تهدد أوساط الشباب (استطلاع)

(عدن الغد) استطلاع/ عبدالعزيز بهادر:

انتشر الشبو المعروف باسم الكريستال بنسبة كبيرة بين اوساط الشباب بسبب رخص ثمنه وسهولة الحصول عليه ومن خلال النزول الميداني تم اكتشاف ان البعض لا يوجد عنده معلومات كافية عن مادة الشبو بسبب قلة الوعي وان بعض الاعلام التوعوي لم يسلط الضوء بشكل كبير عليها، حيث ان آثار الشبو تظهر بشكل واضحة في التصرفات السلوكية والجسدية للشخص المتعاطي.

لذا التقينا بعدة شخصيات للتعرف اكثر عن مادة الشبو وشرح جميع الأسباب والحلول بطريقة تفصيلية وعن كيفية تكاتف الجهود المجتمعية للحد من هذه الظاهرة في عدة طرق:

 

تجربة متعاطي الشبو

ولدا لقائنا بأحد متعاطي الشبو الشباب (خ. ن)، ولن استطيع أن اقول غير انه ضحية مثل غيره، حيث تحدث قائلاً: "الشبو مادة ريحتها مثل طلاء الاظافر وشكله مثل الكريستال او الملح.. بدأت في  تعاطي مادة الشبو من خلال جلسات الاصحاب على فترات متباعدة علما بأني في بداية الامر لست مدمن له، وكانت في سبيل التجربة والتي تطورت بعد ذلك من تجربة الى مزاج وكان سهل الحصول عليه لرخص ثمنه وتحول بعد ذلك الى ادمان ظهرت علاماته بشكل واضح من خلال تصرفاتي بمن هم حولي".

واضاف قائلاً: "إن تعاطي الشبو في البداية  كان يشعرني بعدم النوم والنشاط الزائد تستمر الى اكثر من 24 ساعة والسهر لفترات طويلة، بالإضافة الى الهلاوس والتخيلات ولكأني في حلم اليقظة"، واوضح "ان هناك الكثير ممن يستعملوه كمعزز جنسي دون معرفة اضراره نتيجة نقص الوعي لأنه تشعر اثناء تعاطيه مثل المنبه القوي، الا ان اعراضه العكسية  بدأت تظهر سريعا  والتي ادت الى تقلبات المزاج  وتغيرات في السلوك والتصرفات ومن السهل تميز متعاطي الشبو من خلال عيونه وتصرفاته اللاإرادية واحيانا يقودك الى افكار جنونية ندمت على تعاطي الشبو لقلة الوعي وعدم معرفتي بالأضرار".

 

ما هو الشبو

وللتعرف على الشبو من الناحية العلمية قابلنا الدكتور/ عوض اليافعي الذي شرح لنا بطريقة علمية موضحة عن مادة الشبو قائلاً: "مخدر الشبو -واسمه العلمي ميثامفيتامين- عضو من عائلة أدوية الأمفيتامين. منبه للجهاز العصبي المركزي يتسبب في إطلاق مستويات عالية من مادة كيميائية في الدماغ مرتبطة بالسعادة وهي الدوبامين.

يأتي على شكل كرستالات  تشبه الجليد أو على شكل مسحوق أبيض يتميز برائحة قوية وطعم مر، يتعاطى بالحقن أو التدخين ويمكن ايضا شمه أو ابتلاعه.

سرعة إدمان الشبو تفوق سرعة إدمان الكوكايين بثلاثة أضعاف. إذ يبدأ إدمان الشبو من الجرعة الأولى دون المرور بمراحل التعاطي ثم الإدمان ويرتبط بمشاكل صحية جسدية وعقلية مزمنة.

في وقت تعاطيه ينتج عنه شعور يجعل الشخص يشعر بالثقة والحيوية، وزيادة الدافع الجنسي، وحكة قد يخدش جسمه منها وسرعة ضربات القلب وجفاف الفم والتعرق المفرط، ويمكن أن تستمر هذه التأثيرات لمدة تصل نصف يوم (١٢ساعة).

