فعالية إحياء الموروث الشعبي بمنتدى القرن:الإعداد لإعادة تفعيل عدة الشبواني بحي القرن

عقد منتدى القرن الثقافي الاجتماعي جلسته الشهرية لشهر يناير ٢٠٢٣م،مساء أمس، وكانت بعنوان:مساهمة في إحياء الموروث الشعبي ؛ الاعداد لإعادة تفعيل عدة الشبواني في حي القرن بسيئون و قدمت بالفعالية ثلاثة محاور واستهل جلسة المنتدى الأستاذ جمعان  صلاح ربيع عضو لجنة حافة الحوطة وفي بداية حديثه أكد أن هناك رابطة تعاون قديمة الجذور بين حافة الحوطة و حافة القرن ثم أعطى لمحة عن لعبة الشبواني و نشأتها التى بدأت في القرن العاشر الهجري مع الغزو البرتغالي لمدينة الشحر..وعن المتطلبات المادية للعدّه أوضح أنها تشمل أدوات:الهاجر وطاستين واثنين من المراويس وثلاثة دشوش وبيّن أن إضافة الدشوش لأدوات العدّه هي في الوادي فقط،كما أكد أن المشاركة تطوعية، لذا لابد من ولائه للفرقة والحي وعنده احساس ايقاعي وعن تدريب اللاعبين أكد استعداد حافة الحوطة  للتدريب وخصوصا الأعضاء المستجدين منهم واستقبال المشاركين من أبناء القرن في نشاطات الحافة المختلفة،لاكسابهم المهارات الازمة..ومن متطلبات العدّه لابد من (مقدّم ) و الشاعر الذي سيرافقها في نشاطاتها المختلفة..وعن العلاقة بين الحويف في مختلف مدن وقرى الوادي أكد أن هناك توافقات مكتوبة تنظِّم حتى النطاق الجغرافي لكل فرقة..
وتحدث الأخ/رمضان محمد جود (ابو خالد)عن الفرص والتحديات لإنجاح تفعيل العدّه في حي القرن وأكد أن الجانب المادي ربما  يشكّل عائقا،لكننا سنعمل على تجاوزه بدعم المحسنين المحبين لإحياء تراث الأجداد ...
 وفي محور ثالث قدم الباحث الأستاذ/أحمد محفوظ بن زيدان المدير العام الأسبق لإذاعة سيئون خلاصة لبحث(الرقصات الشعبية و أغانيها في حضرموت) قدّمه في جامعه الكويت في ٦ يونيو عام ١٩٩٠م،تضمن التعريف  رقصتي الحرب والسلام (الشبواني)التى انطلقت في الشحر،متزامنةً مع الغزو البرتغالي عليها عام 929هجرية،بالاستناد لحيثيات نشأة الحافة الدفاعية،مشيراً إلى أن الأستاذ/محمد أحمد الشاطري يرى أن نظام الحافة لايعرف بالضبط متى أُسس،لكن من المحقق لديه أنه أسس قبل منتصف القرن الثامن الهجري،معتمداً في ذلك على ماجاء في بعض حكايات وردت في كتاب(الجوهر الشفاف)لمؤلفه أبي محمد عبدالرحمن بن محمد الخطيب،مضيفاً أنه تمارس في  حضرموت رقصة عدّة الشبواني في المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية..وذكر الباحث بن زيدان أن خبيرا المانيا تبيّن له من دراسته للرقصات العالمية أن ايقاعات رقصة العدّة و الزربادى تُعد من أعرق الرقصات على مستوى العالم، من حيث تميزها و ثراء ايقاعاتها وهذا مفخرة و ريادة لحضرموت وأهلها.. وشدد على أهمية البحوث والدراسات للموروث الشعبي،لأنه يعبّر عن الهوية الحضرمية الضاربة بجذورها في أعماق التأريخ،بنحو ماقبل سبعة آلاف سنة،تخللها دولة كندة ومملكة حضرموت في 1500عام قبل الميلاد..وأكد على ضرورة أن تولي جامعتي حضرموت وسيئون اهتمامهما به وتفتح هذا التخصص في برامجها وأقسامها القادمة،إلى جانب أهتمام وزارة الثقافة بحفظه و نشره.. وبيّن أن لعبة الشبواني انتقلت إلى سواحل أفريقيا من خلال هجرة الحضارم إليها..و أكد أن الباحث/عبدالرحمن العمارى وجد في حضرموت 120 رقصة و لعبة شعبية،اندثرت معظمها وبقي منها سبعون ..وعن تسمية رقصة عدّة الشبواني برقصة الحرب،بالمفهوم العلمي قال لأن فيها هجوما ثم تراجعا للخلف  مع تكرار ذلك والضرب بالعصا على(الترس )وهي من رقصات  الفتوه و الحرفيين و ايقاعات الشبواني في الوادي أرتب من الساحل ..ودائما يكون قبل العدّه  (خابه) كما يسميها أصحاب الشحر وفي المكلا تسمى (المرجوزه) وهي أسرع من العدّه وذلك لاختصار المسافة التى يجوبون بها شوارع المدينة،وصولاً إلى الساحة التى سيقيمون فيها السمر،أمّا رقصة السلام فهي كسر الصوت وتأتي بعد رقصة الحرب ووصفها المورخ جعفر السقاف أنها متجددة وأن اللاعبين فيها متشابكو الأيدي و يقفون في صفين تتوسطهم العدّه ويغنون على إيقاع الفرقة..ثم يتم البدء في السمر بالترحيب من قبل مقدّم الحافة بالحاضرين بقوله (مرحيب).. ويتناول الشعار موضوعا عاما أو قضية اجتماعية أو حدث شئون الساعة،بالغالب..
 وفي نهاية جلسة المنتدى تم الاستماع لمداخلات الحاضرين وتم  التوافق  على تشكيل لجنة تحضيرية من عقال أحياء القرن الأربعة و الشخصيتينِ الاجتماعية رمضان محمد جود وعبد الرحمن بن سعد،للبدء في إعادة تفعيل عدة الشبواني في قرن سيئون