خلال الأيام الماضية تناقل الناشطون صوراً للاضاءات الليلة لبعض الجولات و أكثرها كان لجولات مدينة خورمكسر ، لكن الأمر كان زائداً عن حده ولدرجة أن صحف وإعلاميين كان لهم دوراً في مناكفات (الفوتوشوبات) لتلك الصور معاها وضدها.
لسنا ضد بعض الجهود التي تهتم بتحسين المظهر الجمالي لمدينة خورمكسر ولعدن كلها ، لكن في ظل التردي المعيشي الذي يعانيه المواطن في ظروف هذه الحرب وحصارها لا يحتاج لمثل تلك التنمية السفري ، فهو يحتاج إلى إغاثة ومشاريع تتبعها .. فهو لا يكترث إلى تلك الإضاءات بينما أغلب ساعات اليوم منزله بدون نور وكهرباء ، و لا يحتاج إلى إفتتاح المطاعم و بطون أسرته خاوية ، ولا يعول على افتتاح المولات بينما هو يرسل ابنته لتشتري ربع لتر زيت من البقالة وفي كيس سعته كسعة كيس (الشمة) .. فكك تلك المشاريع لا تهم مواطن ولا تسمنه من جوع ، كما أن المروجين لها يساعدون السلطة في الهروب من الإستحقاقات الحقيقية التي تقع على عاتقهم تجاه المواطن.
هذه الصورة التي أمامكم تعكس الصورة الحقيقية التي تعيشها خورمكسر و مواطنيها و التي على الإعلاميين إظهارها وليس من باب النكاية و لكن للفت نظر السلطة لما هو واجب عليها ، أما دون ذلك فهو نفاق وزيف.
هذه الصورة التي أمامكم ليست وحلاً أو مستنقعاً للأمازون أو غابات وأنهار دول شرق آسيا ، بل أنها لأحد الشوارع في حي من أحياء مدينة خورمكسر .. وبالتالي فتعني مرتعاً وبيئة صالحة للبعوض وانتشار الملاريا والحميات والتي عادة يصاب بها الأطفال بين حيناً و آخر.
ربما هناك بعض المعوقات التي تقف أمام السلطة في الوصول إلى حلول جذرية لمشكلة الصرف الصحي هناك و لكن أدنى المعروف هو أن تقوم السلطة المحلية بتكليف مكتب النظافة بإرسال بوزة شفط لتلك المياه و على الأقل مرتان في الأسبوع ، فسكان ذلك الحي ليسوا من الفضاء و أطفالهم يستغيثون.
