انفصالي جديد !!!

لا شي يدعو للاستغراب في هذا الزمان الرمادي الردي ، الذي اجاد وصفه الشاعر البصير في نبؤاته الشعرية وقرأته الروحية والمستقلبية للقادم من الاعوام في اليمن وغيرها من اقطار العرب والعالم ( زمن بلا نوعية ) زمن انحطاط القيم ، وتراجع المبادئ ، وسيادة غريزة البهائم البشرية على حياة الامم ائذانا بسقوط قلاعها الاخلاقية ، وتوديع حياة سكينتها العامة وسلامها الاجتماعي .
ويمكن للمادة واكررها بلا نهاية و في هذا العصر المادي الردي وطغيان تقنياته على الانسان لدرجة التفكير في ابادته او  الاستغناء عنه في اضعف الايمان  ان تصنع دولا لا كيانات مهنية ونقابية فقط ، ونحن هنا في اليمن نشعر بغصة ووجع تصدع كل الكيانات الوطنية ، وبالذات الطلائع منها في الجنوب على مالها من سبق في تاريخها النضالي والسياسي الحديث .
وما كان لهذه الحالة ان تحدث الا بوجود ذرائع معقولة من المظالم القابلة للحدوث في اي مجتمع تختل توازع عدالته الاجتماعية ، ويحتكم لقوة المادة والنفوذ ، لكنها في كل الاحوال قابلة للعلاج في مثل هذه الاوساط النوعية التي تمثل البنية الفوقية للمجتمع وروحه وضميرة الانساني الحي ، ووضعت الكيانات الابداعية اليمنية حجر الاساس لوحدة اليمن ، ومن المخجل ان تؤسس اليوم للانفصال ، وكان حريا بها ان  تكون اخر الاصوات المشاركة في قتل اليمن ،. لقناعتي بسخافة مشاريع الانقلابات السياسة عليها التي لا تصل خطورتها الى مستوى انهيار وحدتها الفكرية و ضرب حركتها الثقافية .
والاعلان اليوم عن اشهار ثاني  كيان انفصالي في عدن لنقابة الصحفيين وبعد عام تقريبا على اشهار اتحاد ادباء الجنوب ، يعد خيانة لتاريخها الوطني المشرق . وتشظي هذه الكيانات الابداعية جريمة لا تغتفر تضاف لجرائم الانقلابات والمؤمرات على اليمن شمالا وجنوبا ، ولن و لم تكن نتاج لها .