الفار بلحمه وشحمه.


- نهاية المؤتمر الأول للصحفيين الجنوبيين، وعندما كانوا يوزعون من (دست الطبخة) ،جلسنا آخر الصف بجوار المحترم البشمهندس جمال باهرمز ، والذي قال : " هذه القاعدة التي سنبني عليها، وستنتهي مدتهم بعد عامين، ويعود القرار للأغلبية ".
وتوقف، ونعتقد أنه كان سيزيد : " المرحلة صعبة والمخاض عسير " ، ولكن نظنه تراجع في اللحظة الأخيرة، وابتسم بلطف و وقار .
- همسنا في أذنه : " نخشى أن يتمخض الجبل ويلد فارا كالعادة ! " . 
- ورفعنا صوتنا وسط ضجيج اعلانهم نجاحهم  : " اللصقة التي يستوردها أصحابنا ياباني أصلي ما تخرج ولو بالطبل البلدي، سيحاربون على كراسيهم والعيشة حتى آخر نفس، وكل محاولة لقشعهم ستحتاج إلى حسابات وتضحية وستذكر كلامي بعد عامين " .
سكتنا، وذهبت ابصارنا إلى منصة القيادة، وذبذبات المكرفون تهنئ القاعة، وتبارك النقيب ولجانه. 
- ساذجون نحن بلملمت انفسنا، وفاشلون في إدارة شؤوننا، ونسقط مع كل اختبار ، وأكثر ما نستطيعه البهرجة في وجه الكاميرا، واستضافة الآخرين لاقناعهم بنجاحنا، بينما وجوهنا تحتلها التجاعيد وداخلنا هش وبيتنا خيوط العنكبوت !.. لا شك أن تجاهل صوت بعضنا قاتل.
- حلقة فارغة ندور وسطها، ونشعر أننا محشورين في خاناتهم البائسة، وعقول بعضهم لا تريدنا أن نخرج ، وما أضيق اقفاصهم لولا فسحة الأمل.
- كل تغيير في حياتنا يمر بمنعطف خطير ومؤلم، ويكفرون بتشاورنا ولا يفهمون غير لغة صوتهم وصراعهم ، حتى عندما يعتقدون أنهم يصنعون السلام، يبهررون بوجوهنا أو يتنازلون عنا لغيرنا.
- ما حدث اليوم في المؤتمر الأول  سقوط و بيع لوهم حقوقنا ، حيث تعاملوا مع وعينا كأننا في مطبخ زربيان أو سيرك تهريج وليس قادة رأي ، و يحتاج إلى مواقف واضحة وصريحة، وليس وقفة ومرور كريم.
- لا نريد مكان ولا نجبر أحد تبني موقفنا، وقد لا نستطيع التغيير ، كما أننا لسنا ضد الفكرة، ولكننا ضد طريقة الترشيح، ونتحفظ على وجود بعض أو ربما كثير من الاسماء.
- يكاد يكون نفس الفار بلحمه وشحمه !.. لن يكون هذا آخر كلامنا، ومن المفروض أننا قادة رأي، ومن المؤلم أن نسير في ظل الجدار !.