آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-12:05م

حوارات


ثرثرة فوق الخور.. عمر سعيد مجلد (مسلسل ديليڤري)

الإثنين - 27 فبراير 2023 - 11:48 م بتوقيت عدن

ثرثرة فوق الخور.. عمر سعيد مجلد (مسلسل ديليڤري)

(عدن الغد) خاص:

حاوره: رامي بن علي الحاج

 ما نعرفه عن المبدع عمر ( 28 عاما ) هو أنه ممثل وله مشاركات في الإخراج ، وأبرز ظهور له في الشاشة كان في مسلسل الجمرة ، كما شارك في أعمال عديدة في التلفزيون والمسرح ، ولكن ( عمر ) لديه موهبة أخرى حاولت مشاركتها معكم من خلال جلستي معه على ضفاف خور المكلا وسؤاله :-  

س ) ما الذي لايعرفه الجمهور عن عمر مجلد ؟ 
ج ) أنا أيضاً لي محاولات متواضعة في كتابة السيناريو .

س) ماهي أحب محاولاتك في الكتابة ؟
ج ) أحب محاولاتي كتابة قصة وسيناريو مسلسل (ديليڤري) وكتبته قبل حوالي عام ونصف ، وفكرة المسلسل هي عن شابين يتعرضان  لأزمة مادية ويضطران للعمل في شركة توصيل طلبات بالدراجة النارية وتقابلهم في أثناء عملهم مشكلات مع الزبائن وأفراد المجتمع  ، بحيث تستعرض كل مشكلة من مشاكل المجتمع الحضرمي مثل تسليط الضوء على الأطباء بشكل عام والمشكلات الحياتية عموما .

س )  ولكن أليس غريبا أن تحكي عن سيناريو لم يرَ النور بعد !!!؟ . 
ج ) تستطيع أن تقول أنني وصلت إلى مرحلة اليأس من أن ترى كتاباتي النور لذلك أحببت ان هذا العمل يرى النور من خلال الحوار معك و ( ديليڤري ) من أحب الأعمال إلي لأنني كتبت ٣٠ حلقة في أسبوعين وكانت بإتقان وبحب لكل حلقة من حلقاته ،،، لكن أنا لدي أعمال مكتوبة وجاهزة ولكنها لازالت حبيسة الأدراج وفي انتظار من يحررها من حبسها مثل فيلم ( الموت الاخضر ) و فيلم ( أنا الحكومة ) ومسلسلين آخرين لم أسمِهما بعد ، وأود أن أذكر أن أحد المسلسلين مدة الحلقة فيه ٤٠ دقيقة .

س ) أنت قلت آنفا أنها ( حبيسة !) ، لماذا لم تحررها أنت ؟   
ج ) أنا لست مدير مكتب قناة ولست شركة إنتاج حتى يكون لي تواصل مع القنوات ، وهذا رغم أني طرقت أبواب بعض القنوات ولكن للأسف دون جدوى ،،، لذلك لديّ هَم كبير في تأسيس منصة أو صرح يحق لكل مبدع أن يعرض أعماله دون أن يتحكم به أحد أو يفرض عليه بعض القيود وأتمنى أن أجد من يحمل هذا الهم معي حتى تتحقق صناعة هذا الصرح .

س ) ماالمقصود بهذا الصرح أو المنصة ؟ 
ج ) بمعنى نصنع منصة لكل مبدع لايتحكم بها أحد من قنوات أو شركات إنتاج بحيث أن كل مبدع هو شركة إنتاج بنفسه لكي يقدم إبداعه مباشرة الى الجمهور في المسرح أو دور السينما ويكون الحكَم هو الجمهور وليس قناة التلفزيون أو شركة الإنتاج .

س ) وهل تثق بان الجمهور واعي ومثقف لاستيعاب أهمية المسرح والسينما ؟  
ج ) في الحقيقة لن أقول أني أثق في الجمهور لأنه لم يسبق أن تم عرض عمل منذ فترة طويلة في السينما بالمعنى الصحيح .

س ) ماذا تقصد بـ السينما بالمعنى الصحيح ؟ 
ج ) بمعنى أن يحضر الجمهور بقرارة نفسه ( وليس بتوجيه دعوة ) ويشتري تذاكر ولو بسعر رمزي لحضور عمل إبداعي في السينما أو المسرح .  

