آخر تحديث :الجمعة-10 مايو 2024-06:09م

أخبار عدن


عدن.. مؤسسة الصحافة الإنسانية (hjf) تنظم ورشة عمل حول التهديد الذي يشكله التغير المناخي على اليمن

الخميس - 02 نوفمبر 2023 - 11:09 م بتوقيت عدن

عدن.. مؤسسة الصحافة الإنسانية (hjf) تنظم ورشة عمل حول التهديد الذي يشكله التغير المناخي على اليمن

(عدن الغد)صديق الطيار:

نظمت مؤسسة الصحافة الإنسانية (hjf)، اليوم الخميس، ورشة عمل حملت عنوان "تغيرات المناخ تهدد اليمن"، والتي جاءت ضمن الحملة الإعلامية التي أطلقتها المؤسسة في أكتوبر الماضي تحت وسم "#اليمن_خطر_المناخ".

واحتضن الورشة مركز عدن ورك زون في مديرية خورمكسر بالعاصمة عدن، بحضور كلا من الأستاذ صالح محمود وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ود. محمد علان وكيل وزارة الزراعة والري والثروة السمكية لقطاع التخطيط، و م. فيصل الثعلبي رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة، ود. هدى الكازمي مدير عام مكتب الإعلام بالعاصمة عدن، وعدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني ومهتمين بالشؤون البيئة والمناخية.

وافتتح الورشة الأستاذ بسام القاضي رئيس مؤسسة الصحافة الإنسانية، بكلمة رحب في مستلها بالحاضرين جميعاً كلا باسمه وصفته.. مستعرضاً في كلمته الخطر الذي يهدد اليمن جراء تغير المناخ، مبيناً أن الآثار والمخاطر المترتبة على ذلك التغير كبيرة ومدمرة وتقود ثلثي سكان البلد نحو الجوع.

وأكد القاضي أن "اليمن التي تعد من بين أكثر البلدان عالميا تأثرا بالتغيرات المناخية تواجه اليوم تحديات بيئية مختلفة، من أهمها التغير المناخي الذي سيكون له تأثير قاسٍ جداً كونها تعاني من المناخ الجاف، وندرة مصادر المياه".

وأضاف رئيس مؤسسة الصحافة الإنسانية الأستاذ بسام القاضي بأن اليمن "تحتل المرتبة الـ 30 بين الدول الأكثر ضعفًا، والمرتبة الـ 17 بين الدول الأقل قدرة على مواجهة آثار تغير المناخ، كما أنها تأتي في المرتبة 171 من أصل 182 دولة على مؤشر نوتردام العالمي للتكيف، الذي يقيّم قابلية التأثر بتغير المناخ والاستعداد للتكيف معه".

وأوضح القاضي أنهم في مؤسسة الصحافة الإنسانية أطلقوا في منتصف أكتوبر الماضي أطلقنا في حملة إعلامية تحت وسم #اليمن_خطر_المناخ، للتوعية بقضايا التغيرات المناخية كقضية عالمية، واستعراض آثارها ومخاطرها المترتبة على اليمن، الذي يعيش أزمة إنسانية هي الأسوأ عالميًا منذ سنوات. 

وأردف قائلاً "هذه الحملة، متعددة الوسائط، سوف تعمل على إنتاج ونشر تحقيقات وتقارير صحافية علمية مدفوعة بالبيانات عن الآثار والمخاطر المناخية وتداعياتها المدمرة على مختلف الصعد الإنسانية، البيئية، الاقتصادية، الاجتماعية والصحية في اليمن. ونشرنا التحقيق الأول منها الأحد الماضي في الجريدة العدنية العريقة "الأيام"، وفي موقعنا على الانترنت، وسينشر التحقيق الثاني الأحد القادم بمشيئة الله".

وأكد أن الحملة ستعمل على تدريب الصحفيين وطلاب الإعلام، من الجنسين، في جامعات (عدن، حضرموت، وتعز)؛حول صحافة المناخ والبيئة، وأنسنة التغطيات المناخية، فيما تستمر أنشطتها حتى ديسمبر 2024، بعدد من ورش العمل وندوات النقاش وجلسات التوعية والتثقيف لطلاب وطالبات الثانوية العامة والجامعات حول هذه القضايا المناخية وتداعياتها على اليمن.

ولفت رئيس مؤسسة الصحافة الإنسانية أن المؤسسة ستدشن خلال الأسبوع القادم دورة تدريبية حول صحافة المناخ وأنسنة التغطيات المناخية للصحفيين والصحفيات في عدن، بالتعاون مع الشبكة المدنية للإعلام والتنمية وحقوق الإنسان. 

