مياه خليج عدن والزلازل البحرية!!

في يوم واحد يتم تسجيل (20) هزة بحرية في قاع مياه خليج عدن .... سبحان الله هذا الأمر صار يحدث ويتكرر كثيرًا في الآونة الأخيرة ... وقد نوهنا من قبل، وفي أكثر من منشور، كما أن هناك تقرير خاص تم كتابته ونشره في العام 2018م حيث تحدث وعرفت من خلاله عن وجود ما يعرف بالجرف القاري في قاع مياه خليج عدن، وهو عبارة عن حيد بحري وجبال، وتعود تسميته بالجرف القاري لأنه يربط بين قارتي آسيا وأفريقيا.

فهو أمتداد لسلسلة من الجبال والشعاب المرجانية والحيد في قاع بحر يتراوح ما بين ( 500 متر)، ولغاية أكثر من (15 الف متر)،  وقد نوه عدد من العلماء والباحثين بأن الجرف القاري هو خط زلازل بحرية نشط، وهناك مواقع فيه تعتبر مواقع صدع وغالبًا ما سوف تشهد هزات وزلازل بحرية، وأعتقد بأن المدخل الشرقي لمياه خليج عدن هو أكثر موقع في الجرف القاري يشهد هزات وزلازل بحرية ... مع العالم بأن في شهر يناير من هذا العام شهد الجرف القاري، وتحديدًا قبال دولة جيبوتي هزة أرضية بحرية، وشعروا بها سكان المناطق الساحلية الغربية لمياه خليج عدن، ومنها منطقة رأس العارة وكذا الخور عميرة، وهذه المرة الثانية التي يسجل فيها حدوث هزة أرضية في الجهة الغربية للجرف القاري.

ففي الغالب يتم تسجيل حدوث هزات أرضية في الجرف القاري على مدخل مياه خليج عدن، وخاصةً قبال سواحل المهرة والمكلا، وتكون على عمق (10 كيلو متر) ... أي(10 الف متر)، ونتيجة لهذا العمق الكبير فإن تلك الهزات لا تؤثر على حالة البحر، بحيث أنها تعمل على حدوث أو ظهور أمواج تسونامي ولله الحمد ... إذ أن ذلك العمق الكبير يعمل على أمتصاص وتشتت قوة الهزة، والتي في أغلب الأحيان تصل قوتها إلى (6) درجات على مقياس ريختر.

بيد أن التأثير الأكبر من تلك الهزات يقع في تغير درجات حرارة مياه خليج عدن، وكذا التيارات البحرية القاعية التي تشهد قوة، وتغير لم يسبق له مثيل من قبل، وهذا ما يتم ملاحظته، وبشكل مشاهد وملموس في مياه خليج عدن، وذلك أثناء مزاولة الصيادين مهنة صيد الأسماك، حيث يشير البعض منهم إلى وجود تيارات بحرية قوية لم يشعروا بمثلها  من قبل، وذلك خلال رمي وسحب شباك ومعدات الاصطياد الخاصة بهم من داخل البحر.

#رشيدي_محمود

إعلامي وباحث متخصص بشؤون الصيادين والحياة البحرية في خليج عدن