آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:38ص

أدب وثقافة


كما عهدتني (قصة)

الأربعاء - 08 فبراير 2023 - 05:12 م بتوقيت عدن

كما عهدتني (قصة)

كلمات/صفية الجسار:

قابلتها علۍ قارعة الطريق كانت مغبرة متعبة وفي عينيها نظرة لم استطع تفسيرها ، يداها ملطختان برماد تجلس منحنية ومتكئة علۍ عصاتها الهشة جلست بجانبها معاتبته فقالت ايبدو علي كم يرتجف قلبي كان صوتها مرتجف وخائف طئطئة رٲسي ولم أجب أتاني صوتها اولم تدري بعد كم يرهقني كل هذا التمثيل وكم انني تائهة جدا.

رفعت عينيها المحمرتان انني اعلم كما تعلمين انها الحياة فيها ألف قصة وقصة وانني غائبة كل الغياب عني أتحمل مشقة الطرقات والكلمات والنظرات لم اكن اعي سوداوية هذا العالم حتۍ انخرطت فيه احمل قلبي علۍ كفي أصافح العامة به مؤمنة ان كل الوجوه تشبهني والقلوب ايضا اتذكرين حينما أخبرتني أمي ذات مرة.

ان العالم ملي۽ بالخير يحمل علێ كفيه السلام اخبرتني امي كم انه جميل وبراق وبين كل اوصفها قالت في آخر جملة من حديثنا ولكن حافظي علۍ طهرك اياك ان تلوثك نجاسة هذا العالم امي يا عزيزتي لم تخبرني كم انه قذر اكتفت بجماله الظاهر واخفت عني مايحمل في باطنه ربما ارادت حينها ان استكشفت بنفسي ولم تدري انني سٲسقط كل هذا السقوط لم اكن ادري حينها ماقصدته امي حتۍ وصلت الۍ هنا نظرت اليها شاحبة وقلت بصوت متقطع ولكننا تجاوزنا ردت اجل تجاوزنا السنين ناسيين ان نحمل معنا حقائب السلام وتاركين امتعت السعادة تلهوا في الطرقات تعانق أفواه الظالمين.

اخبرتها اننا لم نخسر شي۽ وردت لم تعي بعد يا عزيزتي عمق خسارتنا او انك تتجاهلين نظرت إليها فقالت وهي تقف ومعطيه ظهرها لي ها انا يا انا سٲمضي بعد ان ارهقتني ولم تحافظي علي مسكت يدها وصوتي يكاد يختفي ابقي من لي سواك استدارت قائلة كيف تحدثين نفسك بهذه الكنية القاسية انتي كما عهدتك تقتلينا ببطء ألا تري هذا الرماد بعد ان اطفئتي حريقنا فتحت عيني وأخذت نفسا عميق لازلت اراوغ نفسي بعد كل هذا.

ولا زلت احمل الكبرياء نفسه من أن أظهر ولو جزء بسيط من ضعفي اوجعني منظري قبل قليل ولكنني الآن أضع مساحيقي علۍ وجهي اخفي الليل النائم تحت عيني ، وازين ابتسامتي الباهتة بٲحمر الشفاه واغطي نظرتي الدامية بستارة بيضاء من الفرح ، وكما اعرفني اظل قوية رغم كل شي۽ اخبئني بزيف لا يعرف لضعف طريق.