س ) وما الفرق في أن يعرض عمل المبدع في التلفزيون أو في السينما والمسرح ؟
ج ) بالطبع يوجد اختلاف كبير بين الصرحين ،، ففي التلفزيون يعرض العمل بقرار من  إدارة القناة وليس بقرار الجمهور ، ولكن المسرح والسينما فإن الجمهور هو من يتخذ القرار لحضور العمل من عدمه ، فهو يفرغ جزء من وقته لك ويستعد للخروج إليك وقد يصطحب أحد من الأهل أو الأصدقاء ثم يدفع تذاكر للدخول ، وباختصار السينما تأتي لها من البيت بينما التلفزيون يأتي إليك في البيت  وهذا فارق كبير ، والفارق الأهم هو استشعار رأي الجمهور في العمل ففي التلفزيون نعرف رأي الجمهور بطريقة غير مباشرة بينما في المسرح والسينما يستطلع المبدع رأي الجمهور بشكل مباشر أثناء العرض . وفوق كل هذا هو شعور الفنان والمبدع بالمسؤولية تجاه مايقدمه في المسرح والسينما ، أما التلفزيون فإن القناة تتحمل المسؤولية بقدر أكبر من الفنان صاحب المادة المعروضة .

س ) ماالذي ينقصنا في حضرموت لتطوير العمل الدرامي ؟ 
ج ) أعتقد أننا بحاجة إلى تفعيل دور مكتب الثقافة في الاهتمام بالمسرح وتفعيله بما يليق به لأن المسرح كما يقال أبو الفنون فإذا أعطي الأب حقه وتقديمه بمايليق به فإن الباقي سيتحسن تلقائيا للأفضل ، وأيضاً الإهتمام بالمبدعين الشباب والدفع بهم لإظهار إبداعاتهم من خلال إشراكهم في كثير من الفعاليات والأنشطة .

س ) ماالذي تعلمته من الإحتكاك مع كوادر فنية من المحافظات الاخرى ؟ 
ج ) تعلمت الشيء الكثير ،،، تعلمت أن على المبدع أن ينظر للعمل كـحالة إبداعية تنطلق من داخله أكثر من كونه ( أكل عيش )  وطبعا أحيانا يكون ثمن ذلك كبير وباهظ ! فقد يستغرق المبدع في العمل سنوات في الترتيب والتنسيق له فيدفع ثمن ذلك من الوقت والجهد وربما المال ، أضف إلى أن التفرغ للعمل الفني يضيع فرص حياتية أخرى لكسب المال ! ، ولكن المبدع الحقيقي لايعبأ بذلك طالما لديه إيمان عميق بمايقدمه . وأنا رأيت كثير من المبدعين يضحون بكثير من المال من أجل أن يظهروا العمل بأبهى حلة ولامشكلة لديهم فيما أنفقوه على هذا العمل ،،، بإختصار ( نحن نعمل من أجل أن نقدم عمل يصنع إسمنا ويظهر بلدنا بصورة مشرفة وليس من أجل الكسب المادي ) .. هذا ماسمعته وتعلمته منهم ، وأنا أعتقد أن حضرموت بحاجة إلى أشخاص هدفهم عمل إبداعي مشرف لهم ولبلدهم ولو بذلوا كل مالديهم مادياً ومعنوياً ...  ولا أقول أننا لاننظر للربح نهائياً ولكن الأوْلى هو العمل الإبداعي وإذا وجد الثاني فبها ونعمة وإن لم يوجد فالمكسب الأسمى هو تقديم عمل حقيقي ومشرف ومتقن .

س ) سمعت أن لك تجربة جميلة في المسرح الشكسبيري بمسرحية هاملت مع المخرج عمرو جمال ، هل استفدت من هذه التجربة ؟ 
ج ) بالتأكيد استفدت وخصوصاً في المسرح وهو أن العمل المسرحي عمل   مقدس - إن صح التعبير - فهو ليس عمل شعبي بل عمل يجب تقديمه بدقة وعناية مع الاهتمام بالتفاصيل الدقيقه ، وأيضاً العمل المسرحي ليس مجرد تمثيل فقط بل هناك ركائز مهمة يجب العناية بها مثل خشبة المسرح والديكورات ، الملابس ، الصوت  ، الاضاءة ، الحوارات والشخصيات
وحتى الممثل نفسه بما يتناسب مع الدور الذي يلعبه ، كل هذه الركائز يجب التدقيق فيها بكل تفاصيلها 
وتكتمل كل هذه الركائز بالتدريب المكثف من أجل إتقان الأداء والحفظ والريئكشنات والحركات من قبل كل ممثل ، وأضيف نقطة مهمة جداً استفدتها وهي أن كل ممثل على خشبة المسرح مهم جداً حتى لو لم يكن لديه حوار يقوله .

س ) حتى وإن كان كومبارس ؟ 
ج ) حتى وإن كان كومبارس .

(إنتهى الحوار )

... في الأخير نقول أن لدينا في حضرموت كفاءات وأصحاب مواهب متعددة لم يتم الإستفادة منهم بشكل صحيح لأسباب متعددة بعضها مذكور في الحوار وبعضها يحتاج المزيد من البحث والتحليل من قبل اختصاصيين يعرفون أين مواطن الخلل وكيفية إصلاحها حتى نرتقي بالعمل الدرامي والفني بشكل عام .  

 

( رامي بن علي الحاج )