مظلومية عدن نار تحت الرماد
قرار رئيس المجلس الرئاسي بعودة المبعدعين من وظائفهم مدنيين وعسكريين في العام ١٩٩٤م لجبر الضرر وانصافهم ونحن مع كل قرار في مسار رفع الظلم وجبر الضرر وانصاف المظلوم ، الا اننا ومع صدور هذا القرار نسجل ان من حق كل عدني ان يسأل المجلس الرئاسي عن موقفه من جبر الضرر والانصاف ورفع الظلم فيما يخص الالاف من ألعدنيين المفصولين من وظائفهم مدنيين وامنيين من العام ١٩٦٧م ، وفيما بعد مع حرمانهم من رواتبهم ومكافأة نهاية الخدمة ، وتشريدهم قسرا بعد نهب ممتلكاتهم واموالهم ومساكنهم ، في حين ان المبعدين في العام ١٩٩٤م لم يحرموا من رواتبهم ومكافأة نهاية الخدمة كما كان مع العدنيين ، بهكذا يكون المجلس الرئاسي اما انه يكيل بمكيالين في تطبيق جبر الضرر وانصاف المواطن ورفع الضرر عنه ، او انه يعاني من نفس عقلية الظلم والبغي والطغيان المناطقية التي كانت سمة رئيسة لسلطة الارهاب بعد ١٩٦٧م ، فالحقيقة التي لايمكن الهروب منها ان الجرائم التي ارتكبت وترتكب ضد عدن ( أرض انسان هوية ) من العام ١٩٦٧م الى يومنا تتجسد من خلال السياسات والممارسات التي كانت تهدف إلى :-
ا ، ترييف عدن واستباحتها واغتصابها أرض وثروة تحت مسمى عاصمة
٢- افقار أبناء عدن لاذلالهم والوصول بهم للحاجة والعوز للقبول بكل مافرض ويفرض عليهم ، وتشريدهم قسرا بعد نهب املاكهم واموالهم ومساكنهم ، وفصلهم من وظائفهم مع حرمانهم من الراتب ومستحقات نهاية الخدمة ، وحرمانهم من حقوقهم السياسية والمدنية وحقهم في ادارة مدينتهم والحفاظ على امنها وحقهم في السلطة المركزية والثروة والأرض والسكن والوظيفة القيادية ،
٣- طمس وإلغاء واقصاء وتهميش الهوية العدنية .
كل تلك الجرائم التي ارتكبت وترتكب ضد عدن (أرض انسان هوية) هي جرائم لا تسقط بالتقادم ، لهذا ستبقى تبعاتها نار تحت الرماد لم ولن تنطفي الا بتطبيق حقيقي للعدالة الانتقالية وجبر الضرر والتعويض العادل في عدن من العام ١٩٦٧م إلى يومنا .
اما ممارسة سياسات دفن الرؤوس في الرمل واحراق المراحل والقفز للامام بهدف الهروب من الاعتراف بخصوصية واستحقاقات القضية العدنية ( أرض شعب هوية ) ، فذلك يعني ترحيل تبعات كل ما ارتكبت وترتكب من جرائم ضد عدن ( ارض شعب هوية ) وبهذا بقاء واستمرار لثقافة الظلم والبغي والطغيان والعداء والكراهية والعنف والعنف المضاد والتي من رحمها تولد الفوضى والبلطجة والانفلات الامني وعدم الاستقرار الدي يعكس نفسه على عموم اليمن لخدمة الاجنذات الخارجية العدائية التي تمول مشروع اللا دولة الدي يهدف سقوط الجميع في مستنقع التمزق وتفتيت المفتت وتجزاءة المجزاء ، تحت عباية العمالة والارتزاق بالارتهان على الخارج .
وهكذا ستبقى مظلومية عدن نار تحت الرماد طالما لم يتم الاعتراف بخصوصية واستحقاقات القضية العدنية ( أرض شعب هوية ) ، وتطبيق العدالة الانتقالية وجبر الضرر والتعويض العادل في عدن من العام ١٩٦٧م .
عبدالكريم الدالي