عن قمة الجزائر
سالم محمد الضباعي
شكراََ وتقديراََ وامتناناََ لجمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية وقيادتها السياسية برئاسة فخامة الرئيس عبدالمجيد تبون على جهودهم المقدرة لعقد الدورة الواحدة والثلاثين لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة والتي نرى فيها املاََ حقيقياََ في انتشال الأوضاع العربية التي بلغت قاع الحضيض خلال المرحلة السابقة السوداء فقد كرست القيادة الجزائرية حسب تقديري كل ثقلها المادي والمعنوي وكل خبراتها الثمينة والحكيمة في إصلاح ذات البين وكان من ذلك إعطاء الجمهورية العربية السورية والرئيس بشار الأسد الاعتبار اللازم في تحديد إمكانية عقد القمة بحضور سوريا أو غيابها على ضؤ التقدير السوري والذي جاء كما توقعته الجزائر حريصاََ كل الحرص على إنجاح الجهود الجزائرية التي تستهدف المصالح العربية القومية العامة والتي ستشمل الحضور السوري موضوعياََ وإن غابت الذات عن المقعد الشاغر.
ومن ذلك ايضاََ استثمار القيادة الجزائرية لمخزونها الثمين تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ودعوتها الحكيمة للم الشمل الفلسطيني وتحقيق المصالحة بين القوى والفصائل والاطراف الفلسطينية التي تقسمت كانعكاس للتصدع والأنقسام الكبير في الصف العربي وحلول وقائع وافرازات سياسات المحاور والتبعية والارتهان وقد نجحت الجزائر في تحقيقها كتمهيد لا بد منه أمام القمة العربية.
كما اختارت الجزائر بعناية مدروسة وذكية ومشبعة بالرسائل يوم الفاتح من نوفمبر لعقد القمة وهو اليوم الوطني الذي اندلعت فيه ثورة الشعب الجزائري التحررية والتي حققت باروع وابهى وازهى صور البطولة وصفحات المجد استقلال الجزائر وسيادتها وهي تلك الثورة التي التف حولها كل الشعوب العربية واحرار العالم وغدت بتضحياتها الهائلة ونتائجها الباهرة الأيقونة الأولى لحركة التحرر الوطني في العالم كله.
كما اخذت القيادة الجزائرية في اعتبارها واقع الأوضاع العربية على الصعيد الرسمي وواقع الحال في طبيعة عمل جامعة الدول العربية وقررت وعملت على احتواء وتجاوز كل الشكليات والمظاهر الثانوية واخضاعها لصالح المتغيرات والتطورات الكبرى ذات الطابع الاستراتيجي والتاريخي العميق في الأوضاع الدولية التي تساعد على توفير مناخات ووقائع جديدة على الصعيد الدولي تساعد بدورها على توفير إمكانيات كبيرة وحقيقية أمام الدول التي كانت ولا تزال واقعة تحت ضغوط الهيمنة والوصاية والاستلاب الكبير للسيادة والقرار المستقل كي تنعتق وتتحرر وتستعيد ارادتها الحرة.
وفي رأينا انه وبمجرد انعقاد القمة العربية التي دشنت تصويب البوصلة بإتجاه فلسطين واعادتها إلى موقعها الصحيح باعتبارها القضية المركزية والاولى للأمة العربية وبالحضور الكامل للدول العربية هو نجاح كبير يمكن البناء عليه وعلى مخرجات قمة الجزائر للولوج في مرحلة جديدة وبمعطيات جديدة بعيداََ عن افرازات مرحلة المحاور والصراع البيني المدمر والغياب التام للرؤية والمشروع العربي.
شكراََ للشعب الجزائري مرة أخرى ودولته ونظامه الوطني ملئ الأرض وحتى عنان السماء.
هذا ولله الأمر من قبل ومن بعد وإليه عاقبة الأمور.
الاربعاء 2 نوفمبر 2022م