مات الاستاذ آرنست بمرضه وراتبه لم ينقل بعد منذ سنوات !!

كيف انتم اذا اقعد المرض والعجز عن دفع تكاليف العلاج معلما في بيته حبيسا ينتظر الموت في ظل العجز والفشل والضعف الاداري والاجرائي ، وفي ظل اللامبالاة وعدم الاحساس بالمسؤولية والامتنان والتقدير للمعلم وفي ظل اهمال الحكومات المتعاقبة لواجباتها تجاه رعاياها وتلمس معاناتهم  ، تنتقل الوظائف والادارات والوزارات بين هذا وذاك فيقضي هذا الوزير سنوات في وزارته وبين يديه قضايا منقولة اليه من سالفه لم تحسم  ، فيركمها في ركن المكتب ضمن القضايا العالقة ذات الاجراءات المستعصية الغير قابلة للتحليل والنقاش والتقصي والبحث عن المعالجات والحلول  ، متناسين معاناة اصحاب تلك القضايا من الموظفين والعمال والمواطنين الذين احتسبت قضاياهم ومتابعاتهم ضمن الاجراءات المستعصية الغير قابلة للتحليل والنقاش والبحث عن الحلول

هذا تربوي متقاعد منذ العام ٢٠٠٩م  تراكمت مستحقاته المالية التقاعدية لسنوات حرم الاستفادة منها  ، فاصابه المرض وطلب منحة من مستحقاته لديهم ، كي يعالج مرضه فاستعصى عليهم ذلك لان قضيته ضمن القضايا العالقة ذات الاجراءات المستعصية الغير قابلة للتحليل والنقاش  ، فاحتمل مرضه وحرمانه من مستحقاته لديهم وتجرع آلام المرض والحرمان ومات على فراشه قبل ان يستلم حقوقه التقاعدية ومكافأة نهاية الخدمة المفروضة له جراء خدمته للوطن اكثر من نصف قرن مات يحمل معاناته واهمال الحكومة لواجبها تجاهه ورفضها اقراضه جزء من مستحقاته في ظل عجزها عن دفع تكاليف علاجه مات وهو معلم قد ادى آخر حصة دراسية في حياته قبل ان يقعده المرض. 
وهاهو زميلي وصديقي العزيز رحمه الله الاستاذ آرنست علوان مدرس الفيزياء في ثانوية أبان النموذجية للبنات خاض رحلة المعاناة والحرمان، انتقل اداريا من محافظة البيضاء التي تعين فيها مدرسا لمادة الفيزياء في الثانوية العامة،  انتقل الى عدن مسقط راسه ومحل اقامته وترتب وضعه الأداري معلما لمادة الفيزياء في ثانوية أبان النموذجية للبنات ظل يأخذ مذكرة اثبات مباشرة العمل لاستلام راتبه من محافظة البيضاء شهريا حتى اندلعت الحرب فتعذر له ذلك ، نقل اليه بعض زملائه راتبه من محافظة البيضاء بضعة اشهر عبر الحوالات ثم توقفت تلك الاجراءات فصارت ضمن القضايا العالقة ذات الاجراءات المستعصية الغير قابلة للتحليل والنقاش والبحث عن الحلول ، انفق وزملاؤه المنقولون من محافظة البيضاء وغيرها كثير من الاموال لمتابعة نقل الراتب دون فائدة  ، تغير الوزير بعد الوزير بعد الوزير ولازالت معاناته الوظيفية ضمن القضايا العالقة ذات الاجراءات المستعصية الغير قابلة للتحليل والنقاش والبحث عن الحلول 
اصابه المرض فاعفته مديرة الثانوية الاستاذة الفاضلة ايمان من الحضور تقديرا لحالته الصحية  ، لم يأبه احد لحالته المرضية انفق كل ما يملك لغرض العلاج  ، مات رحمه الله يحمل معه معاناته الوظيفية واهمال الحكومة لواجبها تجاهه كسائر المعلمين والتربويين الذين قضوا قبل ان تلتفت اليهم الحكومة وتنظر في امكانية تجاوز الصعوبات المعيقة للقضايا العالقة ذات الاجراءات المستعصية الغير قابلة للتحليل والنقاش والبحث عن الحلول فتقتحم الحواجز وتنجز ماعليها تجاه انبل الوظائف فتعطي المعلم حقه قبل ان يقعده المرض او يخطفه الموت وحقوقه لازالت بين الملفات العالقة ذات الاجراءات المستعصية الغير قابلة للتحليل والنقاش والبحث عن الحلول والمعالجات وانصاف ذوي الحقوق واكرامهم وادخال السرور عليهم بمنحهم مستحقاتهم قبل الموت، مات رحمه الله وقد ترك لنا قصة مرعبة اخافت كل معلم ان يقعده المرض فيفشل في علاج مرضه جراء التكاليف الباهضة وتخلي الحكومة عن واجبها تجاه مرضه ليستلقي على فراش المرض والعجز ينتظر حتى يقضي الله في امره مايشاء وقد تخرج من بين يديه الطبيب ووزير الصحة ووزير التربية ووزير المالية ورئيس الوزراء ورئيس المجلس الرئاسي 
يموت المعلم بين ايديهم طريح الفراش وحاجته بين ايديهم وهم لايابهون ولايكادون يفقهون حديثا  ، لك الله يا استاذ آرنست علوان مدرس مادة الفيزياء ثانوية ابان النموذجية للبنات فقد افضيت الى رب رحيم لا يعجزه شيء وهو مطلع على ما الم بك ويعلم كيف قصر بحقك الاسبق والسابق والحالي في وزارة التربية والتعليم وزارة المالية ووزارة الخدمة المدنية ووزارة الصحة ورئيس الوزراء ورئيس المجلس الرئاسي 
فهل ستتجاوزن حاجز القضايا العالقة ذات الاجراءات المستعصية الغير قابلة للتحليل والنقاش والبحث عن المعالجات والحلول..  ؟  وهل ستؤمن صحة المعلم وتتكفل الدولة بعلاجه..؟  ام ننتظر من سيقعده المرض والعجز في بيته وينتظر الموت ويلحق بالاستاذ القدير آرنست علوان مدرس مادة الفيزياء في ثانوية ابان النموذجية للبنات