وبعده لأيام قد يعاني من صعوبة النوم أو الصداع أو جنون العظمة أو الهلوسة، والشعور بالضيق الشديد والحزن. واما الجرعات المفرطة منه قد تؤدي إلى السكتات القلبية أو فقدان الوعي أو الوفاة. وأما من يتعاطاه بشكل متكرر (المدمنين) يمكن أن يصابوا بمشاكل جسدية خطيرة (فقدان الوزن الشديد ومشاكل الأسنان ونزلات البرد وتيبس العضلات ومشاكل القلب والكلى، وقلة النوم وصعوبة التركيز والاكتئاب، والسكتات الدماغية). تقلبات مزاجية وقلق واكتئاب مزمن وبالإضافة إلى قلة المتعة من اي نشاط ويظهر شكل الكبر عليهم سريعا. بالإضافة إلى مشاكل طرق تعاطيه • عبر الاستنشاق نزيف الانف وتلفها • عبر الإبر يسبب مخاطر الإصابة بالتيتانوس والالتهابات كالتهاب بطانة القلب والتهابَي الكبد B وC وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) بالإضافة إلى تلف الوريد".

 

معرفة الأسباب قبل حل المشكلة

اضاف الناشط الشبابي اشرف محمد: "من وجهة نظري الشخصية المشكلة نحلها في أسبابها وليس بإلقاء اللوم على الاخرين وان من الاسباب الاساسية حول متعاطين الشبو هو قلة الوعي بين اوساط الشباب وعدم وجود حملات توعوية حول هذا الموضوع والتعاطي يحصل من الفئتين الشباب والبنات وعدم وجود رقابة الاهل وحين ننزل الى المراكز نكتشف ان اعمارهم لا تراوح بين 18 سنة.

وقد حصلت حادثة في احدى المديريات حول تلك الظاهرة بشباب لم يتجاوزوا السن القانوني فهم ضحايا وهناك اماكن تأهيل في حيث ان الاهل يدخلوا الى هذه المراكز في حاله معرفه ان ابنهم وابنتهم مدمن شبو ويتم التعامل بسريه تامه  وايضا قله قليل من يتكلم في هذه المواضيع ويسلط الضوء عليها على الرغم من وجودها ونقدر نقول ايضا ان الرفقة السوء تشكل بشكل كبير جدا  حيث ان اغلب الحالات تم الكشف عليها من خلال رفقاء سوء وثانيا عدم وجود رقابه من الاهل واهم شيء عدم وجود حملات توعيه لهذه الظاهرة".

 

واضافت الاخت سماح يوسف المغتربة في دولة أخرى" "ان ايضا الشبو منتشر في دولة اخرى ولم يقتصر على اماكن محددة والسبب الاساسي هو عدم رقابة الاهل لذا يجب ايجاد حلول من الجهات المختصة في تفعيل دور الرقابة الأمنية وليس وحدها فقط الجهات المختصة بل ايضا على المبادرات الإنسانية ان تساهم في حملات توعوية بين طلاب الثانويات والجامعات لان فعلا هناك الكثير من الناس ما يعرفوا عن ماده الشبو".

 

كما اضاف الاستاذ شادي المغربي مدير فرع شركة بيان عدن: "بما اننا كلنا نعلم ان الشبو مادة مخدرة وخطيرة ويجب ان لا تتنشر في بلادنا الحبيبة وبين شبابنا يجب ان تتكاثف جهودنا وكلنا مسؤولين المحافظة على بلادنا ومدينتنا بشكل خاص لان هذه المدينة هي الاساس اذا انتشر فيه الشبو سوف يكون له نتائج سلبيه في المستقبل القريب ويجب محاربه هذه الظاهرة اول بأول ويجب على الجهات المختصة والاهل ان يأخذوا الامور بجديه ورفع العقوبات على من يتعاطون".

