آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-12:05م

حوارات


نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة ل" عدن الغد": استشعارنا بالمسؤلية الوطنية وتنازلنا لبعض افضى لاقرار وثائق الهيئة

الجمعة - 10 مارس 2023 - 01:21 م بتوقيت عدن

نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة ل" عدن الغد":  استشعارنا بالمسؤلية الوطنية وتنازلنا لبعض افضى لاقرار وثائق الهيئة

عدن ((عدن الغد)) خاص:


 

لقاء / عبدالسلام هائل 
تصوير / زكي اليوسفي

قال الدكتور / عبدالملك المخلافي نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة  إن نجاح الهيئة في اقرار وثائق الرؤية السياسية للسلام ومبادئ المصالحة واللائحة الداخلية جاء نتاجا لاستشعارنا في جميع المكونات السياسية بالمسؤلية الوطنية ،وتنازلنا لبعضنا واعترافنا بالاخر ،وهي المرة الاولى التي نجتمع فيها ،دون وسيط خارجي جاء ذلك في لقاء ل"صحيفة عدن الغد"

* وأوضح الدكتور/ عبدالملك المخلافي نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة أن الهيئة عقدت سلسلة من اللقاءات والاجتماعات منذ تشكيلها عبر الزوم . ،ويعتبر هذا الاجتماع الاول الذي عقد حضوريا في العاصمة المؤقتة عدن ،وتوجت ماقامت به اللجان المنبثقة عن الهيئة خلال الفترة الماضية بانجاز ثلاث وثائق  مهمة  : الوثيقة الاولى وتتمثل برؤية الاطار العام للسلام الشامل ، والوثيقة الثانية تعنى بمبادئ المصالحة مابين المكونات السياسية ، فيما تمثل الوثيقة الثالثة "اللائحة الداخلية للهيئة"
واضاف بان اللائحة الداخلية ستمثل انطلاقة لعمل الهيئة خلال الفترة القادمة ،لانها تنظم هذه الاعمال ولا يمكن ان يكون هناك عمل للهيئة بدون لائحة ، 
وفيما يتعلق بوثيقة مبادئ المصالحة  ،
اكد المخلافي  اهمية وثيقة مبادى المصالحة والتي سيدور حولها حوار بين الهيئة وجميع الاحزاب بشكل فردي وجماعي من اجل الحوار حول المبادئ التي اقرتها الهيئة بهدف توسيعها لنصل لما يمكن اعتباره وثيقة مصالحة شاملة بين والمكونات السياسية ،على اساس مجموعة من القواعد التي تنظم العلاقة بين المكونات السياسية من ناحية  ،وتنظم العمل السياسي في البلاد من ناحية اخرى،
مشيرا الى ان هذا عامل مهم سيقوم في الاساس على الاقرار بحق الاختلاف ،والاقرار بالتطلعات المشروعة لجميع الاطراف ،والاقرار بمبادئ المصالحة بين المكونات السياسية والذي سيكون اساس لتوحيدموقف الشرعية ولتعميق هذا الموقف.
واضاف بان الوثيقة الخاصة بإطار الرؤية  للسلام الشامل ،هي ايضا وثيقة مهمة جدا.لانها تحدد مفهومنا للسلام الشامل ،حيث كان هناك تعارض في الفترة الماضية ،لمن يرى مفهوم السلام الشامل من زاويته ،والمرجعيات من زاويته ،والتعامل.مع الحوثي من الزاوية الخاصة به ، الوثيقة عملت على توحيد الموقف للمكونات السياسية المنضوية تحت السلطة الشرعية، 
فقدوحدت الموقف حول المرجعيات الاساسية المعترف بهادوليا ممثلة بالمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ،ومخرجات الحوار الوطني ،وايضا القرارات الدولية ذات الصلة ، وخاصة القرار الدولي رقم 2216 ، وايضا اكدت على التزام الشرعية واطرافها جميعا بالوثائق التي تمت خلال الفترة الماضية  كمرجعيات اساسية اضافية وتلتزم بها مكونات الشرعية تجاه بعضها البعض ، ممثلة باتفاق الرياض ،الذي حدث بين الشرعية والمجلس الانتقالي ونتائج محادثات الرياض التي اسست الشراكة الحالية وصدر بها اعلان نقل السلطة وشكل بموجبه مجلس القيادة الرئاسي ،وهيئة التشاور والمصالحة  وهي وثائق اساسية في تصور الشرعية للسلام .
