آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-07:51ص

ملفات وتحقيقات


تقرير.. ما دلالات فتح القنصلية الأمريكية في عدن في هذا التوقيت ؟!

السبت - 25 مارس 2023 - 02:15 ص بتوقيت عدن

تقرير.. ما دلالات فتح القنصلية الأمريكية في عدن في هذا التوقيت ؟!

((عدن الغد))خاص.

تقرير/عبدالعزيز السيافي 

أعلنت السفارة الأمريكية في اليمن الخميس  الماضي فتح القنصلية الأمريكية في العاصمة المؤقتة عدن ،بعد اغلاقها منذ 2015م.

جاء ذلك في تغريدات نشرتها السفارة الأمريكية على صفحتها في تويتر.

وقالت السفارة : قدم الموظفون القنصليون اللذين انضموا إلى رحلة السفير إلى عدن خدمات المواطنين الأمريكيين الطارئة في اليمن لأول مرة منذ عام 2015م.

وأكدت السفارة أن مساعدة مواطني الولايات المتحدة هي الأولوية القصوى لوزارة الخارجية.

ولم توضح السفارة هل المكتب سيقدم خدماته بشكل مؤقت أم دائم؟!

الجدير بالإشارة إن هذا الإعلان جاء بعد يوم واحد من زيارة السفير الأمريكي في اليمن ستيفن فاجن  ،ولقائه رئيس وزراء الحكومة المعترف بها دوليا معين عبدالملك في العاصمة المؤقتة عدنِ

فتح القنصلية بعد غياب ..وتفاءل أمريكي بنهاية للصراع.

في 2014م عقب الانقلاب الحوثي على الدولة ،اغلقت السفارة الأمريكية في صنعاء أبوابها مع مطلع العام 2015م ،وظلت تعمل من العاصمة السعودية الرياض .

وفي زيارة السفير الأمريكي ستيفن فاجن  لعدن ،التقى برئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك ،وعدد من المسؤولين اليمنيبن ،وعقد معهم عدة لقاءات ؛وصفها السفير الأمريكي بالمثمرة .

وقال السفير الأمريكي  في تصريح له : تمضي الولايات المتحدة الأمريكية قدما وهي متفائلة بشأن الانخفاض الواضح في الأنشطة العسكرية على كل الجبهات في اليمن خلال العام الماضي ،ونحن ممتنون من الحكومة اليمنية في دعم عملية سلام يمنية- يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة ؛لإيجاد حل عادل وشامل للصراع.

ورحب السفير" فاجن"  في اللقاء بفتح مطار صنعاء وزيادة حركة التجارة في ميناء الحديدة ،مشيرا إلى أن الحوثيين حرموا الحكومة اليمنية من معظم مدخولاتها بهجومهم على موانئ تصدير النفط ؛مماتسبب في تعميق الأزمة الإنسانية.

دعوة للحوثيبن ..ووعود تنموية لحكومة معين.

في اللقاء الذي جمعه  مع رئيس الوزراء معين عبدالملك ؛دعا السفير الأمريكي  الحوثيين إلى ايقاف هجماتهم ونبذ العنف والبحث عن حل سلمي للصراع.

ورحب السفير" فاجن"  بتبادل الآسرى ،وشدد على الحاجة الإنسانية الماسة للاستمرار في الحوار بين الأطراف ،وإعادة جميع السجناء والمحجوزين بشكل عشوائي والمخفيين قسرا،والعمل على اعادتهم إلى ذويهم.

وطالب السفير الحوثيين بالافراج عن الموظفين اليمنيين الحاليين،والسابقين  في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في صنعاء واللذين يحتجزهم الحوثيين بدون مبرر منذ أكثر من 15شهرا.

وفي اللقاء الذي حضره عددا من التقنيين العاملين في الوكالة الأمريكية للتنمية ؛ كشف السفير عن تعهدات بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 444مليون دولار لليمن ،إضافة إلى ارسال يمنيين ولأول مرة منذ اندلاع مااسماها- بالأزمة اليمنية - إلى البرنامج الدولي للقادة الزائرين .

ما دلالات إعادة فتح القنصلية في عدن؟

في وقت سابق أعلنت الخارجية السعودية من على قناة الإخبارية السعودية ؛ صحة المعلومات المتداولة حول عودة العلاقات السعودية السورية إلى سابق عهدها،وفتح السفارات لخدمة الشعبين الشقيقين.

وقال المصدر السعودي إن هذا يأتي في إطار حرص المملكة على تسهيل الخدمات القنصلية الضرورية للشعبين ،وإن البحث جار بين المسؤولين في المملكة والوزراء في سوريا حول استئناف تقديم الخدمات القنصلية.

وتزامنت أنباء فتح القنصلية الأمريكية في اليمن مع أنباء آخرى بعودة العلاقات الدبلوماسية والقنصلية  بين دول كانت محسوبة إلى وقت قريب على المحور الإيراني بينها سوريا من جهة ،وبين المملكة العربية السعودية من جهة آخرى.

فهل إعادة فتح القنصلية في عدن ،له علاقة  باتفاق بكين بين الرياض وطهران في 10مارس 2023م ،أم فتح القنصلية حاجة أمريكية خالصة ؟!

انتهاء الحرب أم مجرد إختبار أولي للوضع الأمني في عدن؟

في الحروب وعدم الاستقرار ؛ تتوتر العلاقات الدبلوماسية بين الدول؛فيتم قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية بينهما ،وحين يزول التوتر تعود العلاقات وتفتح السفارات والقنصليات . 

وأحيانا بقاء العلاقات الدبلوماسية مفتوحة  تكون ضرورية أكثر في أوقات الشدة والتوتر والحروب بالوكالة بين الدول؛منها إلى انهائها وإغلاقها .

فهل فتح القنصلية الأمريكية في عدن؛ايذانا بإعلان عدن آمنة ومستقرة ،وإن الحرب في اليمن تقترب من نهايتها ؟!

 وإن إتفاق بكين بين الرياض وطهران ،سليقي بظلاله على عودة العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والدول الآخرى،وإن عودة القنصلية الأمريكية إلى عدن ؛سيتبعه فتح سفارات وقنصليات آخرى اغلقت أبوابها في صنعاء منذ الانقلاب الحوثي في عام 2014م .

تظل الإجابة عن  الأسئلة الآنفة الذكر؛مرتبطة ب المتغيرات والسياقات والعلاقات الإقليمية و الدولية التي تشهدها المنطقة والعالم  ؛ولعل أبرز هذه المتغيرات هو التقارب السعودي / الإيراني برعاية صينية .