هونغربيتس" يسقط نظرية عدم القدرة التنبؤ بالزلازل

من خلال قراءاتي ومتابعتي لما يقوله علماء وخبراء الجيولوجيا في العالم، وكذلك من خلال سؤالي أكثر من مرة للعديد من المختصين في المجال الجيولوجي، ومنهم صديقي الدكتور محمد سالم بن غوث من جامعة حضرموت، عن ما اذا كان بالامكان التنبؤ بالزلازل قبل حدوثها، كما هو حال التنبؤ بالمتغيرات المناخية الأخرى كالأعاصير وغيرها، جميعهم كانوا يؤكدون استحالة ذلك، وان الزلازل تحدث فجأة ولا يمكن الشعور بها الا خلال حدوثها أي عند تحرك الطبقة الصخرية.

لكني هنا منذهل ومستغرب تماما مما فعله الباحث الجيولوجي الهولندي فرانك هونغربيتس، الذي تنبأ بحدوث الزلزال في عدة مناطق من تركيا وسوريا والأردن ولبنان، وحدث ماتوقعه خاصة في جنوب تركيا وشمال سوريا، ما يعني ان القول بعدم امكانية التنبؤ بحدوث الزلازل غير صحيح، وان هناك امكانية للتنبؤ بها، وتجنب الخسائر الكبيرة في الأرواح أو التقليل منها قدر الامكان.

وكتب الخبير الهولندي فرانك هونغربيتس في صفحته على تويتر في 3 فبراير: "عاجلا أو آجلا سيقع زلزال بقوة 7.5 على مقياس ريختر في هذه المنطقة (جنوب أو وسط تركيا، الأردن، سوريا، لبنان)" حسب قوله.

ووقع بالفعل فجر الإثنين 6 فبراير 2023، زلزال بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر في المناطق التي ذكرها، أودى بحياة أكثر من ألف شخص في حصيلة قابلة للارتفاع نظرا لوجود أعداد من الناس تحت الأنقاض وإصابة الآلاف.

وشرح الخبير الهولندي سبب توقعه بعد حدوث الزلزال قائلا: "قلبي مع كل من تضرر من الزلزال الكبير في وسط تركيا، كما ذكرت سابقًا، سيحدث هذا عاجلاً أم آجلاً في هذه المنطقة، على غرار عامي 115 و 526، هذه الزلازل تسبقها دائمًا هندسة حرجة للكوكب، كما حدث في 4-5 فبراير" حسب قوله.

وحذر هونغربيتس من الهزات الارتدادية قائلا: " راقبوا النشاط الزلزالي القوي الإضافي في وسط تركيا والمناطق المجاورة، عادة ما تستمر الهزات الارتدادية لفترة من الوقت بعد وقوع زلزال كبير" حسب قوله.

وهكذا يكون الباحث الجيولوجي هونغيرس قد وضع الأمل في امكانية التنبؤ بحدوث الزلازل للتقليل من حجم الكارثة، ونتمنى أن يؤخذ بالطريقة العلمية التي اعتمد عليها، وأن يتم اعتمادها وتعميمها في جميع دراسات علوم الجغرافيا والجيولوجيا.

نحمد الله ان الكارثة جائت بذلك الحجم رغم ضخامة وقوة الهزات الأرضية، التي حدثت فجر الاثنين في تلك المناطق، ونسأل الله أن يلطف بالجميع وأن يغفر لمن ماتوا ويشفي الجرحى، ونسأله عز وجل أن يحفظ بلادنا وجميع بلاد المسلمين من الزلازل والكوارث بأنواعها.