مشروع طريق عقبة خلق بحالمين :كان في الامس حلما وأصبح اليوم واقعا ..

تقرير / وضاح الحالمي

في لحظات  فرح يتابع الأهالي في مناطق جبل حالمين أعمال انشاء طريق عقبة خلق التي تربط هذه المناطق في عاصمة مديرية حالمين " حبيل الريدة ".

حلم طالما انتظره أهالي هذه المناطق المستفيدة من هذه المشروع ، اليوم يتحقق الحلم  وتبدأ الاعمال  في هذا المشروع الحيوي الهام حين بدأت خيوط الحلم تلوح وتتحقق   بفعل مساهمات الأهالي والمغتربين الذين لعبوا دورا كبيرا في رسم خارطة هذه الطريق واستطاعوا من إصلاح هذه  الطريق التي تمر  في أماكن ذات تضاريس جبلية وعرة .

* جهود تكللت بالنجاح ..

تكللت الجهود إلى اظهار هذا المشروع الى النور من خلال  جهود عددا من الشخصيات ووجهاء المديرية الذين بذلوا جهودا بهدف الحصول على جهات داعمة تنهي معاناة المواطنين .
صندوق صيانة الطرق والجسور  استجاب إلى مناشدات الأهالي واهتمامات الشخصيات في المديرية وأعلن عن دعم المشروع من خلال البدء في العمل بطول 12كيلو متر ، والاعمال تتواصل بشكل كبير  والفرق الفنية والهندسية تبذل جهودا من أجل انجاز المشروع بٱسرع وقت ممكن .

* مشروع استثنائي  في وقت استثنائي

الشيخ محمد فضل بن سعدون العمري قال : ان الأهالي  في تلك الجبال المرتفعة عانوا من صعوبة العيش  ووعورة الطرق  التي  شقها اباءنا وأجدادنا بأيديهم دون آلات ،بل بادوات بدائية ،مستلهما بمن شقوا  "طريق  حصص، وطريق مخدرين"  وكان لهم دور كبير واظهروا عملا عظيما ، لكن وعورة  الجبال وتضاريسها  شكلت معاناة لدى الأهالي .
ولفت إلى أن مشروع  عقبة  خلق الذي يجري العمل فيه كان في الماضي مشروع دراسات لدى  الحكومات المتعاقبة وأصبح  في مهب الرياح أو في الإدراج   منذ إعلان الوحدة  المشومة  وحتى 2013 تقريبا .
وأشار إلى أن   المغتربين كان لهم اسهامات كبيرة ،من خلال عزيمتهم   وتكاتفهم  ،عبر مساهماتهم في شق طريق عقبة  خلق ليكون الأقرب إلى عاصمة  المديرية،  لكن لاتزال الطريق شاقة  وفيها من الخطورة .

وأمام هذه التحديات التي تواجه طريق عقبة خلق اشاد محمد فضل بدور الأستاذ / عبدالرقيب العمري مدير عام مطار عدن الدولي الذي حمل على عاتقه إجراءات متابعة المشروع مع الجهات المعنية ليتحصل على توجيه من القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي - نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ،ومتابعة وزير الاشغال سالم الحريزي ومعين الماس مدير إدارة صندوق صيانة الطرق والجسور   ليتم   وضع حجر الأساس لمشروع الحلم الذي طال انتظاره  بطول 12 كيلو  ، معتبرا ان تنفيذ هذا المشروع جاء في وقت استثنائي وعصيب بعد نزوح كثير من الأسر بشكل اضطراري للعيش في المدن نتيجة لوعورة الطرق وشحة الخدمات .

* دور المغتربين وأحياء الحلم

رئيس اللجنة المجتمعية "عبدالرزاق الجباري " كشف إلى المشروع الذي تم تسميته بمشروع " الحلم " بدأ فكرة انشاءه في السبعينات عبر تنظيم المبادرات والاعمال التطوعية ،لكن المتغيرات والعراقيل حالت دون ذلك ، وسلك الناس طريق مخدرين برغم بعدها عن عاصمة المديرية 
مشيرا الى ان إعادة احياء الحلم توقف مجددا في في بداية الألفية بعد حاول  أهالي المناطق المستفيدة بتحركات تهدف إلى إعادة احياء الحلم عبر مشائخ وشخصيات اجتماعية من أبناء المديرية ،في الوقت الذي كان العمل يمشي ببطء انذاك ومن قيام المقاول بسحب معدات العمل .

