آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-02:36م

حوارات


وزير الأوقاف والإرشاد في حوار شفاف لـ(عدن الغد)

الإثنين - 20 مارس 2023 - 02:48 م بتوقيت عدن

وزير الأوقاف والإرشاد في حوار شفاف لـ(عدن الغد)

(عدن الغد)خاص:

أكد وزير الأوقاف والإرشاد الشيخ محمد عيضة شبيبة، أن ارتفاع  نصيب الحجاج اليمنيين إلى 25 ألفا  كل ما في الأمر عادت الأمور إلى نصابها قبل جائحة كورونا.

وقال الشيخ شبيبة في حوار أجرته معه صحيفة “عدن الغد ”: أن  وزارة الأوقاف والإرشاد  قدمت نموذجا مشرفا في موسم الحج الماضي الذي كان من أفضل المواسم، بشهادة الأشقاء في المملكة العربية السعودية أنفسهم.

ولفت إلى أن الجماعتين الإرهابيتين الحوثي والقاعدة بينهما تخادم وتعاون كبير يربط بينهما ضابط إيقاع واحد، وأن الإرهاب واحد من الألاعيب الدولية المعروفة، يعمل وفق أجندات سياسية مرسومة سلفا.. مؤكداً على  وحدة الصف، ونبذ الفرقة والشقاق، والتوحد ضد أسواء جماعات إرهابية عرفتها اليمن.

 وتطرق وزير الأوقاف والإرشاد في الحوار إلى عدد من القضايا المتعلقة بالصعوبات التي تواجه وزارة الأوقاف والإرشاد وكذا عن مواجهة المليشيا فكرياً وثقافية، وكيف أنها تعد مشروعا تدميري للبلاد والعباد.. فإلى الحوار.

حاوره / د. الخضر عبدالله : 

العمل بجهود دؤوبة ليلا ونهارًا

*ــ نرحب بكم معالي الوزير، ويهمنا أن نبدأ معكم أولا بسؤال عن استعدادات وزارة الأوقاف والإرشاد لموسم الحج لهذا العام؟

مرحبا بكم أخي الكريم، وأشكر موقع عدن الغد ــ والذي يُعتبر من أهم المواقع الإخبارية اليمنية ــ لاهتمامه بالقضايا الوطنية. 

وزارة الأوقاف والإرشاد تعمل بجهود دؤوبة ليلا ونهارًا، ممثلة بقطاع الحج والعمرة، بكافة إداراته وأقسامه من أجل تسهيل عملية الحج للمواطن، من منطلق المسؤولية الملقاة على عاتقنا، كواجب نؤديه، ونستشعر أهميته، وفقا لتوجيهات القيادة السياسية الرشيدة، ممثلة برئيس المجلس الرئاسي، فخامة الدكتور رشاد محمد العليمي، وأيضا أعضاء المجلس، وكذا توجيهات دولة رئيس الوزراء. ونشكرهم جميعا لتعاونهم مع الوزارة. 

عدد الحجاج وفق المعايير المعمول بها 

*ــ ارتفع نصيب حجاج اليمنيين لهذا العام من عشرة آلاف إلى مايقارب خمسة وعشرين ألفا.. كيف تقسمونها على المناطق المحررة والمناطق المسيطر عليها الحوثي؟

في الواقع هو لم يرتفع، كل ما في الأمر أن عادت الأمور إلى نصابها كما كانت سابقا قبل جائحة كرونا، ووفقا للمعايير المعمول بها لدى الأشقاء في المملكة العربية السعودية، ممثلة في وزارة الحج والعمرة السعودية وذلك بعد متابعتهم خلال الفترة الماضية، والذين تفضلوا ــ مشكورين ــ بذلك، مقدرين طبيعة الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن. 

