آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-07:51ص

ملفات وتحقيقات


(من تاريخ رجالات اليمن).. أحمد محمد الفقيرية الثائر ضد بريطانيا الذي غدر به رفاق دربه

الأحد - 28 مايو 2023 - 09:54 ص بتوقيت عدن

(من تاريخ رجالات اليمن).. أحمد محمد الفقيرية الثائر ضد بريطانيا الذي غدر به رفاق دربه

إعداد / د. الخضر عبدالله:

المناضل الثائر  " أحمد محمد الفقيرية  الصالحي " أحد رجال أبين الأوفياء الصادقين   من مواليد دثينة حوالي 1940م، ينتمي إلى أعرق قبائلها،اتسم بسمات القيادة من صباه، لذلك عرف عنه الصدق والوفاء للمبادرة التي ناضل لأجلها عرفته جبال الكور وفحمان وعرفان مناضلا وقائدا للفدائيين من أعضاء الجبهة ،عرفته قمة وثقور  جبل  فحمان  المطلة على  منطقة مودية، او ما تسمى قديما ولاية دثينة عام 1964م قمة ، خلال سنوات الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني، حيث كان في ريعان الشباب  ويحلم ككل أبناء شعبنا بالحرية والاستقلال.

الفقيرية من بلاد  دثينة

تنبع أهمية منطقة دثينة من كونها تقع في وسط الطريق بين عدن وحضرموت، فلم تكن هناك طريق برية أخرى تربط عدن وبلاد العوالق وحضرموت غير الطريق التي تمر من قلب دثينة، كان لابد من التمهيد لدخول الاستعمار إلى المنطقة، ويفضل أن يكون هذا الدخول من دون حساسية مؤلمة، أي من دون مقاومة، وقد اهتم الانجليز بموقع دثينة المهم لأن هضبة دثينة المعتدلة المناخ الباردة في الصيف دفعتهم إلى الاهتمام بها علاوة على مميزاتها الأخرى.. فكتب المقيم البريطاني مذكرة سياسية بهذا الصدد إلى بلاده عام 1902م قائلاً : إن دثينة تعتبر هامة لعدن في المستقبل كمستشفى للقوات. و المسافة إلى دثينة من عدن تبلغ نحو تسعين ميلاً . و يمكن مد خط حديدي صغير إلى مساحة كبيرة سيكلف نفقات قليلة . وإن وضع ما بين 200 – 300 جندي في هذا الإقليم المرتفع البارد في شهور الصيف سوف يكون له أثره الكبير في رفع كفاءة الحامية وتحسين الأحوال الصحية للجنود . وإن إنشاء مصحة سوف يسمح لكل الرتب بفرصة تغيير المناخ".

وقد قامت بريطانيا بإرسال كتيبة بريطانية و فرقة من المشاة الهنود للإقامة في منطقة دثينة . وأبدت حكومة الهند مخاوفها من أنه إذا ازداد التدخل التركي في المنطقة فإن ذلك سوف يؤدي إلى زيادة حجم القوات البريطانية .

من أبرز قيادات الكفاح المسلح

يعتبر " أحمد الفقيرية " من أبرز قيادات أبين خلال فترة الكفاح المسلح وخلال مرحلة الكفاح ضد الاستعمار البريطاني كان دائم التنقل بين الجنوب وتعز والقاهرة والتقى بكبار القادة وأبرزهم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر دعما للجنوب وشعب الجنوب ، تولى بعد الثورة عددا من المناصب في التنظيم السياسي للجبهة القومية كممثل للمحافظة فضلا عن توليه مامور المديرية الوسطى _ لودر ومودية  ومكيراس وجبشان والوضيع_ ثم مأمور مديرية بيحان .

الفقيرية  والالتحاق بالثورة

وكان " الفقيرية "  قد التحق وبعض المناضلين من  ولاية مودية بالثورة في الجبهة الوسطى (دثينه، العواذل، الفضلي) مع رفاقه في النضال  علوي السقاف ومحمد عبد الله المجعلي و أحمد عوض شقفه وعبد الله صالح المجعلي الذين كانوا يقاتلون في جبهة دثينة بالمنطقة الوسطى بأبين  مع رفيقائهم  جنباً الى جنب ضد قوات الاحتلال البريطاني وعملائه تجسيداً لوحدة المناضلين من أبناء الجنوب في معركة التحرير والمصير، كما عرفته مثالاً للوطنية ونكران الذات والجسارة والإقدام.

الانضمام إلى الجبهة القومية

انضم اجمد الفقيرية إلى الجبهة القومية بواسطة فيصل عبداللطيف الشعبي عام 1958.. وفي العام 1959م قام الفقيرية  مع المناضلين محمد ناصر الجعري وعبدالله صالح غرامه وناصر علوي السقاف بقيادة اول حملة مسلحة مكونة من 60 مقاتلا من أبناء آل فضل والعواذل ودثينة ومعهم 18 لغما و6 مدافع بازوكا و120 بندقية و40 ألف طلقة لدعم انتفاضة.

الفقيرية .. والعرولي في  قمة جبل فحمان

جاء في كتاب ( عدن من الاحتلال إلى الاستقلال ) بينما الثوار في قمة جبل فحمان وبدأ الظلام يسدل أستاره، و بعد أن تيمموا وأدوا صلاة المغرب جماعة، وقد رفض أحد المقاتلين التَيَمم وهو مسعود العرولي وقال والله ما مر التراب على وجهي. قاطعه أحمد محمد أمفقيرية: على وجهك غبرة، ولكنه رفض وقال إن الله غفور رحيم، فنحن في معركة مع الكفار ولسنا ضعفاء وكما يقول المثل من قلت رجاله صلّى ، نحن أقوياء بالله وبهذه الجبال المنيعة وبالرجال أيضاً. وهنا جاء صوت المناضل (أحمد محمد أمفقيرية) مرة أخرى وهو يقول : حرام عليك تقول إن من قلت رجاله صلى وإحنا قبائل مثلكم ولكننا مؤمنون بالله ونؤدي الفرائض كلها وفي أوقاتها سواء بالماء أم بالتيمم. قال نحن نختلف عنكم لا عندنا ماء ولا مساجد ولا علماء وإحنا ما عندنا إلا هذه الجبال الشمخ العالية.


رفاق الدرب .. وإعدام الفقيرية

خلال عمل ( الفقيرية )  في التنظيم السياسي أحبطت ضده المؤامرات والتهم من رفاق دربه واعتقل من بيته وطالب كبار رجال الدولة إثبات اي دليل تجاهه وبقي معتقلا لأكثر من عامين إلى أن تمت تصفيته من قبل رفاق دربه في مطلع 1972م. مع عشرات المناضلين  في " جربة الوبري " بالعرقوب ( أرض زراعية في جبل ).. وقتل بدم بارد بأيدي رفاق دربه ..!