عظمة الأم

في العام الماضي اشتريت شريحة تلفون من مطار دولة عربية مررت بعاصمتها لبضعة ايام، كان ذلك في اواخر شعبان. وفي ليلة غرة رمضان اتصل بي رقم محلي لا اعرفه فرديت عليه وبعد السلام بدأ الرجل يسأل عن احوالي ويتحدث بكلام عام وأسئلة عني ومتى اشتريت رقم التلفون هذا. وعندما أصريت أن يعرفني بنفسه او أن اقفل الهاتف لتأكدي انه غلطان في الرقم قال يا أخي انا لا اعرفك وانت لا تعرفني، وعندها أجهش بالبكاء. 
قلت خير مالك؟
قال والعبرة تخنقه لا شيء، إنما هذا رقم والدتي رحمة الله عليها والتي اعتدت أن اتصل بها واسلم عليها  دوماً وخصوصا في المناسبات والليلة ليلة غرة رمضان 
والذي يمر لأول مرة بدونها فاتصلت على الرقم عساني أسمع صوتها.  

قلت رحم الله والدتك وغفر لها وان اردت ان تستعيد الرقم هذا مني  فلا مانع فأنا مجرد مسافر ولكنه شكرني واعتذر عن ازعاجي وبارك لي مجددا بالشهر الفضيل.

رحم الله من رحل عنا وحفظ الله من بقي وجبر الله قلوبنا وقلوبكم وقربنا أكثر لوالدينا وأهلنا وذوينا وكل عام وانتم بخير

مقالات الكاتب