آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-07:51ص

حوارات


الدكتور صالح عوض عرم: مؤتمر حضرموت الجامع يدعم السلطة ولا يمثلها أو يشارك فيها "حوار"

الثلاثاء - 04 أبريل 2023 - 04:54 م بتوقيت عدن

الدكتور صالح عوض عرم: مؤتمر حضرموت الجامع يدعم السلطة ولا يمثلها أو يشارك فيها "حوار"

المكلا(عدن الغد)خاص:

حاوره: صـلاح مبارك:

في هذا الحوار يتحدث عضو هيئة رئاسة مؤتمر حضرموت الجامع، مستشار الأمانة العامة الدكتور صالح عوض عرم؛ وهو شخصية أكاديمية واجتماعية غنية عن التعريف حول عدد من القضايا ومن زوايا مختلفة، متنقلًا بين واقع مؤتمر حضرموت الجامع كمظلة جامعة للحضارم، وطموحات المستقبل.. متوقفًا أمام سير الأنشطة والأداء والخطوات إتجاه تحقيق المخرجات المتوافق عليها، وعلاقة الجامع مع السلطة والمكونات الفاعلة ِ.

قال لـ «حضرموت الجامع» بأن العمل في قيادة مؤتمر حضرموت الجامع تطوعي، وليس فيه مغنمًا، وأن هناك مذكرة تفاهم وقعت مع السلطة المحلية ؛ ولكن لم يراد لها أن ترى النور!.

> ما هي أسباب عدم انعقاد الدورة الثانية لمؤتمر حضرموت الجامع ؟

حالت ظروف دون انعقاد الدورة الثانية لمؤتمر حضرموت الجامع، بالرغم من التحضيرات الأولية لانعقادها فلقد ألقت حالة الحرب وعدم استقرار الأوضاع السياسية والاجتماعية وحالة الناس المعيشية الصعبة بظلالها على واقع البلاد بشكل عام، وتأثر مؤتمر حضرموت الجامع بهذه الظروف ومن ثم لم يستطع أن يعقد دورته الثانية في الموعد المحدد له.

> ألا ترى أن عدم الانعقاد يضع أسئلة كثيرة على الجامع، أقلها أنه لا يريد أن يجدد دماءه ويثبت أنه متجدد منفتح على جميع أبناء حضرموت؟

نعم، يحق للكثير من طرح أسئلتهم من عدم انعقاد الدورة الثانية، ولكن ليس صحيحاً من أنه لا يريد أن يجدد دماءه، فالعمل في قيادة المؤتمر يتم بشكل تطوعي، فليس العمل فيه مغنماً، بشكل عام، حتى يطرح عليه في مثل هذا القول في أنه "لا يريد أن يجدد دماءه". وتكاد أن تكون إجراءات انعقاده الأولية شبة جاهزة. وقد أوضح ذلك الأخ الشيخ محمد عوض البسيري النائب الأول لرئيس مؤتمر حضرموت الجامع حول الاستعدادات للدورة الثانية، وأفاد أنه تكونت لجنة تحضيرية من قيادة المؤتمر الجامع ومن خارجه وأعدت التصورات الإجرائية لها بما فيها انتخاب القيادة الجديدة، وأتاح المجال أمام مشاركة كافة مكونات وأطياف مجتمع حضرموت ومن مختلف المديريات بما يحقق مشاركة الجميع في القرار الحضرمي، وأن اللجان الفرعية المختصة استكملت أعمالها وقدمت تصوراتها حول كيفية إجراء الدورة الثانية كما قدّمت حصراً لسكان حضرموت وتحديد عدد المندوبين لكل مديرية، والأشخاص الذين يحق لهم الترشح للهيئات الثلاث.

> يمثل الجامع المكون الأكثر بروزاً في حضرموت والأكثر حصولاً على الإجماع ولكنه لا يحظى بتمثيل في سلطة المحافظة على وجه الخصوص ما هو تعليلك؟

صحيح أن المؤتمر الجامع هو المكون الأكثر بروزاً في حضرموت، أن لم يكن أبرزها على الإطلاق، أما أنه لا يحظى بتمثيل في سلطة المحافظة، فهذا صحيح أيضاً، لأن المؤتمر الجامع عندما تكوَّن لم يكن يهدف أن يمُثل في سلطة المحافظة، فالمؤتمر الجامع ما هو إلا مكون سياسي اجتماعي يدعم السلطة ولا يمثلها أو يشارك فيها.

> ألا ترى أن علاقة الجامع بالانتقالي فيها كثير من الغرابة؟ فعدد من قيادات الجامع قيادات في الانتقالي ورغم ذلك يبدو الود مفقوداً؟

لا أعتقد أن هناك غرابة في علاقة المؤتمر الجامع بالانتقالي، فقد نشأ مؤتمر حضرموت الجامع قبل أن ينشأ الانتقالي، وتكوَن الجامع من مكونات مختلفة من الأحزاب والتنظيمات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والهيئات المختلفة، وعندما أنشئ الانتقالي وجدت منه عناصر هي أعضاء في هذه المكونات، ولا ضير في ذلك، فوجودهم في كل من الجامع والانتقالي يمكن أن ينظر له على أنه قوة لكليهما وعنصر إيجابي ولا يتعارض العمل في كل منهما.