وفيما يتعلق بالتقسيم على مستوى المحافظات فالأمر منضبط باللوائح الداخلية للوزارة، المستندة إلى القانون، كعادة كل سنة، سواء المناطق التي تقع تحت سيطرة الشرعية، أو المناطق التي تحت سيطرة الحوثي. وألفتُ عنايتك هنا إلى أن وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية حيادية ــ كل الحياد ــ في مسألة الحج والعمرة مع كل دول العالم، حتى وإن كان للمملكة خلافات سياسي مع هذه الدولة أو تلك، مسألة الحج بعيد تماما عن السياسة، وخدماتها متاحة لكل الحجاج بلا استثناء في كل المشاعر؛ بل في كل أنحاء المملكة، ابتداء من دخول الحاج أو المعتمر أراضيها وحتى خروجه، وهي ميزة لهم يشهد بها الجمع. وتعرفون أن حجاج اليمن من مناطق سيطرة الحوثي قد حجوا واعتمروا خلال السنوات السابقة بكل سلاسة وترحيب، فالكل ضيوف الرحمن، والكل أمام النظام سواء. 

 موسم الحج السابق نموذجا ومشرفا 

*ــ هناك برامج تطويرية شهدها العام الماضي لموسم الحج والعمرة، فما هو الجديد من البرامج لهذا العام؟

تستفيد الوزارة من خبراتها المتراكمة في شرف تقديم الخدمة لضيوف الرحمن، متلافية السلبيات، ومعززة الإيجابيات، والحمدلله قدمت وزارة الأوقاف والإرشاد نموذجا مشرفا في موسم الحج الماضي الذي كان من أفضل المواسم، ليس بشهادتنا نحن في الوزارة؛ بل بشهادة الأشقاء في المملكة العربية السعودية أنفسهم الذين يقيمون أداء كل دولة على حده، وبشهادة الحجاج اليمنيين أنفسهم، وهذا من فضل الله عز وجل الذي وفقنا لذلك، ونأمل هذا الموسم أن تكون الخدمة أفضل. 

غلو الجماعتين الإرهابيتين الحوثية والقاعدة

معالي الوزير.. الساحة اليمنية يطفو على سطحها الغلو في الدين، من وجهة نظرك‮ ‬كيف‮ ‬يتم نشر منهج الوسطية والبعد عن التشدد؟‬‬!

لا أتفق معك أن الساحة اليمنية "يطفو" عليها الغلو في الدين إذا ما استثنينا غلو الجماعتين الإرهابيتين: الحوثية والقاعدة، فقط، وهؤلاء ليسوا الشعب اليمني بكل تأكيد. والصحيح أن اليمنيين معروفون بفكرهم المعتدل الوسطي، وبرموزهم الدينية المعتبرة قديما وحديثا مشهود لها بالوسطية والاعتدال ك، وهذه الرموز الفكرية والدينية اليمنية، وإن شئت قل: مدارس فكرية لها أتباعها وروادها على امتداد ربوع اليمن، فأين الغلو في أدبياتهم ونتاجاتهم العلمي؟ بل إن مؤلفات بعضهم ــ كالإمام الشوكاني مثلا ــ تُدرّس في أكبر الجامعات الإسلامية، في اليمن والمملكة العربية السعودية والأزهر الشريف وغيرها. 

إن جماعة الغلو والتشدد معروفة وتمثل نفسها فقط، وهي محل رفض مجتمعي وإقليمي ودولي، وللجميع موقفهم منها.

الإرهاب لعبة دولية مسيسة 

*ــ‬ في ظل تفاقم الجماعات الإرهابية في شتى مناطق اليمن.. ماذا فعلت وزارة الأوقاف اليمنية لمكافحة التطرف والإرهاب؟  

الجماعات الإرهابية أو بالأصح الجماعتان الإرهابيتان: الحوثي والقاعدة معروفة للجميع، وبينهما تخادم وتعاون كبير على الرغم من الفارق الأيديولوجي بينهما؛ لكن يربط بينهما ضابط إيقاع واحد، ولا تنس أن الإرهاب واحد من الألاعيب الدولية المعروفة، يعمل وفق أجندات سياسية مرسومة سلفا، مع الأخذ في الاعتبار المغرر بهم من الشباب الذين يفجرون أنفسهم ليقتلوا الأبرياء وفقا لتوجيهات مشائخهم المرتبطين بأطراف مشبوهة لها علاقة بأجهزة استخباراتية خارجية، وتقريبا الأمر لم يعد خافيا على المتابع. هذا أولا. 

ثانيا: وزارة الأوقاف والإرشاد متمثلة بقطاع الإرشاد تعمل ــ وفق الإمكانات المتاحة لها ــ على صناعة خطاب ديني وسطي معتدل، يستمد تصوراته وأفكاره من كتاب الله عز وجل، وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، مستشعرين مسؤوليتنا الوطنية والدينية في صناعة هذا الخطاب الوسطي، ومستشعرين مسؤوليتنا تجاه أبنائنا الشباب حتى لا يقعوا ضحية بعض الدعوات المتطرفة بحسن نية. 

من جهة ثانية.. مكافحة الإرهاب قضية مرتبطة بأكثر من جهة رسمية، وزارة الأوقاف والإرشاد واحدة منها، وليست كلها، والوزارة مبادرة إلى كل مسألة أو مهمة تتعلق بها، سواء فيما ذكرت هنا أم غيرها. وعبركم نوجه وندعو عن تبليغ عمليات الوزارة بأي عنصر يتبنى خطابا متشددا تكفيريا، لنقوم بالواجب. نحن جميعا شركاء في خدمة الوطن، والمتشدد لا يمثلنا. 

ضعف ثقافة الوقف وهيبته في نفوس الناس  

*ــ هناك تعدٍ على أراضي الأوقاف في المحافظات المحررة، وكثيرًا ما ترد تقارير تشير إلى ذلك، ما الإجراءات التي يمكن أن تتخذ أو اتخذتموها لإيقاف ذلك؟ 

التعدي على أراضي الأوقاف في المحافظات غير المحررة أكثر من المحافظات المحررة، والحوثي يقوم بعملية تجريف شاملة لكل ما يتعلق بالأوقاف، من بينها الأراضي. وفيما يتعلق بالحالات الكائنة في مناطق سيطرة الشرعية فالأمر مرتبط بأكثر من سبب للأسف الشديد، منها ضعف ثقافة الوقف وهيبته في نفوس الناس، وخاصة المتنفذين؛ كون الأوقاف لها حرمتها الدينية الكبيرة، ولها كذلك إسهاماتها المجتمعية. أضف إلى ذلك أن ثمة تراخيا أمنيا من قبل بعض الجهات الأمنية في ضبط المعتدين على أموال الوقف، وبطء الحسم في القضايا المنظورة لدى المحاكم، وربما عدمه. والحقيقة أن هذه قضية قديمة وشائكة ومعقدة ليس من اليوم؛ بل من سابق، منذ عشرات السنين. أيضا ثمة بخس في أموال الوقف، وعدم التعامل مع العين الموقوفة كأي عين أخرى، كثقافة سائدة عند الكثير، وهذا مخالف لمقتضيات الوقف ومقاصد الواقفين. 

وعلى أية حال.. نسعى جادين لمواجهة أي اختلالات تمسُّ أموال الوقف أينما كانت، ولن نتهاون قيد أنملة في ردع أي معتدٍ أيا كان، وفي أي مكان كان. كما ندعو المواطنين أيضا إلى الإسهام بدورهم في هذا الجانب، وتمثيل رقابة مجتمعية على أي أموال تخص الوقف، باعتبارها من قضايا الرأي العام، ومن المصالح العامة التي يحق لأي مواطن الاحتساب فيها ضد أي معتدي.  

