آخر تحديث :الخميس-04 يوليه 2024-09:18م

رياضة


رابع مصوري العالم لايمتلك كاميرا ..!!توأم الروح أيمن .. طموحات وأحلام تناطح السحاب

الأربعاء - 10 مايو 2023 - 07:48 م بتوقيت عدن

رابع مصوري العالم لايمتلك كاميرا ..!!توأم الروح أيمن .. طموحات وأحلام تناطح السحاب

كتب / محمد مُهيم:

ذات يوم وعلى نهر النيل كان صديقي (أيمن القاضي) يهيم ويبحر بطموحاته وأحلامه على امتداد النهر الذي كنا نمشي على ضفافه متأملين في عظمة من شيّد جسوره.

أحد أحلام أيمن هي أن يدخل أي مباراة رسمية خارجية يمارس فيها هوايته المفضلة (التصوير) بكاميرته الكانون العادية وعدستها البالية التي يظهر عليها تجاعيد الشيخوخة ، هي كل ما يملك ( أيمن) لكن الإرادة التي كانت بداخله كبيرة رغم واقعه المُر الذي يعيشه ولا يتواكب مع أحلامه مطلقا..!

حينها كان ذلك في نوفمبر من العام 2019م عندما كنت رفقة توأم روحي وصديقي (أيمن القاضي) بقاهرة المعز حينما شجّعني على حضور ملتقى إعلامي رياضي دولي ، انطلقنا سويًا بعد متابعه حثيثة منه من أجل تأمين السفر ، كان الملتقى لمدة 3 أيام فقط ، وباقي الأيام مكثنا فيها بمصر لأكثر من شهر ، كان أيمن بشغفه الذي لاينقطع تجده يسأل هنا وهناك باحثا عن الاستشارات وكل أنواع الدعم الفني من المختصين ، وفي إحدى الأيام أصرَّ أيمن أن أذهب معه إلى أطراف القاهرة لحضور دورة تدريبية كان يقيمها مصور مصري محترف ، كانت مدتها لما يقارب الثلاث ساعات شعرت بالملل فيها لأنها لاتهمني ولا أميل للتصوير ، لكن أيمن ظل مركّز في كل تفاصيلها ويدوّن بقلمه كل ما يقوله مدربه.

وفي ظهيرة اليوم التالي يوقظني من النوم وكمية الفرح تملئ ملامح وجهه الأسمراني ، يحدثني أنه عرض كاميرته القديمة للبيع على الانترنت وأن هناك من تواصل معه يود شراءها منه..!

تمت البيعه بمبلغ بسيط لكنه كان كبير عند أيمن الذي عزم على العودة إلى عدن ليجمع ماتيسر فوق المبلغ الذي معه ليشتري كاميرا أحدث بقليل من السابقة ، وماهي إلا أيام بعد عودته امتلك أيمن كاميرا تعتبر أيضا عادية وليست بتلك الاحترافية ، ومنذ ذلك اليوم ظل يبدع بها في كل ملاعب عدن الترابية والعشبية في الوقت الذي كان لايوجد فيه زحمة عدسات ومصورين مثلما هو حاصل اليوم.

لقد شارك أيمن في العديد من المسابقات ومنها المشاركة المتواصلة في جوائز الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية على مدار السنوات الماضية ، حصد من خلالها مراكز متقدمة ، ومن عام إلى آخر ظل يشارك ويمتع الجميع بعدسته الحاضرة في كل الفعاليات حتى أصبح مُلهم لكثير من الشباب المصورين الذين نشاهدهم اليوم في محافظة عدن.

كان يحلم أيمن بأي نشاط رياضي يجمع كل الأندية اليمنية حتى جاء الدوري اليمني التنشيطي بداية العام 2020م ، شد أيمن رحاله إلى مدينة سيئون وعلى حسابه الخاص من أجل تصوير مباريات الدوري ، رغم غياب ناديه الشعلة الذي كان حينها أيمن المنسق الإعلامي للفريق ، مضى أيمن في سيئون وملعبها الأولمبي ووثّقَ بعدسته كل اللحظات الجميلة والاحترافية حتى مسك ختام البطولة.

