آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-09:09م

ملفات وتحقيقات


تقرير: إلى أين وصلت جهود السلام؟

الأربعاء - 30 نوفمبر 2022 - 06:35 ص بتوقيت عدن

تقرير: إلى أين وصلت جهود السلام؟

(عدن الغد)خاص:

تقرير يبحث جهود السلام في اليمن ومصيرها في ظل حراك دولي وإقليمي في هذا الاتجاه..

رغم توقف الهدنة إلا أن بنودها مستمرة.. ما دلالات ذلك؟

تصنيف الحكومة للحوثيين كإرهابيين.. كيف سيؤثر على جهود السلام؟

ما دلالات الزيارات المتكررة إلى مسقط.. وأين وصلت مفاوضات التحالف والحوثي؟

هل ما زال باب السلام موارباً.. وماذا قال الرئيس العليمي لسفراء أوروبا؟

(عدن الغد) القسم السياسي:

تقترب الحرب في اليمن من دخول عامها التاسع، دون أي بوادر حقيقية لحسمها عسكريا من قبل أي طرف من أطراف الصراع- الداخلية أو الخارجية- وهو ما يرشح هذه السنوات التسع للامتداد أكثر، ومضاعفة معاناة كافة اليمنيين البسطاء.

ورغم أن العالم يؤكد مرارا وتكرارا في كل مناسبة دولية وإقليمية أن طريقة حل الحرب في اليمن لن تكون عسكرية، بل سياسية، إلا أن جهود المجتمع الدولي في هذا الاتجاه تسير ببطء وبشرية تامة، تدعو للريبة والشك.

فالأمر الوحيد الذي يكترث به المجتمع الدولي هي مصالحه، ولا بد أن يضمن مصالحه ويؤمنها حتى يوافق على الكيفية التي ستنتهي بها الحرب في اليمن. وقد يكون البحث عن الضمانات والتأمينات الكافية هي من تؤخر السلام في اليمن، بل وتؤدي إلى خلافات بين اللاعبين المؤثرين في الأزمة اليمنية حول التوافق على "حصص التسوية"، وتفاصيل التعايش مع مرحلة ما بعد الحرب.

> جهود رتيبة

لا يختلف اثنان على اتفاق المجتمعين الإقليمي والدولي على إنهاء الحرب في اليمن عبر تسوية سلام شاملة، وليس عبر الخيار العسكري، والعالم بأسره يسير في هذا الاتجاه بالفعل، والحراك الذي تشهده عواصم المنطقة وجولات المبعوثين الأممي والأمريكي تؤكد ذلك.

لكن الجميع يتساءل، إلى أين وصلت جهود السلام هذه في اليمن؟، إلا أن البطء الذي تتميز به هذه التحركات، والنفس الطويل الذي يمتلكه المؤثرون على الوضع في اليمن يؤكد أن المفاوضات على مصير وحصص كل طرف هي من تتسبب بكل هذا التأخير والبطء.

ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تبوح الأطراف المتداخلة في الصراع اليمني- محلية كانت أو إقليمية أو دولية- بما توصلت إليه من تفاصيل تضمن مصالحها وتؤمن حدودها وتواجدها في اليمن.

لهذا لا يمكن إدراك أو معرفة ما الذي توصل إليه المتحاورون والمتفاوضون في خضم الحراك الذي تشهده المنطقة للتوجه نحو السلام وانهاء الحرب في اليمن، وسيتفاجأ الجميع بإعلان خاطف عن التوصل لاتفاقات وتفاهمات حول، فيما ستبقى التفاصيل حبيسة أدراج المتقاسمين.

ورغم البطء والتأخير الرتيب والنفس الطويل لتلك التفاهمات، إلا أن السلام قادم لا محالة في اليمن عملية إنهاء الحرب "تُطبخ على نار هادئة"، تؤكده المؤشرات والتحركات الجارية من كل الأطراف، بالإضافة إلى مؤشرات أخرى متعلقة بالهدنة الأممية نفسها.

