آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-05:47م

دولية وعالمية


عرض الصحف البريطانية.. كأس العالم قطر 2022: هل تستطيع الدوحة احتواء ملف حقوق العمال قبل المونديال؟ - الغارديان

الثلاثاء - 04 أكتوبر 2022 - 06:58 ص بتوقيت عدن

عرض الصحف البريطانية.. كأس العالم قطر 2022: هل تستطيع الدوحة احتواء ملف حقوق العمال قبل المونديال؟ - الغارديان

(عدن الغد) متابعات:

نبدأ جولتنا في الصحف البريطانية من صحيفة الغارديان التي تساءلت عن أوجه الخلاف بين كأس العالم 2022 الذي من المقرر أن تنظمه قطر في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل وبين جميع الدورات السابقة من هذه المسابقة الرياضية الأهم والأشهر على مستوى العالم.

ورصدت الصحيفة البريطانية في افتتاحيتها بعض الأحداث التي تؤيد أن كأس العالم 2022 في قطر قد يكون حدثا فريدا من نوعه بين جميع دورات تنظيم هذه المسابقة في تاريخها. وأشارت الغارديان إلى أن أغلب المروجين للمسابقة يرجحون أنه حدث فريد من نوعه، إذ تلعب مباريات كأس العالم بالدخول في موسم الكريسماس بينما نظمت جميع البطولات السابقة في الصيف.

وركزت الصحيفة على قضايا حقوق الإنسان وملف قطر في هذا الشأن بعد أن تناولت منظمات وجماعات حقوقية مزاعم انتهاكات لحقوق المهاجرين وحقوق العمالة المشاركة في بناء ملاعب كرة القدم وغيرها من المرافق والمنشآت والبُنى التحتية اللازمة لتنظيم البطولة الرياضية، وهي المزاعم التي تناولتها تقارير عدة ظهرت على مدار السنوات القليلة الماضية منذ بدأت استعدادات الدوحة لتنظيم كأس العالم.

من بين هذه الأحداث، على سبيل المثال، ما أعلنه الاتحاد الدنماركي لكرة القدم - بالاشتراك مع شركة هامل للملابس الرياضية في الدنمارك - من تصنيع زي رياضي للاعبين المشاركين في المسابقة باللون الأسود بالكامل إحياء لذكرى العمال المهاجرين الذين قضوا أثناء تشييد البُنى التحتية الرياضية.

كما أعلن قائد فريق منتخب إنجلترا لكرة القدم هاري كين إنه سوف يرتدي شارة ذراع تحمل ألوان الطيف عليها عبارة "حب واحد" كرمز لمعارضته التمييز في هذ الدولة التي تجرم ممارسات المثلية الجنسية. ووجه الاتحاد الألماني لكرة القدم دعوى إلى أحد المثليين ليعتلي المنصة أثناء أحد المؤتمرات ويوجه سؤالا للسفير القطري لدى برلين عن حقوق مجتمع الميم في قطر. لكن عبد الله بن محمد بن سعود آل ثاني أجاب بأن الحديث عن قضايا حقوق الإنسان يشتت الانتباه عن البطولة نفسها.

ورغم ما أجرته قطر من إصلاحات في هذا الشأن استجابة للضغوط الدولية، يبدو أنه لا يزال هناك انتهاكات لحقوق العمالة من المهاجرين، وفقا للصحيفة.

فقد ألغت قطر نظام الكفالة، الذي يجبر العمالة على التبعية لصاحب عمل واحد لا يتغير، وحاولت صرف تعويضات عن الأجور التي لم تسدد إلى مستحقيها، ووضعت حدا أدنى للأجور.

لكن تقريرا استقصائيا أعدته الغارديان أشار إلى أن العمالة المهاجرة المشاركة في بناء ملعب "البيت" لكرة القدم، الذي من المقرر أن يشهد مباراة منتخب إنجلترا والمنتخب الأمريكي لكرة القدم في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، أجبرت على سداد رسوم توظيف غير قانونية، وأقامت لعدة أشهر في مساكن غير ملائمة ومكدسة.

وحتى الآن، كما تضيف الصحيفة، لم يظهر على السطح إجراء قريب من الواقع سوى مقترح إنشاء صندوق تعويضات لمن تعرضوا لانتهاكات من العمالة المهاجرة في قطر أثناء الاستعدادات لاستضافة كأس العالم، سواء الناجين منهم أو الموتى، وفقا للصحيفة.

> هل تحكم نظرية المؤامرة العالم؟

ننتقل إلى صحيفة الفينانشال تايمز، إذ يقول الكاتب جدعون راشتمان في مقال له إنه كان يعتقد أن نظرية المؤامرة تنتشر فقط بين قليلي الحيلة وغير المتعلمين الذين ليس لديهم القدرة على تفسير الأمور بطريقة أو بأخرى، لكنه اكتشف خطأ اعتقاده عندما رأى نظرية المؤامرة تنتقل إلى رؤساء دول كبيرة، من بينهم رئيس تركيا، ورئيس البرازيل، والرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب، الذي كان يرى أن المؤامرات تحاك ضده في كل مكان، وفقا للكاتب.

لكن راتشمان يرى أن أخطر من يتبنى نظرية المؤامرة على مستوى العالم بين الشخصيات البارزة هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يهدد العالم باندلاع حرب نووية.

وأشار الكاتب إلى أن خطاب بوتين، الذي أدلى به أثناء إعلان ضم أقاليم أوكرانية إلى الاتحاد الروسي بشكل غير شرعي، كان ملغما بنظرية المؤامرة. وقال بوتين في ذلك اليوم: "إنهم لا يريدوننا أحرارا، بل يريدون أن نكون مستعمرة، يريدون أن يسرقونا". كما أشار بوتين وكبار مسؤوليه ومستشاريه في مناسبات مختلفة إلى نظرية المؤامرة.

وأكد الكاتب أن بوتين ليس هو رئيس الدولة الوحيد الذي يؤمن بنظرية المؤامرة، فلدينا جايير بولسونارو الذي يرى أن هناك مؤامرة كبرى من اليساريين لإسقاطه وسرقة الانتخابات منه وسط تقارير تشير إلى أنه مهدد بالهزيمة في الانتخابات البرازيلية.

كما تُعد جورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء المنتظرة في إيطاليا، من بين الشخصيات البارزة على مستوى العالم التي تتبنى نظرية المؤامرة. فقد أعلنت في وقت سابق أنها تتصدى لنظرية "الاستبدال العظيم"، التي ترى جورجيا أنها اٌطلقت في أوروبا على يد ممولين من النخب، من أجل خداع ثقافة الكريسماس الأوروبية من خلال الترويج للهجرة في القارة العجوز.

كما يرفض أردوغان الانضمام إلى ما يسميه "تكتل الفائدة" ويسير عكس الاتجاه العالمي الذي يتضمن رفع البنوك المركزية الفائدة بهدف التصدي للتضخم، بينما البنك المركزي التركي مستمر في خفض الفائدة. ويبرر الرئيس التركي عدم رفع الفائدة بأنه من أجل تفادي وضع المزيد من الأعباء المالية على كاهل المواطنين في بلاده.

ويكمن الخطر في تولي أصحاب نظرية المؤامرة أمور الحكم في أنهم يسافرون بتلك النظرية بعيدا عن عالم الواقع، وهو ما يجعل من السهل عليهم في أي وقت أن يلقوا باللوم على المؤامرات التي تحاك ضدهم. فبدلا من أن يعترف الحاكم بأخطائه، يجعل منها نتائج مستقبلية حتمية لمؤامرة حاكتها قوى ظلامية له ولبلاده في الماضي.