وقال "ونتطلع في منتصف نوفمبر الجاري إلى تنظيم ورشة عمل بالشراكة مع كلية الإعلام جامعة عدن لطلاب وطالبات قسم الصحافة بالكلية حول المناخ كقضية عالمية وعرض الآثار والمخاطر المترتبة على اليمن".

وأكد أيضاً أن المؤسسة تسعى لبناء شراكات وتفاهمات بناءة مع الجهات الحكومية المعنية، في مقدمتها الهيئة العامة لحماية البيئة، إلى جانب المنظمات الدولية والمحلية، والمبادرات المجتمعية المختصة في هذا المجال لتنفيذ أنشطة تشاركية للتوعية بقضايا المناخ والبيئة، وصولًا لإنشاء تحالف مناخي فاعل لمواجهة التداعيات المحتملة.. معلناً عن فتح باب الشراكات أمام الجميع.

واستطرد الأستاذ بسام القاضي قائلا "إن عمل مؤسسة الصحافة الإنسانية ليس وليد اللحظة، فقد  أنتجت المؤسسة سلسلة تحقيقات وتقارير صحافية علمية معمقة خلال الأعوام الأخيرة تركزت حول القضايا المناخية والصحية، أبرزها ما واجهته مدينة عدن في ظل هذه التغيرات من الغرق بمياه الأمطار وتدفق السيول، وتفاقم انتشار الحميات الفيروسية، إلى جانب السفن المتهالكة المهددة بالغرق في سواحل عدن، لحج، حضرموت وسقطرى، والصيد الجائر للسلاحف البحرية في هذه المحافظات الأربع.

وتقدم القاضي في كلمته بالشكر والتقدير للمهندسة مرام عبود مالكة مشروع مركز عدن ورك زون، على تكفلها بدعم إقامة ورشة العمل بشكل كامل، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد أن فكرة إنشاء هذا المشروع خدمة المجتمع قبل أن يكون استثماري.

بعد ذلك فتح المجال للكلمات الرسمية، حيث تحدث الأستاذ صالح محمود وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ناقلا في مستهل كلمته تحايا الوزير د. محمد سعيد الزعوري، مؤكداً على أهمية الورشة وما تضطلع به من دور توعوي هام عن خطر التغير المناخي في بلادنا، وما قد تفرزه من آثار سلبية على البيئة والسكان.

وأبدى الوكيل محمود استعداد الوزارة للتعاون بما هو متاح في التخفيف من خطر تداعيات تغير المناخ..متمنياً في ختام كلمته أن تخرج الورشة بتوصيات واقتراحات للحلول المناسبة للحد من خطر التغير المناخي في البلاد.

من جانبه تحدث د. محمد علان وكيل وزارة الزراعة والري والثروة السمكية لقطاع التخطيط، الذي أعتذر عن حضور الوزير اللواء سالم السقطري نتيجة لظرف طارئ، وناقلا تحياته وتمنياته بأن تخرج الورشة بمقترحات ومخرجات مفيدة من شأنها الحد من خطر التغير المناخي المتوقع.

وتطرق الوكيل علان إلى ما شهدته بلادنا من شرقا من فيضانات وكوارث طبيعية ممثلة بإعصاري "ميج" و"تشابالا" اللذين ضربا قبل سنوات قليلة محافظة أرخبيل سقطرى وامتدت آثاره الى المحافظات المجاورة كحضرموت والمهرة، ومؤخراً إعصار "تيج" الذي ضرب المحافظات الشرقية (المهرة وحضرموت وسقطرى) والذي ما زالت تلك المحافظات وخاصة المهرة نحت وطأة آثاره المدمرة للثروة الحيوانية والسمكية، موضحاً أن التقارير القادمة من المهرة تؤكد أن الفيضانات جرفت الكثير من الثروة الحيوانية، كما أن المختصين بشؤون الصيد أكدوا أنه نتيجة لذلك الإعصار زادت درجة الحرارة بمقدار درجتين في سواحل حضرموت مع موسم سمك التونة الأمر الذي جعلها تفر بإتجاه سواحل الصومال للبحث عن بيئة مناسبة.

كما أوضح د. علان أنه بسبب الحرب المستمرة منذ تسع سنوات دمرت الكثير من البنى التحتية في المجال السمكي، مشيراً إلى  ما يحصل من جريمة الاصطياد الجائر بكل طرقه وأنواعه.

وعن الجانب الزراعي أوضح علان أن بلادنا تفتقر إلى زراعة الحبوب، مؤكداً أن ما نسبته 98% من القمح يتم استيراده من الخارج، أما بخصوص الخضار والفواكه فمازالت بلادنا تعتمد على الإنتاج المحلي، بل يتم تصديره بعض منتجات الخضار والفواكه إلى الخارج.