> يضع الكثيرون علامات استفهام في عدم مواكبة الجامع لكثير من الأحداث في حضرموت، ويعللون ذلك بميله إلى السكون والرضاء بما يكون؟

سعى الجامع منذ بداية تكوينه على أن يكون ايجابياً ومواكباً للأحداث في حضرموت، وتمكن من صياغة وثيقة « مذكرة تفاهم مع السلطة المحلية» وتم التوقيع عليها من قبل الجانبين في 11/ 4/ 2018م وتكونَت من 39 بنداً حددت كل من مجالات التعاون وآليات العمل لتنفيذها والتزامات الطرفين ومدتها، غير أن هذه المذكرة، وللأسف الشديد، لم يرد لها أن ترى النور لأسباب نجهلها في المؤتمر الجامع, رغم محاولاتنا لاستجلاء الغموض الذي حال دون تنفيذها، وأكاد أن أجزم أنه لو نفذت هذه المذكرة لشهدت المحافظة كثيراً من الأثر الإيجابي على مجمل نواحي الحياة فيها وهذا يدحض القول أن الجامع يميل إلى السكون والرضاء بما يكون.

> يقول البعض إن الجامع لم يحقق ما أعلن عنه في مخرجاته. هل لك تعليق؟

أن مذكرة التفاهم المذكورة أنفاً بين السلطة المحلية السابقة والمؤتمر الجامع قد صيغت بشكل توليفي من الأربعين قراراً من قرارات الجامع، وال 16 نقطة التي أعلنها السيد المحافظ السابق عند توليه قيادة المحافظة، ولكن لم تر هذه المذكرة طريقها للنور، ومع ذلك فأنه إذا استعرضت مخرجات الجامع لرأيناها قد تحقق عدد منها، أكان ذلك عن طريق الجامع، أو عن طريق قوى أخرى. وما كانت لترى هذه القرارات طريق التحقق لولا ضغط المؤتمر الجامع بكافة أعضائه وقيادته وكذلك مواطني المحافظة على السلطة المركزية بشكل رئيس، وربما يلام المؤتمر الجامع على أنه لا يمتلك جهازاً إعلامياً أو دعائياً يتناسب مع حجمه وتأثيره وإظهار عمله بالرغم من أن هناك قرارات قد اتخذتها هيئاته لتنشيط هذا الدور وتفعيله. ولا يغرب عن البال أن المؤتمر الجامع لا يمتلك موارد مالية تفي بالقيام بواجباته، فكيف يراد له تحقيق قرارته ولم تتوفر له الامكانات اللازمة لذلك أو أنه لم يجد تناغماً وتعاوناً من السلطة المحلية معه، ناهيك عما تعرض له من محاولات عديدة للنيل منه وشق صفوفه.

> هل الحوار الجنوبي الجنوبي الذي أعلن عنه قبل أشهر نتج عنه ما يؤدي إلى تقارب جنوبي أو أنه كان محاولة غير موفقة؟

الحوار الجنوبي الجنوبي، على حد علمي، لا يزال نشطاً، وهناك جهود تبذل ليصل إلى توافق بين مكوناته المختلفة، وهي محاولة موفقة للتقارب بين الرؤى ووجهات النظر المختلفة، ولا يزال المؤتمر الجامع يتواصل مع الجهات المعنية بذلك الحوار.

> ‌لا يبدو نشاط الجامع في دوائره في الأمانة العامة ولا في مكاتبه موجوداً وهذا له دلالة على إخفاق كيف تفسر ذلك؟

المتتبع لنشاط المؤتمر الجامع يرى أن هذا الادعاء غير صحيح، فالمؤتمر الجامع ودوائره تعمل في ظل الإمكانات المتوفرة، وسبق وأن أشرت أن هناك ظروفاً مالية تحول دون القيام بكل أنشطة الدوائر وتنفيذ برامجها فليس، كما اسلفت، للمؤتمر موارد ثابتة تمول تلك الأنشطة والبرامج إلا ما يتيسر من دعم يسير من تبرعات نزيهة من بعض أعضائه أو مؤيديه، ونأمل أن يقوم الإعلام بدوره في إبراز تلك الأنشطة والبرامج ولعل انعقاد مؤتمر الصحة الدولي الخاص بصحة الأم والطفل يمثل نقطة مضيئة لهذه الأنشطة. أما مكاتبه في المديريات فلم تنشأ إلا مؤخراً، وهناك جهود لتنشيطها بالرغم من الصعوبات التي تواجه تسييرها.

> مثَّل مؤتمر الصحة الدولي انعطافاً في أعمال وأنشطة الجامع، فهل يمكن القول إن الجامع بدأ يخرج عن النهج السابق من أنشطة الدوائر وهل هذا بديلاً عن ذاك؟

نعم لقد مثَل مؤتمر الصحة الدولي انعطافاً في أعمال وأنشطة المؤتمر الجامع، وامتداداً لهذا التوجه فقد شُكلت في المؤتمر الجامع لجنة علمية خاصة لرعاية المؤتمرات والندوات الداخلية والمشاركة في الخارجية منها، ويؤمَّل أن تقود هذه اللجنة نهجاً جديداً في أنشطة الدوائر وليست بديلاً عنها.

والجدير بالذكر أن هناك تغييرات جوهرية في رئاسة دوائر الأمانة العامة وضُخت إليها دماء جديدة شابة ستعطي من جهدها لترى أنشطة وبرامج هذه الدوائر مرحلة جديدة من النشاط والتجديد.

> هل أنت متفائل بمستقبل حضرموت الجامع ومستقبل حضرموت؟

نعم، أنا متفائل جداً بمستقبل حضرموت الجامع ومستقبل حضرموت وذلك أن تطلعات الحضارم المشروعة في الداخل والمهجر لا يمكن أن يحققها إلاَّ حامل يمتلك رؤية ثاقبة في أن تكون حضرموت إقليماً يتمتع بحقوق سياسية وسيادية غير منقوصة بعيداً عن صنوف التبعية والانتقاص والإلحاق وتحقيق العدالة في توزيع السلطة والثروة والتوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهذا الحامل السياسي ما هو إلاَ مؤتمر حضرموت الجامع.