- وللعلم :

في منتصف العام الماضي تم تعييني منسقًا اعلاميًا لمنتخب الشباب ، الكاميرا التي حضرت معي هي كاميرا العالمي أيمن حيث أصر على أخذها معي لتساعدني في المهمة ، ولعلكم قد سمعتم بقصة ضياع شنطتي والتي توجد فيها الكاميرا في منفذ الوديعة والعثور عليها بعد ساعات..!!

- نعود :

طموح أيمن الخارجي لازال يراوده حتى جمع بضعة ريالات وحقق أحد أحلامه وتمكن من حضور مونديال كأس العرب الذي أقيم في قطر في العام 2021م ، بإمكانياته البسيطه ذهب وأبدع وأمتع كل متابعيه في كل ملاعب الدوحة العالمية ، وهي بداية تسخين كان يعتبرها من أجل الاستعداد لحضور مونديال كأس العالم ، وهو مالم يتحقق له آنذاك ، ليمثل ذلك ضربة قاصمة تبعثرت فيها أحلام أيمن من جديد لكنه استسلم للواقع ومقادير رب السماء وعاد بسهمه إلى قوسه متراجعًا للوراء حتى ينطلق من جديد ويسكن بعيدًا محلقًا بين نجوم العالم ، حيث كان هناك مستقرة اليوم ، وهو يحقق إنجاز جديد وكبير لوطنه وقارته الآسيوية وبلاده العربية..!!

مؤخرًا عاد أيمن إلى القاهرة في رحلة علاجية مع والده ولظروف مالية صعبة واجهته اضطر إلى بيع الكاميرا الخاصة به مع كل ملحقاتها ولم يتبقى معه منها سوى ألبوم الذكريات ، ومنها الصورة التي شارك بها عالميًا في جوائز الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية لهذا العام ليحصد من خلالها المركز الرابع عالميًا والأول آسيويًا وعربيًا..!!

إنجاز كبير ويدعو للفخر وهو لم يأتي من فراغ ، بل بعمل وكفاح وصبر ومثابرة ، حين حوّل أيمن المحنة إلى منحة وانتصر لذاته التي ارغمها على التعلم ثم التعلم والقوة والثبات.

- من هو (أيمن) ؟!.

هذا هو صديقي أيمن عبدالخالق القاضي، ومن لا يعرفه على المستوى الشخصي فهو شاب مكافح مُلهم وبسيط ، طيب القلب خدوم مع الجميع من أبناء مدينة البريقة الناشطين بالمجال الرياضي الشبابي والاجتماعي والخيري ، وينتمي إلى محافظة أبين مدينة مودية ، أكمل تعليمه الثانوي ، وهو وحيد أسرته من الذكور ، يكافح هذه الحياة وظروفها الصعبة ويعمل سائق أجره فوق دباب صغير قبل أن يبيعه مضطرًا أيضا بسبب الظروف القاهرة التي تواجهه.

- ختامًـا :

نرجوا من كل الجهات والمؤسات وعلى رأسها وزارة الشباب والرياضة ، تكريم أيمن التكريم اللائق وتوفير مصدر دخل له ولأسرته ، وتسخير كل الإمكانيات الفنية له التي يتمناها ويحلم بها من كاميرات وعدسات وكل مايحتاجه ، حتى يواصل طموحه وموهبته ويرفع اسم بلده في كل المحافل العالمية.

وإذ لم يتم الاحتفاء بهؤلاء المبدعين فعلى الدنيا السلام ، ولا تيأس يا صديقي فأنت في بلد تحارب الناجح حتى يفشل ، وياليت الأجانب القائمين على المسابقة التي شاركت فيها يعلمون حالك مقارنة بمن وصلت معهم إلى المرحلة الأخيرة وبما يمتلكونه من إمكانيات ضخمة جعلتهم يصلون إلى هذه المرحلة..!!

لكن نقول المقارنة عندكم اعزائي المتابعين بعدما قرأتم كل ماورد..!!

والسـلام ختـام