آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-06:10ص

ملفات وتحقيقات


( من تاريخ رجالات اليمن)الشيخ عبدالرحمن مرعي العدني.. عالم دين من مراجع السلفية في اليمن

الخميس - 25 مايو 2023 - 12:09 م بتوقيت عدن

( من تاريخ رجالات اليمن)الشيخ عبدالرحمن مرعي العدني.. عالم دين من مراجع السلفية في اليمن

إعداد / د. الخضر عبدالله :

ولد الشيخ أبي عبدالرحمن عبدالله بن عمر بن مرعي بن بريك ،يوم الثلاثاء الموافق  28 أكتوبر 1971م. وذلك بعد أخيه الأكبر الشيخ عبد الله بسنتين.في المنصورة  بمحافظة عدن. ويعد الشيخ " العدني"  عالم وفقيه ومحدث وداعية إسلامي سلفي ، مؤسس لدار الحديث بالفيوش، من طلاب مقبل بن هادي الوادعي البارزين، ومن مراجع السلفية في اليمن.

نشأته وطلبه للعلم : 

كان " عبدالرحمن " تهفوا نفسه إلى طلب العلم  وهو صغيرًا في مسجد النصر بعدن، واتم حفظ القرآن في سن الخامسة عشرة، عند بلوغه السادسة عشرة. لم يتم دراسته النظامية بسبب أنهم خلطوا البنات مع البنين في الامتحانات.

فقد كانت بداية الطلب في عام 1406 للهجرة الموافق 1986م وذلك بقراءة القرآن وتلقينه على يد الشيخ ( محمد التعزي ) في عدن رحمه الله وختمه عليه مرتين وكانت معها دراسة مجموعة من الكتب في مبادئ العقيدة والفقه والحديث واللغة . وأكمل الشيخ " عبدالرحمن" حفظ القرآن عام 1409هـ.

وكان  الشيخ " عبدالرحمن " قد نزول الشيخ إلى أرض دماج في عام 1408هـ ولازم الشيخ العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - ودرس على يديه البخاري ومسلم وابن كثير وغيرها من الدروس وكان للشيخ مقبل الوادعي رحمه الله درس بعد صلاة العشاء في كتاب التوحيد لابن خزيمة وأدرك  كبار الطلبة في ذلك الوقت ومنهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي، ودرس عنده العقيدة الطحاوية . ثم سافر الشيخ العدني إلى أرض الحرمين في رمضان 1412للهجرة الموافق 1992م وحينها تلقى العلم على كبار المشائخ من مناطق شتى .منهم العلماء " منهم:

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

محمد ناصر الدين الألباني

محمد بن صالح العثيمين

عبد المحسن العباد البدر

صالح بن فوزان الفوزان ..وغيرهم من علماء الشريعة الإسلامية.  

العدني من أبرز طلاب الوادعي 

كان الشيخ " عبدالرحمن العدني " رحمه الله من أبرز طلاب الشيخ المحدث مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - من المتأخرين بل يُعد فقيههم الذي لا ينافسه منهم أحد، ولطالما كان الشيخ مقبل الوادعي –رحمه الله يحيل عليه في القضايا الفقهية المستعصية بل ويطلب من تلميذه العدني حل الإشكال الذي أشكل عليه هو نفسه في بعض المسائل . 

وقد روى  طلاب علم  ان الشيخ مقبل رحمه الله  يخرج إلى الوادي بعد صلاة العصر ليقف على حلقة تلميذه الفقيه ويرى بنفس منشرحه تحلق الطلاب حول فقيههم وتزاحمهم على دروسه في صورة فريدة.

مركز الفيوش 

وبعد أن مات الشيخ مقبل الوادعي - رحمه الله-  إنتقل الشيخ عبدالرحمن بن مرعي العدني إلى عدن  وبدأ بتأسيس معهد علمي في سنة 1428هـ باليمن بمنطقة الفيوش القريبة من مدينة عدن، وتم افتتاحه رسميًا في 7 ربيع الأول 1432هـ الموافق 10 فبراير 2011م، يوصف هذا المعهد العلمي بأنه أكبر المراكز السلفية في جنوب اليمن، و يضم الآلاف من الطلاب من مختلف الجنسيات، ويقع تحت إدارة المعهد الكثير من المساجد التي يتم تعيين أئمتها وخطبائها من إدارة المعهد. ويقوم بالتدريس في المعهد بالإضافة إلى الشيخ عبد الرحمن العدني العديد من طلبة العلم ممن تخرجوا من دار الحديث بدماج أو المعهد نفسه. واستمر في التدريس فيه حتى لحظة اغتياله في 28 فبراير 2016، حيث خَلفَه أخوه عبد الله بن مرعي العدني.

غزارة علمه ورجاحة عقله 

كان الشيخ رحمه الله مع غزارة علمه على خلق عظيم فلا يراك إلا وتبسم ولا يقترب منك إلا ويُصافح ، ملئ بالرقة والود والمُطَاوَعَةِ والسكينة، كان كثير الذكر والعبادة دائم المطالعة والقراءة تفرغ للتدريس وأنشغل بتعليم العلم عفيف اللسان آية في الزهد لا يتطلع إلى دنيا فانية أو متاع زائل . وكان رأي الشيخ عبدالرحمن العدني رحمه الله حول الحرب الاخيرة في عدن أنها "فتنة" ودعا إلى تجنبها، ونصح طلابه بعدم المشاركة فيها مع أي طرف، وكان قبلها قد امتثل للرئيس  السابق عبدربه منصور هادي بإخراج الأجانب من مركز دار الحديث بالفيوش، وكان عددهم نحو 400 اجنبي من عدة بلدان مختلفة، وغادر معظمهم اليمن قبل ان تندلع أحداث عدن الاخيرة.

اغتيال العدني بدون ذنب 

اغتيل الشيخ " عبد الرحمن العدني " في يوم  الأحد الموافق 28 فبراير 2016 بعد خروج الحوثيين من عدن، عندما كان متوجهًا لصلاة الظهر في مسجده بالفيوش برفقة ولديه محمد (10 سنوات) وعمر (7 سنوات)، حيث تربص به مسلحان جاءا بسيارة نوع تويوتا لاند كروزر برادو، وناداه: يا شيخ يا شيخ، فلما التفت إليهما أطلقا عليه عشرين طلقة بباب مسجده، توفي على إثرها.

وقد حلل مراقبون في الشأن الصحفي أن هدف هذه العملية هو جر السلفيين إلى العنف والإرهاب اللذين كان عبد الرحمن العدني يرفضهما بشدة.

ورغم وفاة الشيخ " العدني " إلا ان  مركزه العلمي مقصد طلبة العلم من داخل اليمن وخارجه .