رغم أن من شأن الهدوء النسبي الذي لا يزال يسود اليمن منذ انقضاء الهدنة الأممية أواخر العام الماضي، تعزيز تفاؤل بعض الخبراء والمحللين بإمكانية إحيائها، فإن ثمة مخاوف متصاعدة، من أن تستغل ميليشيات الحوثي الإرهابية، الوضع الراهن، للتحضير لجولة جديدة من الاعتداءات الإجرامية، داخل البلاد وخارجها.
فعلى مدار الشهور القليلة الماضية، رُصدت مؤشرات ومعطيات، تؤكد استمرار المحاولات المستميتة، من جانب المسلحين الانقلابيين، لاغتنام فرصة مواصلة تحالف دعم الشرعية والحكومة اليمنية الالتزام بمقتضيات التهدئة رغم انتهائها رسمياً في مطلع أكتوبر الماضي، لتعويض الخسائر الفادحة التي تكبدتها العصابة الانقلابية، في السلاح والعتاد، بفعل الهزائم التي تكبدتها، قبل بدء سريان اتفاق الوقف المؤقت للمعارك، في الثاني من أبريل 2022.
فقد ضبطت القوات البحرية الأميركية سفناً محملة بعتاد عسكري، وهي في طريقها للموانئ اليمنية المطلة على البحر الأحمر، والخاضعة لسيطرة المسلحين الحوثيين.
وبالنظر إلى طول الساحل اليمني، يتخوف خبراء عسكريون، من أن يكون جانب من المعدات والأسلحة، قد أفلت من عمليات الرقابة والرصد الصارمة، ووصل في نهاية المطاف إلى يد الانقلابيين.
وربط محللون بين هذا التزود المحتمل بالعتاد، والمواقف المتشددة التي دأبت ميليشيات الحوثي على اتخاذها في الآونة الأخيرة، والتي لا تقتصر على تعنتها المعتاد في المفاوضات مع الوسطاء الإقليميين والدوليين، بل تمتد كذلك إلى فرض قيود صارمة على الملابس المسموح للنساء بارتدائها في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بجانب إمعانها في قمع حرية التعبير، عبر إحالة نشطاء وإعلاميين يمنيين بارزين إلى القضاء بتهم مفبركة، على خلفية انتقاداتهم لممارساتها وفضحهم لفساد قياداتها.
وفي تصريحات نشرتها وكالة بلومبرج الأميركية للأنباء على موقعها الإلكتروني، أكد المحلل بوبي جوش، أن العصابة الانقلابية، لم تُبدِ حتى الآن حتى الحد الأدنى من حسن النية، في ما يتعلق بالتعامل بشكل إيجابي، مع الجهود الهادفة لتهيئة الأجواء اللازمة، للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع اليمني المشتعل، منذ أكثر من 8 أعوام.
