آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-06:51ص

أدب وثقافة


المدينةُ في زمنِ الكورونا" معرضٌ للصورِ الفوتوغرافية لحافظ اليوسفي

الخميس - 16 مارس 2023 - 01:55 م بتوقيت عدن

المدينةُ في زمنِ الكورونا" معرضٌ للصورِ الفوتوغرافية لحافظ اليوسفي

تونس (عدن الغد) خاص:

اُفْتُتح مساء يوم أمس الأربعاء 15مارس 2023 معرضا للصور الفوتوغرافية لحافظ اليوسفي في المركز الثقافي البلدي المبنى الأثري لكنيسة "سانت كروان" نهج شارع الزيتونة و يتواصل إلى غاية 25 من مارس 2023 يحمل عنوان " المدينة في زمن الكورونا" والذي وثق فيه المصور اليوسفي حال المدينة العتيقة أو المدينة العربي إبان اجتياح أزمة كورونا للعالم قبل عامين وأحدث أزمة تأثرت بها المدن وغيرت في الكثير من ملامحها الاجتماعية حيث بدأت خالية بعد اكتظاظها الا من بعض العابرين

  ومدينة تونس العتيقة، أو مدينة تونس القديمة، أو المدينة العربي، هي الجزء القديم من مدينة تونس وقلب العاصمة التونسية، تقع فوق ربوة تطلّ على البحر وتمتدّ على نحو ثلاث كيلومترات، من باب الفلة وباب عليوة من الجهة الجنوبية، إلى باب سعدون في الجهة الشمالية، ونجد باب العلوج من الجهة الغربية، وباب البحر من الجهة الجنوبية

صُنفت منذ عام 1979 ضمن لائحة مواقع التراث العالمي لليونسكو

يغلب على منازل الحيّ القديم أنّها مبنيةٌ من الطّوب، أو اللبن وتتميّز ببساطتها؛ فهي تتكوّن من طابقٍ أو ثلاثة طوابق كحدٍّ أقصى، وتتخلّل هذه المنازل الشّوراع أو الأزقّة الضّيقة غير المرصوفة أو الممهّدة بشكل مطلوب، ويغلب على لون جدران المنازل اللّون الأصفر، وعادةً تُحيط بالأحياء العتيقة الأسوار والبوابات التي تُعتبر الدّرع الواقي لسّكان الحيّ من الغارات والنّاس الغرباء؛ فهي بمثابة الوسيلة الوحيدة التي توفّر الأمان والأمن لمواطني الحيّ.

يتميّز الحيّ العتيق بالعلاقة الوثيقة بين سكانه، ويظهر ذلك من خلال المُحافظة على التّقاليد والرّوابط الاجتماعية، وتجلّي القيم الإنسانيّة مثل احترام النّاس لبعضهم البعض، ففيه يُحترم الكبير، ويُراعى حقّ الجار، ومُساعدة المحتاج، ويشارك الناس بعضهم في الأفراح والأتراح، على عكس الأحياء الحديثة التي تتصف بالتّخلخل السكّاني الكبير غالباً. 

يشتهر الحيّ العتيق بالأسواق القديمة ووجود الباعة المتجوِّلين؛ فتراها تنبض بروح التّجارة، والصّناعات التّقليديّة، والحرف البسيطة، والحِرف الزّراعية، مما يجعلها مقصداً سياحيّاً يحاكي روح الماضي وذاكرة ذلك المكان، فهي الملجأ الذي يخلو من الضجيج والتّوتر والتّلوث بسبب الطبيعة التي تحفو بها، وذلك من خلال الأشجار والنباتات المزروعة إمّا داخل الحيّ والمنازل أو خارج سور الحيّ العتيق. 

تؤثر طبيعة العلاقات الاجتماعية الناشئة بين سكّان الحي، وقوّتها في شخصية الفرد فتجعلها أكثر انفتاحاً وتقبلاً لإقامة العلاقات، بالإضافة إلى تمتع الفرد بالبساطة والبعد عن مظاهر الزيف والتكلّف، كما ينشأ أفراد الأحياء العتيقة على حب الخير ومساعدة الغير، والشعور بالآخرين نتيجة لما كانوا يشهدونه من تآلف وصور تعاون في طفولتهم.

 

*من مجيب الرحمن الوصابي