آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-08:41ص

أخبار عدن


ورحل (شرلوك هولمز) البحث الجنائي

الأحد - 18 يونيو 2023 - 08:14 م بتوقيت عدن

ورحل (شرلوك هولمز) البحث الجنائي

(عدن الغد)خاص:

العقيد حسن صالح بن زبون في ذمة الله، نعم هكذا جاء الخبر من قارة أمريكا الشمالية، تحديدًا من ولاية كاليفورنيا لتنطفئ بعدها شمعة أمنية حضرمية بعد معاناة مع المرض، وبعد غربة عن أرض الوطن جسدت معاناة الكوادر التي افتقدها الوطن أجمع.

في الحقيقة لم تستطع يدي أن تعبر عن هول الحزن والصدمة التي عمت مشاعر كل من عرف هذا الرجل العظيم في شخصه والحكيم في تعامله ودماثة أخلاقه ونزاهة سيرته التي لم يشُبها أي شائب، كيف لا وهو ابن مدينة المكلا الذي ترعرع في أزقتها وشوارعها، وتتلمذ في مدارسها وتعلم فيها حب حضرموت والذود عنها.

في مقالي هذا لن اعرفكم بفقيدنا وفقيد الوطن؛ لأنه وببساطة أشهر من نار على علم ومن بروز شعاع في عتمة الليل المظلم، الأستاذ حسن الزبون كما يحب أن يناديه منتسبو جهاز الأمن والشرطة لأنه مرجع لهم نظراً لصولاته وجوالاته ومواقفه الخالدة بأرشيف جهاز البحث الجنائي، ولتبقى كل هذه المواقف والبطولات خالدة مخلدة إلى ما شاء الله وتكتب بماء الذهب لتحكي للأجيال القادمة عن حقبة من النجاح كان عنوانها العقيد حسن بن زبون.

فالفقيد إحدى النوابغ التي ابتعثتها الدولة الجنوبية السابقة الى "الاتحاد السوفيتي" سابقاً ليدرس فيها " التكنيك الجنائي " وفن إدارة الجرائم المنظمة وتخرج منها بدرجة الماجستير وليعود لأرض الوطن ويطبق ما تعلمه على أرض الواقع ، حيث تقلد العقيد حسن بن زبون إدارة البحث الجنائي بمحافظتي حضرموت وأبين في اوقات عصيبة مثَّل فيها نجاحًا باهرًا وسطَّر مواقف أسطورية ببطولاته وحنكته وحسن إدارته لمسرح عمله في أرض الواقع وتميزه دونما غيره بالذكاء والفطنة الربانية في اكتشاف وتتبع خيوط الجرائم الجنائية في وقت قياسي.

حينما كانت تتعقد الأمور على رجال المباحث والأمن كانوا يلجؤون دومًا إلى العقيد حسن زبون ولعل أبرز تلك الحوادث مشاركته في التحقيق في حادثة تدمير المدمرة الامريكية كول بسواحل عدن بطلب خاص من الأمريكان وأيضا قضايا كبيرة في تهريب السلاح والممنوعات وأخرى لا يتسع المجال لذكرها لدواعي أمنية.

نعم لقد رحل الفقيد حسن بن زبون جسدًا ولكنه لم يرحل عنا روحًا وذكرا ، رحل بعد حياة معطاة مليئة بالكفاح والتضحية والعطاء اللامحدود في خدمة تراب هذا الوطن المترامي الأطراف من أقصاه إلى أقصاه.

فعظيم التعازي والمواساة لأهلك ومحبيك ونسأل الله ان يغفر لك ويرحمك ... وإنا لله وإنا إليه راجعون.

بقلم الاعلامي/ عمر عبدالله كرامان: