في الذكرى السنوية الثلاثين لجامعتنا

في المناسبات الكبيرة يتذكر الناس من كان لهم الفضل فيها، وهكذا عندما نحتفل بالذكرى الـ30 لانشاء جامعة حضرموت لابد لنا أن نتذكر البرفسور علي هود باعباد صاحب الجهد الجهيد في وجود هذا الصرح العلمي الشامخ، وكذلك كل من كانوا اصحاب فضل في أن يتحقق حلم أهل حضرموت بوجود جامعة خاصة بهم تحمل أسمهم، ومن هؤلاء البرفسور سعيد عبدالخير النوبان القامة العلمية الكبيرة، عليهما رحمة الله وسلامه.

لقد كان للبرفسور علي هود باعباد دور الأب والراعي الحريص على أن يكون ذلك الحلم حقيقة في واقع حضرموت فبذل قصارى جهده، وخلط الليل بالنهار ومعه رجال وضعوا مصلحة الوطن والعلم الأولوية في حياتهم فكان لهم ما أرادوا، حتى صارت "جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا" حقيقة، وهو المسمى الأول لها قبل تغييره الى الاسم الحالي.

عندما انشئت الجامعة بالقرار الجمهوري رقم 45 لسنة 1993، لم يكن لديها الا كلية واحدة ومقر بالايجار لرئاسة الجامعة واداراتها، وماهي الا سنوات قليلة، حتى توسعت الجامعة وباتت تتشكل الكليات والاقسام العلمية، وبمساهمة من الرأسمال الوطني في المهاجر وفي الداخل، وتمكن الباعباد من حجز مساحات كبيرة من الاراضي لصالح الجامعة في ساحل ووادي حضرموت، وعمل على بناء هذا الصرح لبنة لبنه، وهاهي اليوم جامعة حضرموت فخر الوطن والحضارمة تتجسد في مخرجاتها ومنشئاتها.

ونحن نحتفل اليوم بذكرى تأسيس جامعة حضرموت يستوجب علينا تكريم كل الذين كان لهم الفضل في وجودها من قيادات وكوادر اكاديمية ورأسمال وطني حضرمي، وأن تولى الجامعة اهتماما أكبر من قبل الحكومة والسلطة المحلية بالمحافظة، وأن نحافظ عليها من الفساد والمؤثرات السيئة التي باتت تغزوا كثير من مناحي الحياة.

رحم الله الرواد الأوائل البروفسورين علي هود باعباد وسعيد عبدالخير النوبان وكل الرجال الذين كانوا معهما، وتحية بحجم الوطن لمن يواصلون مسيرة العظماء في الحفاظ على هذا الصرح العلمي، ونذكرهم بما قاله الزعيم الفرنسي تشارل ديجول، عندما قيل له ان الفساد في فرنسا بات منتشرا في كل مكان، فقال: هل وصل الفساد الى الجامعة؟! فقيل له لا، فقال: اذا فرنسا بخير.