"قمة جدة" قمة استعادة الارادة والكرامة العربيتين

المعتاد والمتعارف عليه، وما ترسخ لدى الشارع العربي، هو ان لا يعلق آمالا على القمم العربية، في المساهمة سواء في حل أزماتهم الاقتصادية والمعيشية، أو حتى على المستويات السياسية والأمنية، حيث كانت آثارها في كل تلك المجالات قليلة جدا، بل ان كثيرا من هذه القمم كانت أشبه بحفلات ولقاءات اجتماعية بين الزعماء العرب.

القمة العربية الحالية، والمنعقدة في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، تأتي بشكل مختلف ومغاير لما ساد، خاصة على المستويين السياسي والأمني، كونها أتت في ظل متغيرات شهدتها المنطقة العربية، حملت معها مواقف جديدة ومختلفة من قبل الدول العربية، مواقف تقع في اطار استعادة القرار العربي، وفرض الارادة العربية بما يحفظ كرامة ووحدة العرب.

يكفي ان هذه القمة تأتي بعد خطوات جريئة اتخذتها عدد من الدول العربية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، منها فتح مسار جديد في العلاقة مع ايران، واستعادة سوريا الى الحضن العربي، وهما القراران اللذان أثارا حفيظة الغرب، ولم تخف كل من أمريكا وبريطانيا معارضتهما للخطوتين.

القمة العربية الحالية تستحق تسمية قمة استعادة الكرامة والقرار العربي، لأنها تعبر فعلا عن قرار عربي مستقل ورفض الهيمنة الغربية، وتفتح مجالا أوسع لوحدة الصف، واعادة ترتيب البيت العربي، والعمل على الخروج من مربعات الخضوع للأجنبي، وأن تتم استعادة الارادة العربية الحرة والقرار العربي.

نتمنى لقمة جدة التوفيق والنجاح، وأن تخرج بقرارات تعود بالنفع على حاضر ومستقبل الأمة، وتؤسس لمواقف عربية قادمة أكثر صلابة، خاصة في مايتعلق بكسر الهيمنة والاستكبار الغربي، ومن أجل تعزيز وحدة الصف العربي وتوحيد الكلمة واستقلالية القرار.