 

كما اضافت الاستاذة غيداء، قائلة: "كوني مدرسة في بعض الثانويات نلاحظ ظواهر غريبة وتصرفات نعرف من خلالها ان الطالب في مرحلة المراهقة خصوصا عنده مشكلة وقد كشفنا ظواهر كثيرة ولكن حين يتم معالجتها من خلالنا بعض الاسر يرون ان هذه فضيحة والكثير من الاشخاص ينظروا ان المتعاطي انه متهم وبرغم انه ضحية نحن نطالب بالنزول للمدارس والثانويات والجامعات والتوعية بهذه الظاهرة نحن ينقصنا الاعلام التوعوي في البلاد نزولكم اليوم الى الثانوية جعلتنا نفتح مواضيع كثيرة والكثير من المبادرات تنزل في الثانويات ولكن لم يناقشوا ابدا مواضيع توعوية حساسة اقل حاجة يعطوا للأخرين الطرق حول الكيفية التعامل مع هذه الظاهرة او ارقام مراكز لعلاج الشبو ونحن نرحب فيهم في كل مبادرات توعوية او منظمات مجتمع مدني اذا تم مناقشة هذه الظاهرة بصور توعوية اذا فقط مرة واحدة تم النزول والتوعية ستتضح الصورة بشكل واضح للجميع.

هذه الظواهر ما تنحل بمجهود فردي لازم يساهم فيه عدة فئات من الاهالي ومن الجهات المختصة ومن المنظمات والمجتمع كله والجانب الاعلامي يمثل وسائل نقل سريع لطرح هذه المواضيع من الحين للأخر واضن انتم في تقريركم اختصرتم التوعية بصورة مفصلة ولكن ايضا نطالب بصفتي مربية اجيال وبصفتي ام ايضا بالمشاريع توعية لهذه الظاهرة نحارب تلك الظاهرة بالتوعية وقد يكون فرض العقوبات ايضا لها جانب اخر ولكن كيف نفرض عقوبات من غير توعيه مجتمعية".

 

ما الذي ينقص الشباب 

والتقينا في احدى الشباب حيث تحدث الشاب محمد الصلاحي قائلاً: "كل ما ينقصنا كشباب اننا يكون لدينا حملات توعوية حول تلك الظاهرة عشان نتجنب ايضا هناك بعض الشباب عندهم معلومات حول ماده الشبو ولكن البعض حتى ما يعرف كيف شكلها فالوقاية من تلك الظاهرة هي بالتوعية وايضا نحن محتاجين ايضا كشباب ان يتم توظيف قدراتنا في طرق اخرى من النوادي الرياضية من الحدائق العامة اغلب الامكان العامة الذي نذهب اليها لترويح عن نفسونا يقولك هذا متخصص للعوائل فالشاب يجد وضعه حائر في الشارع فارغ من غير شيء.

انا اوجه كلمتي للجهات المختص ان تفتح للجميع الاماكن العامة من حق الشاب ان يخرج وتمشي بحر او حديقة  ومتنزة واذا هناك شباب  يضايقوا بالتصرف الاخرين في الاماكن يتم طرد الشخص نفسه ولا يتم تعميم السيئة على جميع الشباب في اوقات الاعياد يتعلم بعض الشباب يلجأ الى جلسات القات وتعاطي القات بسبب انه لا يوجد اماكن يخرج فيها واغلب الاماكن تكون مخصصة للعوائل والبعض من جلسات القات يتعلم ايضا بشرب بعض المهدات والتي تتطور إلى الشبو.

كنا زمان ننزل المولات ونخرج الحدائق ونستغل اوقات فراغنا بل والبعض كان يمارس هواياته في مكاتب القراءة والنوادي الرياضية او السواحل اما في الوقت الحالي يقولك المكان مخصص عوائل فقط".

 

واضاف الشاب خالد الجعملي قائلاً: "كوننا شباب فأننا نأمل بتوفير فرص الاعمال للشباب واستغلال قدراتهم فاكثر اوقات الفراغ والهموم تلجأ للشاب ان يمارس عادات سيئة فالتوظيف وسقل مواهب الشباب وادماجهم في العمل تجعلهم يستغلون وقت الفراغ فعلى سبيل المثال انا من مدينه التواهي فنعمل حملات ومبادرات تطوعيه مع شباب مدينتي وهذا الافكار تأتي منا كشباب فقط من خلالها نخرج كل قدراتنا ونستغل اوقات فراغنا بشيء مفيد يقيدنا نحن خبره في الاعمال التطوعية وايضا يفيد المجتمع".

