يعد المعهد العالي للقضاء احد اهم المعاهد التي يتخرج من خلاله العديد من القضاة في مختلف المجالات سواء كان في النيابة العامة او المحاكم، وحيث كانت اجراءات التسجيل في العاصمة صنعاء قبل نقل المعهد الى عدن تتم خلال إجراءات عدة منها ما يتعلق بتسجيل الراغبين في الالتحاق بالمعهد في مختلف المحافظات فكان يتم تسجيل الطلاب من المحافظات كحضرموت والمهرة وشبوه وسقطرى، بطرق واطر معينة، ففي محافظة حضرموت كانت تتنزل لجنة خاصة في مدينه المكلا لاستقبال طلبات التسجيل في معهد القضاء ويتم ايضا امتحان القبول في تلك المحافظة وللأربع المحافظات المذكورة، وذلك تخفيفا للطلاب المتقدمين من مشقة السفر وتكاليفه
واذا كانت هذه الإجراءات تتم في ظروف مستقرة فالأولى ان تكون هذ الإجراءات اكثر تسهيلا للطلاب الملتحقين الان في ظل الظروف التي تعيشها البلاد نتيجة الحرب الدائرة منذ أعوام، الا ان اداره المعهد قامت بوضع شروط صارمه في ظل ظروف استثنائية تمر بها البلاد سواء كانت الحرب او ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة حيث طالبت اداره المعهد من ضمن الشروط كشرط اساسي للتسجيل ان يحضر الطالب الى محافظه عدن بنفسه للتسجيل فقط، ثم يعود الى محافظته.
ويعد هذا الاجراء تعسفا كبيرا بحق الطلاب بسبب غلاء تكاليف المواصلات ومشقة الطريق التي لا تخف على احد، حيث يخسر الطالب القادم من محافظة سقطرى او حضرموت او المهرة او صنعاء او الحديدة مبلغ يتجاوز ال 200,000 ريال وهذا يمثل إجحافا بحق الطلاب الراغبين في التسجيل كون المعهد لا يقبل اي شخص يقوم بالتسجيل بالوكالة، رغم توفر جميع شروط التسجيل واستيفاء الأوراق إلا بحضور الشخص نفسه، مما اضطر بعض الطلاب للعزوف عن التسجيل في المعهد بسبب تكاليف السفر، حيث ترفض اداره المعهد قبول اي شخص يقوم بتسليم الملف الى المعهد رغم وجود وكاله شرعيه بذلك.
فلا ندري هل المعهد خصص لاستيعاب الطلاب وتأهيلهم ام لعرقلتهم ووضع العثرات امامهم، بل وعدم اعطائهم فرصه التسجيل وخصوصا طلاب المحافظات البعيدة، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن وسعي كل غيور على مصلحة البلد الى تسهيل وتذليل كافة العراقيل، وفي الوقت الذي جميع الكليات والصروح العلمية بمحافظة عدن تقبل التسجيل عن بعد من خلال الموقع الالكتروني، او عن طريق احضار الاوراق الرسمية وتقديمها الى الجامعة وكذلك الجامعات الاخرى والمعاهد الاخرى في جميع دول العالم، الا معهد القضاء العالي في محافظه عدن يرفض ذلك، ليصبح التسجيل في المعهد حكرا على محافظات معينة دون غيرها وعلى الأشخاص القادرين على تحمل المبالغ الكبيرة للسفر واعباءه وكل ذلك بسبب سياسة المعهد المتعنتة.
