كتب المذيع الاذاعي و التلفزيوني القدير جمال مهدي مقالٱ بعنوان ”صفحة من صفحات رائد مسرح الطفل الفقيد الفنان الراحل أبوبكر القيسي “ ، وذلك بمناسبة الذكرى السادسة لرحيله التي تصادف اليوم الثلاثاء 14 مارس 2023م .
نص المقال ..
نفتح صفحةً من صفحاتِ رائدٍ من رواد المسرح الفكاهي الذي قدم عصارة جهده وإبداعه للطفل.. نقلب الصفحات ونستذكر تاريخ الأستاذ والمبدع الراحل ابوبكر القيسي بعد حياةٍ مليئةٍ بكل متناقضتها وتفاصيل مراحلها ترحاً وفرحاً حباً وعشقاً.. هنا لايكفي لإنصاف القيسي أن ننظر إليه بوصفه مسرحيا يؤدي دورا معينا علي خشبة مسرح.. او يؤدي تمثيلية بعينها.. بل النظرة هي ارتباط محاكاة الطفل وتطورها بحيث التعامل مع الطفل في مراحل معينة يحتاج إلى الصبر.. فنجاح كل أعماله تراه إلى اليوم يردده الكبار والصغار ومازال عالقا في الاذهان مع مرور الزمن..
ولعل النجاح الذي حققته أعماله هو ذلك الصدق في التعامل مع الطفل وبلغةٍ يفهمها كذلك الطفل ببساطتها والتي ارتبطت بولع الطفل بكل مرحلة في حينها.
اليوم استطاع ولده البار نزار ان يوثق تاريخ أبيه من جمعٍ وبحثٍ لتوثيق كل ماقدمه على مدى تاريخ مفعم بكل لوحات الجمال الإبداعية.
شخصيا يسعدني ان أكتب في لمحة سريعة عن هذا المبدع الذي يعتبر من الرواد في هذا المجال.. اتمنى من كل قلبي ان يتمكن صديقي نزار ان يوثق كل شيء عن والده ونحن بإذن الله عون له حتى لا يهدر ويضيع..
فذاكرة الإنسان ضعيفة لايمكنها ان تحفظ كل الإبداعات المتناثرة علي مدى سنوات طويلة …فالقيسي صنع لنفسه تاريخاً مرصعاً.. بكل انواع الإبداع تنوعاً.. فصار موروثاً يُستقىٰ منه وينبوعاً مضيئا لا تطفئه متلاحقات الحياة ليعلّم الأجيال ماخلده الكبار..عملاً فريدا في زمنٍ كان للعمل حب ٌ وللإبداع عشقٌ يسكن القلوب.. فجاز لنا ان نستدعي في عجالة ونتذكر كلَّ محطة توقف عندها الراحل المبدع المسرحي أبوبكر القيسي الذي رسم لنفسه نهجاً متميزًا في مجال القصة للطفل جسَّدها تمثيلاً.. وللكبار بهجةً.. أحبه الناس وترك بصمةً مازلنا نبحث اليوم عن من يكمل المشوار..
هناك رجال لايتكررون وهو منهم فلك مني خالص دعائي وفيض محبتي بعدد قطرات المطر وألوان الزهر وشذى العطر على جهودك الثمينة والقيّمة..هنا تختلط المشاعر بين الترحم عليك وبين ألثناء على كل جهدٍ رسمته فتركته لنا نستشف منه عبر الزمن نفحات من موروث.. فصار بشبوش (مثلاً) لا للحصر، علامةً سُجلِت باسمك... دعواتي ورحمات ربي تغشاك...
شكراً لولدك البار صديقي نزار من الأعماق..حيث يسابق الزمن مع زحمة الأيام حتى لايندثر تاريخك الذي كتبته ورسخته في اذهاننا على مدى سنوات طوال، ومع هذا لن نوفيك حقك..
عطاءٌ من نبعٍ ٍٍمتدفق ..إثراءٌ يصل ببساطته للمتلقي إستقر في أعماق الإبداع المهني وتجلى أخلاقا.. حيث كنت تنثر البهجةَ والفرح في كل عمل إذاعي كان أو تلفزيوني.
هنا يرحل المبدعون ذوو البصمات المشعة فيتركون أثرا.. وبفقدهم تميل شوكة الإبداع والتجدد..بل تتوقف وينطفئ إشعاعُ التميز..ويتركون فراغا.. فالفقد يتكرر في كل لحظة وحين. وذكراك اخي أبوبكر القيسي في قلوب ووجدان الناس كبيرهم وصغيرهم...
فياأيها الراحل الى السماء تركت شوقا لا تطفئه السنون و ذكرى لا تمحوها أشغال الحياة رحمك الله رحمة واسعة واسكنك فسيح جناته....
المذيع الإذاعي التلفزيوني..
جمال مهدي