واضاف بان وثيقة  الرؤية السياسية تتحدث عن المبادئ مثل  النظام الجمهوري الديمقراطي  ،والتعددية السياسية ،واهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر ونبذ العنف ،ورفض العنف في الوصول للسلطة ،او لفرض اراء سياسية ،والتأكيد على ميثاق الامم المتحدة ،وحقوق الانسان والتأكيد على العهدين الدوليين ،العهد السياسي والاقتصادي والعهدالاجتماعي ،وايضا اكدت على مكانة قضية الجنوب وشعب الجنوب في العملية التفاوضية من خلال وضع اطار خاص بها التفاوض ،وذلك بوضع اطار تفاوضي خاص لقضية الجنوب حسب مخرجات مشاورات الرياض  في مفاوضات  انهاء الحرب وتحقيق السلام الشامل . 
وقال الدكتور عبدالملك المخلافي : 
لم يغفل الناس عن حق هذه القضية السياسية العادلة التي لايستطيع احد ان يتجاهلها او.ان يحقق السلام.بدونها .
واردف قائلا في اجابته على اسئلة مندوب الصحيفة حول  آلية التفاوض مع الانقلابيين : 
ان الوثيقة احتوت ايضا على اولويات التفاوض ،ومحددات التفاوض ،لان التفاوض سيكون بين الانقلاب والشرعية .وما بين شرعية وانقلاب. وليس تفاوض على اي اساس اخر ،وهو مايعزز المركز القوي للدولة باعتبارها الطرف الذي بمثل الشعب والدولة  ،بينما الطرف الاخر "الحوثي" لا يمثل إلا الانقلاب غير المعترف به والمدان بموجب القرارات الاممية 
لافتا الى ان وثيقة الرؤية السياسية تحدثت ايضا عن تشكيل وفد التفاوض المشترك مناصفة بين الشمال والجنوب مع تمثيل النساء بشكل عادل  ،اولويات الوفد التفاوضي ،محددات الوفد التفاوضي ،اوراق عديدة سيتم اعدادها في اطار هذه الرؤية سيجعل الشرعية جاهزة لاي مفاوضات تتم في الفترة القادمة ،ومستوعبة ماتم من تجارب ماضية لكي تحافظ الشرعية على مركزها القانوني في التفاوض،ومن ذلك اجراءات بناء الثقة ،القضايا ذات الوضع الانساني ،الحصار،القضايا المتصلة بالسلاح ،لان اي سلام  ،بوجود السلاح مع الحوثي غير مقبول ،لانه لا يمكن الدخول للجانب السياسي، قبل معالجة قضية السلاح  الذي يهدد الجميع ،ويهدد جميع الاطراف .
واضاف قائلا:  الرؤية تؤكد على تشكيل وفد تفاوضي من جميع الاطراف بمعايير معينة ومنها المناصفة بين الشمال والجنوب ،والكفاءة وغيرها.
بهدف ان يتولى هذا الوفد التفاوضي ملف التفاوض بشكل مستمر وهو الذي يتعامل مع المجتمع الدولي ومع المبعوث الدولي ويحضر اي مفاوضات ،وهو  الذي يعد كل اوراق المفاوضات ،ليكون الوفد التفاوضي بشكل مستمر ودائم اكان الحوثي جاهز للسلام عبر الامم المتحدة او غيرها، فإن الشرعية ستكون جاهزة بكل ملفاتها ،وهناك اتفاق بين كل اطراف الشرعية التي تمثل كل الشعب ،اما الحوثي فيمثل عصابة ،ولهذا فهو طرف واحد.
ونفى ان تقوم هيئة التشاور والمصالحة بالتواصل مع الحوثي مباشرة وانما سيتم التواصل  عن طريق الامم المتحدة.
* وفي رده على سؤال حول ما إذا كان هناك " ميسر دولي " وراء نجاح اجتماعات هيئة التشاور والمصالحة واقرار الوثائق الثلاث .
أجاب الدكتور / عبدالملك المخلافي نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة انه لا يوجد "ميسر " لعمل هيئة التشاور والمصالحة ،وانما جاءت تلك الجهود  عن رغبة وقناعة المكونات ، واستشعارا من اعضاء الهيئة بمسؤوليتهم تجاه الوطن والشعب فقد استوعبنا جميعا بعد هذه الفترة  من الحرب ،خطر الحوثي واستوعبنا مسؤليتنا تجاه مايجري في بلادنا.
لهذا تحققت هذه النجاحات للاجتماعات وبعد حوار عميق ،وحقيقي راعى مصالح الجميع، تنازلنا لبعضنا ،وتوصلنا لهذه النتائج المشرفة بالتوافق وليس بالتصويت ولا بالمغالبة وليس بالاغلبية ،وانما بالتوافق الذي راعى مصالح الجميع ،وراعى الواقع ،وراعى  ان لدينا عدو مشترك يجب ان نواجهه  اولا سلما أو حربا ثم بعد ذلك نعترف بحقوق بعضنا ولا نستطيع ان نتجاهل كل القضايا العادلة في الوطن ،ومنها قضية الجنوب.
،وعن نقاط القوة التي مثلهاهذا التوافق للسلطة الشرعية اجاب الدكتور المخلافي بالقول :
اعتقد اذا استمرينا بهذا الطريق  فإن هناك مرحلة جديدة مبشرة بالخير. فهذه هي المرة الاولى منذ2011م لم يجمعنا طرف خارجي ،وانما جمعتنا احساسنا بالمسؤلية الوطنية التي تكللت بفضل من الله ورغبة واخلاص الجميع الى هذا النجاح.