> الهدنة والتحركات الموازية

رغم انتهاء فترة الهدنة، مطلع أكتوبر/تشرين أول الماضي، بعد رفض مليشيات الحوثي تمديدها، بعد تمسكها بشروط تعجيزية، إلى أن اللافت استمرار بنودها بالسريان وأن في حدها الأدنى.

فالهدنة الأممية "فشلت مع وقف التنفيذ"، فمع استمرار التهدئة "نسبيا" في معظم الجبهات، رغم وجود مناوشات حوثية على تخوم المحافظات الجنوبية، واستمرار الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء، رغم عددها الضئيل، يحمل دولارات مهمة.

هذه الدلالات متعلقة بجهود السلام والتحركات المتوازية والراهنة خلال الفترة الماضية في عواصم المنطقة، فالمفاوضات بين التحالف العربي ووفد مليشيات الحوثي في العاصمة العمانية مسقط ما زالت جارية، بالإضافة إلى استمرار توافد المبعوثين الأممي والأمريكي إلى المنطقة.

وتبدو مفاوضات التحالف والحوثيين في مسقط، هي أساس أية تسوية قادمة في اليمن، بحسب مراقبين، فالطرفان أساسيان في الأزمة اليمنية، والحوثي ذاته هو من طلب التفاوض مع السعوديين مباشرة لتحقيق السلام في اليمن، وهو ما تدفع نحوه الدول العظمى، وتنفذه الرياض حاليا.

يأتي ذلك في ظل مفاوضات بين السعوديين والإيرانيين في العاصمة العراقية بغداد، يحتل الملف اليمني فيها الصدارة، بتفرعات العلاقة بين الرياض وطهران، وتأمين المنطقة من أي توتر مستقبلي.

كل ذلك الحراك المتوازي مع تصريحات أممية ودولية تؤكد على ضرورة تمديد الهدنة، والتهدئة العسكرية الميدانية في الجبهات، تؤكد بدلالاتها ومؤشراتها أن الإبقاء على الوضع الحالي كما هو يمثل بداية لتسوية سياسية على الابواب.

كما لا يمكن فصل الزيارات الأخيرة لرئيس المجلس الرئاسي الدكتور رشاد العليمي إلى المنطقة، وتحديدا العاصمة الأردنية عمان، عن كل هذا التوجه والحراك السياسي والسلمي الجاري، ولعل في تصريحات رأس الهرم اليمني ما يبوح بشيء من ذلك.

> إشكالية التصنيف الإرهابي للحوثيين

قد يكون التصنيف الحكومي الأخير لمليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية، بعد هجمات حوثية على موانئ تصدير النفط، حائلا دون تحقيق سلام حقيقي في اليمن، غير أن التصريحات التي أعلنها الدكتور رشاد العليمي من عمّان الأردنية تقول غير ذلك.

رئيس المجلس الرئاسي ترك باب السلام موارباً، حين خاطب سفراء أوروبيين في الأردن مؤكدا أن الاجراءات العقابية ضد المليشيات الحوثية الارهابية لا تعني إغلاق الباب أمام المساعي الحميدة لإحلال السلام والاستقرار في اليمن بموجب المرجعيات المتفق عليها وطنيا وإقليميا ودوليا، حد قوله.

وطمأن العليمي المجتمع الإنساني باستثناءات من شأنها ضمان استمرار تدفق المساعدات والتدخلات الإغاثية إلى مستحقيها الحقيقيين، مع التشديد على توخي الحذر من أي تعاملات أو تحويلات إلى مناطق المليشيات الإرهابية خارج نطاق الاستثناءات المعتمدة.

ويبدو أن هذا التراجع الذي أكده العليمي في تصريحاته تلك، يحاول عبره الإشارة إلى أن السلام هو خيار الشرعية اليمنية، كما هو خيار المجتمع الدولي والإقليمي والعالمي بأسره، لكن اليمنيين المكتوين بنيران الحرب ومآسيها، يتمنون أن تضع هذه الحرب أوزارها سريعا وبدون أي تأخير.