واكد الجباري ان فكرة المغتربين والتبرعات التي جمعوها خلال أربعة أعوام مضت كانت الإبرز ونجحت هذه الفكرة وتمكنت فتح طريق وساعدت الأهالي في تسهيل من عبورهم إلى مناطقهم .
واوضح إلى قيادة المديرية وشخصياتها عملوا بشكل دائم لمتابعة تنفيذ هذا المشروع مع الجهات ذات العلاقة وتمكنت الجهود الحثيثة من اعتماد المرحلة الأولى بمسافة 12 كيلو من قبل صندوق صيانة الطرق ،داعيا ابناء المناطق المستفيدة من هذا المشروع إلى تسهيل وتذليل الصعوبات امام الجهات الداعمة والمنفذة من أجل انجاز مشروع الحلم .

* من مشاريع ذات الاولوية ..

سليم المعمري وهو الصحفي الخاص بصندوق صيانة الطرق  والجسور قال : ان  مشروع تأهيل واستكمال طريق عقبة خلق  يدخل ضمن عدة  مشاريع تشهدها محافظة لحج ، ويعد من المشاريع الإسكانية وذات الأولوية التي يقوم  صندوق صيانة الطرق بتمويل أعمالها ، مشيرا الى ان الاعمال بدأت  فيه مؤخرا  من قبل  الجهات المنفذة التي تعاقد معها الصندوق لتنفيذه و ينقسم  المشروع الى مقطعين يجري فيهما  العمل بالتزامن  مع  شق  الطريق وتسويته  وتمهيده  لأعمال  التوسعة ومن ثم السفلتة وعمل حمايات وعبارات لحمايته من السيول   .

واوضح ان  تدخل صندوق صيانة الطرق والجسور  في إصلاح الطريق  لم يأتي صدفة بالطبع ، فاستراتيجة الصندوق تتمثل في النظر إلى استهداف الطرق التي تعد  ذات أولوية قصوى بالنسبة لحاجة الناس ،  ونظرا منذ بدء نشاط الصندوق بعد انتقال مركزه الرئيسي من صنعاء الى  العاصمة عدن ، كان استهداف المحافظات المحررة بمشاريع تطويرية لشبكة الطرق  ومنها محافظة لحج لابد فيه أن تجري اعمال التنسيق مع السلطة المحلية لمعرفة احتياجات المحافظة من التدخلات المطلوبة لصيانة وتأهيل طرقها الرئيسية و الداخلية الحيوية  الرابطة بين مساحة شاسعة فلحج محافظة كبيرة من حيث جغرافيتها الطبيعية والسكانية .

وكشف المعمري  ان  اللقاءات بدأت  مع عدة أطراف وجهات من شخصيات  ومشائخ من ابناء منطقة حالمين تعرف فيها الصندوق عن قرب عن احتياج الطريق لنوعية التدخل المطلوبة ، فكما يعرف البعض الطريق في الأساس كان قد بدء العمل فيه بجهود ذاتية من مساهمات أبناء أهالي المنطقة في الخارج وبعض المنظمات الخيرية ، و شكلت لجان شعبية ومن أبناء حالمين والمناطق المستفيدة من الطريق  لتنسيق التعاون مع الجهات الرسمية وفعلا كان لنا الجلوس معهم ومعرفة ماهو  المطلوب .

اما   بالنسبة لاعتباره مشروع حلم لأهالي حالمين قال : ان الطريق يستفيد منه تقريبا 23 الف نسمة من  مختلف قرى حالمين  ،  لافتا إلى  ان الطريق وعر ويحتاج لعمل كبير لطبيعته الجبلية بين سلسلة جبال ، وهذه المنطقة حرمت من وجود  الطرق  المعبدة الحديثة لسنوات طويلة  عانى فيها ابنائها  من صعوبة التنقل لهذا  يعد المشروع حلم بالنسبة لهم .