محمد الغيثي: اليوم الجميع بحاجة إلى الاعتراف ببعضهم البعض

قال رئيس هيئة التشاور والمصالحة محمد الغيثي، إن هيئة التشاور والمصالحة يقع على عاتقها مهمة العمل على توحيد وجميع القوى والمكونات السياسية والمجتمعية وتهيئة الظروف المناسبة لوقف الاقتتال والصراعات لاستعادة مؤسسات الدولة، وكذا تحقيق السلام.

وأشار الغيثي إلى أن الجهود التي بذلوها هو وزملائه، منذ تشكيل رئاسة تنفيذية للهيئة في 21 ابريل 2022م، كانت تنصب في المحافظة على روح التوافق ومنجز الشراكة والاجماع وتوحيد الجهود والمواقف، بما يعزز دور مجلس القيادة الرئاسي كمظلة عليا جامعة نحو تحقيق السلام سلماً أو حرباً.

وخاطب الغيثي القوى الوطنية الحية والنخب السياسية المتعددة إن الطريق إلى السلام والاستقرار يبدأ من هزيمة المشروع الإيراني في اليمن، مشيراً إلى أن الانتصار على المشروع الحوثي يحتاج إلى مصالحة حقيقية بين القوى الشرعية، مصالحة لا تلغي تطلعات أحد، ولا تنتقص من الحقوق السياسية المشروعة لأي طرف.

وأوضح أن الجميع تجنبوا الخوض في القضايا الخلافية هرباً من الحلول التي لا يرونها مناسبة، والتي بسببها أضاعت فرص عديدة، موضحاً أنه اليوم الجميع بحاجة إلى الاعتراف ببعضهم البعض وفهم المهددات التي تواجه الجميع دون استثناء.

وأكد الغيثي أن السلام الدائم يحتاج إلى مصارحة في القول، والتزام في العمل، بشفافية لا يخالطها شك، وصولاً إلى تنفيذنا لالتزاماتنا وواجباتنا المشتركة وعلى وجه الخصوص المنبثقة عن مشاورات مجلس التعان الخليجي.. مؤكداً على بقاء واجب التضحية من أجل تحرير ما تبقى من محافظات الشمال حاضراً، وضرورة احترام إرادة الشعب في محافظات الجنوب واضحاً.

وأضاف رئيس هيئة التشاور والمصالحة أن التنمية وانتشال الأوضاع الاقتصادية المتردية عامل حاسم في متانة هذه الشراكة القائمة، وان استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للناس كفيل بإلغاء كل ما تم إنجازه او التخطيط له.

وقال إنهم في الهيئة شرعوا منذ أشهر في تكليف لجنة مؤقتة لوضع "لائحة داخلية تنظم عمل الهيئة حتى يتم إقرار القواعد المنظمة المشار إليها في إعلان نقل السلطة"، وضرورة التسريع بتشكيل وفد تفاوضي مشترك يمثل مجلس القيادة الرئاسي، ليتولى تحت إشراف المجلس ملف المفاوضات.

كما شرعوا بوضع "الإطار العام لرؤية السلام الشامل" من خلال لجنة أخرى مؤقتة، قاموا من خلالها بوضع مداميك هذه الرؤية التي سعوا بشكل حثيث لأن تكون أحد مخرجات اجتماعاتهم الحالية.

وبين أنهم شكلوا لجنة مؤقتة ثالثة، كانت مهمتها صياغة "وثيقة مبادئ للمصالحة بين القوى والمكونات والأحزاب الشرعية، من أجل توحيد ومقاربة للقوى والمكونات والأحزاب السياسية والمجتمعية.

وقال إن هيئة التشاور والمصالحة عقدت اجتماعاتها العامة في العاصمة عدن، خلال الفترة بين 6 - 8 مارس 2023م، بهدف مناقشة وإقرار "اللائحة الداخلية للهيئة" و "وثيقة الإطار العام لرؤية السلام الشامل" و "وثيقة مبادئ المصالحة بين القوى والمكونات السياسية"، وتمت صياغة المسودات الثلاث من قبل اللجان الثلاث المؤقتة للهيئة، حيث أقرت الوثائق الثلاث، على النحو الآتي:

اللائحة الداخلية للهيئة 

الإطار العام لرؤية السلام الشامل

وثيقة مبادئ المصالحة بين القوى والمكونات السياسية للشرعية

وثمن الغيثي الجهود التي بذلها أعضاء هيئة التشاور والمصالحة، وقد أثبتوا انهم وقواهم ومكوناتهم وأحزابهم السياسية يحملون هماً مشتركاً، ويدركون جميعاً حساسية ودقة المرحلة، وحاجتنا الماسة إلى توحيد الصف، ونبذ الفرقة، في مواجهة المهددات المشتركة، تحت مظلة الشراكة التي تحترم في شكلها ومضمونها كافة التطلعات المشروعة في الجنوب والشمال.

وحيا الأبطال المرابطون في جميع جبهات الشرف والبطولة، وهم يتصدون للميليشيات الحوثية الانقلابية، مترحماً على أرواح الشهداء الميامين الذين قضوا في سبيل الدفاع عن وطنهم وعرضهم وشرفهم، ومتمنياً الشفاء العاجل للجرحى، والحرية للأسرى.

وأكد الغيثي على انتهاز "هذه الفرصة للتأكيد على دعمنا كقوى ومكونات سياسية ومساندتنا لمجلس القيادة الرئاسي، كما نثمّن عالياً دعم ومساندة اشقائنا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ووقفاتهم العروبية مع شعبنا في مختلف الظروف، عسكرياً وأمنياً وسياسياً واقتصادياً وعلى المستوى التنموي والإنساني، وكذا جهودهم من أجل التهدئة وإحلال السلام، مؤكدين دعم جهود بدء عملية سياسية شاملة تقودها الأمم المتحدة عبر المبعوث الخاص للأمين العام. 

وختم رئيس هيئة التشاور والمصالحة الغيثي كلمته بالقول: "يظل تحقيق كل تطلعاتنا بعد توفيق الله الهادي، مرهون بصدق نوايانا، وجدية أفعالنا التي سنحاسب عليها أمام الرقيب الشهيد، والجبار المنتقم، ولسوف يشهد الناس، ويحكم التاريخ علينا جميعاً".

وكانت هيئة التشاور والمصالحة اختتمت اجتماعاتها صباح اليوم الأربعاء في العاصمة المؤقتة عدن، بحضور رئيس الهيئة ونوابه وعدد من أعضاء الهيئة.

وكانت هناك كلمتان مسجلتان لرئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، ورئيس الحكومة الدكتور معين عبدالملك، أكدا من خلالهما على دعم ومساندة هيئة التشاور والمصالحة بما يسهم في دعم السلام والتوافق والعمل معا من أجل دحر مليشيات الحوثي الانقلابية واستعادة الدولة.