ودعا وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية د. محمد علان، في ختام كلمته، الجميع إلى ضرورة التكاتف لإعادة ما خربته الحرب.

رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة، المهندس فيصل الثعلبي، الذي حضر نيابة عن وزير المياه والبيئة، ألقى كلمة في تدشين الورشة، حيث أوضح أن "ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر والذي بدوره يؤدي التغذية العكسية لآبار المياه الجوفية وبالتالي التسبب بالجفاف والتصحر وغيرها من المشاكل التي تنتج الكوارث الطبيعية مثل التي نراها حالياً مثل الاعاصير والفيضانات..

لذلك اليمن وقعت الاتفاقية لتغيير المناخ في عام 1995 وصودق عليها عام 1996، ومن ذلك الحين هناك إجراءات وأنشطة محددة منفذة من قبل وحدة المناخ".

وأضاف أن الإجراءات المحددة في اليمن تتمثل في شيئين اثنين هما: التخفيف والتكيف.. التخفيف وهو كيف يتم تكون لدينا خطط وطنية واستراتيجية للتخفيف من الانبعاثات والحد منها..

أما التكيف فهو الوضع الراهن وما الذي يجب فعله للحد من تغير المناخ وما يهدد الأمن الغذائي، فتكون الخطوات في التكيف بالنسبة للسواحل وارتفاع مستوى سطح البحر بعمل مثلا كواسر أمواج وحماية، وبالنسبة للأمن الغذائي بتغيير المحاصيل الزراعية التي تتكيف مع الوضع الجديد أو مع المناخ الجديد، وحول شحة المياه القيام بإنشاء محطات تحلية..متمنياً في ختام كلمته النجاح والتوفيق للورشة وأن تخرج بتوصيات واقتراحات جيدة.

بدورها تحدثت د. هدى الكازمي مدير عام مكتب الإعلام بالعاصمة عدن، حيث نقلت في مستهل كلمتها تحيات وزير الدولة - محافظ عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، مثنية على جهود مؤسسة الصحافة الإنسانية ونجاحها المستمر ممثلة برئيسها الأستاذ بسام القاضي.

وأكدت الكازمي أهمية التدريب في التغطية الإعلامية لتغيرات المناخ، مشيرة إلى أنها قضية مهمة جداً والذي تسعى له منظمات المجتمع المدني في تدريب الصحفيين والإعلاميين في تغطية تغيرات المناخ.

وتطرقت إلى التغيرات المناخية التي طالت العديد من المناطق في بلادنا، وآخرها إعصار تيج الذي تسبب بالكثير من المشاكل في البنية التحتية في المحافظات الشرقية، خاصة محافظة المهرة الذي نالها النصيب الأكبر من الدمار..

وأردفت د. هدى الكازمي أننا نعاني الكثير من المشاكل بسبب تغيرات المناخ، مشيرا إلى الاستنزاف الكبير والهائل من المياه الجوفية بطريقة غير قانونية وهذا ما يعرض بلادنا للجفاف..

وأكدت الكازمي على الدور الذي يجب أن تضطلع به الجهات الحكومية المعنية للحد من آثار التغير المناخي في البلاد.

وبينت أن دور الصحفيين والإعلاميين مهم جداً في التغطيات الإعلامية لفعاليات تغيرات المناخ.

وأهابت مدير مكتب الإعلام بالعاصمة عدن د. هدى الكازمي في ختام كلمتها بجميع الصحفيين والإعلاميين بأن ينقلوا الصورة الحقيقية عن التغيرات المناخية، وآثارها الخطيرة على حياة الإنسان وأمنه الغذائي في بلادنا، ليراها العالم لجلب الكثير من المشاريع التي تحد من تأثير تلك التغيرات المناخية.

واستعرض الأستاذ بسام القاضي رئيس مؤسسة الصحافة الإنسانية بعد ذلك ملخصا عن سلسلة التحقيقات والتقارير الصحافية العلمية المدفوعة بالبيانات متعددة الوسائط باللغتين العربية والانجليزية، حول آثار التغيرات المناخية وانعكاساتها على اليمن، خلال الربع الأخير من هذا العام، بالتركيز على 5  قطاعات: الأمن الغذائي والإنساني، القطاع الزراعي، تراجع الإنتاج الحيواني، الأمن المائي والمعالم الأثرية والمدن التاريخية.

وتم بعد ذلك مناقشة أوراق العمل المقدمة في الورشة وفتح باب النقاش وتبادل الآراء..

حضر الورشة د. ياسر باعزب مدير عام مكتب الإعلام بمحافظة أبين، بالإضافة إلى عدد ممثلين عن وسائل الإعلام.