 

ومن جهته اكد الشاب محمد صالح: "الضغوطات التي يتعرض لها اكثر الشباب من تهميشهم يلجأ الشاب لممارسات خاطئة نحن نرى اكثر الشباب في عدن يعانون من عدم توفر فرص عمل بالإضافة الان اصبح التوظيف بالوساطة فيجد الشاب وقت فراغ وضغوط وعدم وجود توعية يهرب من واقعه الى عالم الادمان ومن وجهة نظري في حالة توفير فرص العمل والاهتمام بالشباب هناك الكثير من الشباب المبدعين لكن الاحباط يولد افكار خطأ".

 

للفن والإعلام دور هام في الحد من هذه الظاهرة

وتحدثت لدينا الاعلامية كمية هائل من مكتب التوجيه المعنوي والعلاقات العامة بوزارة الداخلية، قائلة: "كلنا نعلم ان الشبو مادة مخدرة وخصوصا من الاعراض والتأثيرات التي تصيب المتعاطي بعد تناولها ونقول ان جرعة واحدة منه تكفي لقتل خلايا الجسم والادمان وهناك حالات كثيرة لقيت حتفها بالانتحار بسبب الادمان لأنه يوثر على الجسم بالهلاويس  والأفكار.

وكما انه ايضا فيه مواد منشطة تصيب الجهاز العصبي ويستمر تأثير مادة الشبو في الجسم من ست الى 24 ساعة تخلف من حيث الجرعات المأخوذة في فترات التعاطي ومدة التعاطي وكوننا اعلامين فان جهودنا سوف تتكاتف في الايام المقبلة في محاربة هذه الظاهرة من خلال الاعلام المرئي والصحفي وسوف نسلط الضوء بشكل مفصل عن تلك الظاهرة من خلال الندوات ومن خلال المحاضرات التوعوية وبيتم التركيز تحديدا على كل فئات المجتمع من شباب والاهالي والجهات المختصة والمؤثرين في المجتمع".

 

واكد الكاتب والمخرج المسرحي شعيب عفيف: "ان للفن دور مهم جدا في توعية هذه الظاهرة كون الفن سهل جدا يوصل المادة التوعوية بصوره مبسطه لعده ففئات مجتمعيه"، واضاف قائلا "طبعا الفن يعمل على نقل معاناة الناس ومعالجتها بأسلوب فني هادف ومخدر الشبو ظاهر مخيفة تفتح بالشباب فلابد من التوعية والتثقيف ضد هذا القاتل ولكن هناك اهمال كبير في دعم الفن او الانشطة الفنية فلهذا نجد ان الفن متوقف تماما عن عمل مسرحيات او فيديوهات توعوية بسبب قلة الدعم".

 

حلول ودور الجهات المختصة

من جهته تحدث المدرب العميد  فارس حاجب إدارة أمن عدن للبحث الجنائي: "مخدر الشبو مادة خطرة وسامة تفتك بالشباب وخصوصا في هذا الزمن حيث يعاني الشباب من الفراغ في حياته وتوفير فرص عمل للشاب سيقلل ويحد من انتشار هذه الظاهرة  وايضا ادماج الشباب في النشاطات المجتمعية  وفي المؤسسات والجمعيات والمنتديات الثقافية والفكرية ويمكن ان يشغلهم ويملى الفراغ في حياتهم من خلال اقامة الالعاب الرياضية والمسابقات سيسهم في صرف افكارهم عن هذا الوباء وتكثيف برامج التوعية والندوات والجلسات التوعوية بمخاطر هذا المخدر وبمواضيع شبابية اخرى بين الشباب انفسهم وستلعب دور في معرفة مخاطرها الحد منها.

وايضا من خلال تكييف برامج التوعية والندوات بين اوساط الاسر والعائلات لمراقبة سلوك ابنائهم وتفعيل دور الاعلام بصورة دائمة ومتكررة في ابراز هذه الظاهرة اما من خلال دور الامن يمثل تكثيف اعمال البحث عن البور الاجرامية المتخصصة في ترويج والاتجار بالشبو. والعمل الجاد مع المصادر التي تدل وتسهم في ضبط المواد وسرعة التعامل او الإجراءات القانونية حيال المروجين وتقديمهم للعدالة وتوحيد نشاط مكافحة المخدرات وصبها في قالب وحد والتعامل مع المتعاطي بانه ضحية ومراقبة منافذ عبور الشبو.

في الأخير لا يسعني إلا أن اقول أن هذه المسؤولية تقع على عاتق المجتمع  والأسرة بدرجة أساسية".