مجرمون في وضح النهار!

 

تجار خرجوا من أجداث الارض و من شقوق الوطن المتصدع  نشطوا مثل طفيليات في مستنقع..
وباء لا يمتلكون الضمير و لا يخافون الله..
يحللون الدماء ليس في سفكها مثلما الاعداء في جبهات القتال، بل يمتصون دمائنا و يستنزفونها في رفوف السوبر ماركت و محطات البنزين و الغاز و في مطابخنا و مدارسنا و شوارعنا و اسواقنا و مستشفياتنا وكل مايتعلق بحياتنا!
في الحرب يتأقلم الضحايا مع اوزارها، نعم بحزن و لكنه متوقع، فتتقبل الأسر سقوط الشهداء و الجرحى منها بكل رضاء، 
تتحمل اهوال التشرد  لتهدم منازلها
و تقاوم إنعدام الماء و الدواء و الغذاء..
و لكنها تنهار حين يمسها الضرر الكبير الذي يكمن في إستغلال من هم حولنا لحاجاتنا،
يرمقهم أولئك الذين يتلاعبون بالعملة والذين يتسببون في أرتفاع أسعار المواد الإستهلاكية..
في هذه التجارة الخبيثة، ليس هنالك عدو واضح نحاربه بل مجرم نتوسل اليه ان يوفر لنا حاجتنا بالسعر الذي يريده،  و نحن نعرف أنه هو من يتسبب في إخفائها،
و قد يكون مجرم السوق السوداء شخصا من مدينتنا و جليساً معنا على طاولة مقهى أو مطعم في شارعنا و ربما يقف مكاتفاً لنا في إحدى الصلوات الخمس..
و ربما هو جار لنا، او حتى نحن بأنفسنا!
لأنها جريمة للأسف الشديد لا تصنف بسبب جهل مجتمعنا أنها جريمة من أبشع الجرائم يتقبلها على انها شغل شريف و شطارة...
و هنا يكمن احد أهم اسباب المشكلة، فطالما أن تفكير الناس قاصراً الى حد مباركة هذه الجريمة، فمعاناتنا مستمرة يا جماهيرنا ياحرة..
هذه الطفليات التي تظهر في أزمات الأوطان مثل الحروب او الفوضى السياسية و ضعف الحكومات او غيابها مثلما هو حاصل لنا
مستمرة في امتصاص دمائنا بكل شهوة طالما ترى ان عروقنا المترنحة لازالت تحمل  القطرات الأخيرة من الدماء ولم تجف بعد..
هؤلاء المجرمون لايستغلون وضع موجود بل أنهم هم من يخلق ذلك المناخ المؤبو..
فترأهم يسعون بكل قوتهم و نفوذهم في تعطيل ووضع العراقيل أمام اي حلول خجلة  لأجل  يظل الوضع مخنوقاً متازماً لأطول فترة ممكنة..

المتلاعبين بقوت يومنا هم أشد علينا من أعدائنا لأنهم يحاربونا في طعامنا و دوائنا و مائنا و سير حياتنا!
مؤلم جدا أن يستغل مواطن أخيه المواطن و هو يعرف حجم الماسأة و عمق الجراح التي يتسببها لأخيه و ربما يكون قد عاشها هو بنفسه قبل ان يصبح مجرما في السوق السوداء..
و الأنكى  والكارثة الكبرى  أن يرتكب جريمة السوق السوداء اشخاص تحملوا على عاتقهم أمانة و مسؤولية هذا الشعب..
حكومة ومسؤولين ن في مناصب مهمة، أصل مهمتهم هي مساعدة المواطن  تخلوا عن إلتزاماتهم تجاه مواطن فليس لها إي علاقة بعمل يخدم المواطن و ليس علاقة بوظيفتهم سوى التوقيع على ورقة إستلام راتب أفلاطوني نهاية كل شهر..
الله المستعان
نبيل محمد العمودي