دور الأوقاف والإرشاد في معركة الحوثي 

*ــ وزارة الأوقاف والإرشاد في دعم المعركة التي يخوضها الجيش اليمني والمقاومة، في كل الجبهات ضد مليشيات الحوثية.. أين يكمن دورها؟

تدرك وزارة الأوقاف والإرشاد مسؤوليتها الكاملة تجاه قضية الانقلاب المليشياوي الحوثي على الدولة، كقضية مركزية وجوهرية لا تقبل المساومة، ونحن نعمل ضمن حكومة الشرعية برئاسة الدكتور معين عبدالملك، وتحت توجيهات فخامة رئيس المجلس الرئاسي، ولم نقصر يوما ما في أي مهمة أسندت إلينا أبدا، أوفي أي برنامج مرسوم من قبلنا. فريق الوزارة ومنسوبوها يعملون كخلية نحل، منفذين التوجيهات وأحيانا مبادرين أيضا من تلقاء أنفسهم، مدركين دورهم الوطني الكبير، واستطعنا خلال الفترة الماضية تنفيذ أنشطة جديدة لم تكن موجودة من سابق، منها تبني المطبوعات الثقافية المهمة، ذات المنحى الوطني في الخطاب الثقافي، رغم شحة إمكانياتنا المالية، كما أقمنا الأنشطة الصيفية للطلبة والمسابقات، وغير ذلك، وفي جعبتنا الكثير من المشاريع والأفكار المدروسة، إنما ينقصنا الجانب المالي؛ كوننا نعمل في ظروف استثنائية، وكون أغلب أراضي الأوقاف اليمنية تحت سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية. 

الأوقاف دون بنية تحتية 

*ــ مكاتب الوزارة في المحافظات المحررة هل تمتلك بنية تحتية قادرة على أداء دورها؟  

أصدقك القول أننا لم نمتلك حتى الآن البنية التحتية الكاملة لفروع الوزارة في المحافظات، لدينا القليل منها فقط.  نحن في وضع لا يُحسد عليه، ونسبة كبيرة من أنشطتنا تتم بجهود ذاتية، وبعضها تتم بتكلفة صفرية، أي بمبادرات خاصة، غير مدعومة بريال واحد. هذا وضعنا، وهذه الحقيقة المُرّة التي لا مناص من الإفصاح عنها، ومع هذا نحن لا نقف مكتوفي الأيدي تجاه أية عوائق؛ بل على العكس نسعى ــ قدر الإمكان ــ للتغلب عليها وتجاوزها. 

صعوبات تواجه الوزارة 

*ــ لا بد من صعوبات تواجهكم في عملكم بالوزارة.. لو تجملها لنا؟ 

في الواقع نحن جميعا نعمل في ميدان الصعوبات نفسها، ليس نحن فقط في وزارة الأوقاف والإرشاد؛ بل الحكومة بكلها، وإن شئت قل: الدولة. إنما هل نستسلم للصعوبات؟ بالتأكيد لا. ولهذا أتينا لمواجهتها، أتينا لنشعل شمعة الأمل، لا لنلعن الظلام. وسنواصل المشوار بكل تحدٍ وثقة، ولن تثنينا الصعوبات مهما كانت، حتى نقضي على الانقلاب الحوثي الإرهابي ونستعيد الدولة. 

هناك تراكمات متوارثة، كالمحاصصة التي تأتي دائما على حساب الخبرة والكفاءة، عدم التزام البعض بالدوام، سواء كان عذره مبررا أم غير مبرر. ضعف التأهيل العلمي والإداري والتقني لدى البعض، نقص في الأدوات والوسائل.. مشاكل كثيرة، أغلبها ناتجة عن الوضع العام، وعن الانقلاب نفسه، ولكن أيضا مع ذلك أؤكد لك: لن نقف مكتوفي الأيدي، ولن نلعن الظلام، نسعى للتغلب على كل العقبات والصعوبات. 

رسالة للجميع 

*ــ ما هي ما رسالتكم إلى كل مسؤول ومواطن يمني في ظل هذه الحرب المشؤومة؟ 

أدعو إلى وحدة الصف، ونبذ الفرقة والشقاق، والتوحد ضد أسواء جماعة عنصرية سلالية، وتأجيل أية خلافات أو خصومات بينيّة حتى الانتصار على هذا الكيان العنصري الشرير. هذا الهاجس الذي يقلقني على الدوام، وهذه الدعوة التي أكررها مرارا وتكرارا.