آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-07:51ص

ملفات وتحقيقات


تقرير: الهدنة ومفاوضات اللحظة الأخيرة... جهود دولية وعرقلة حوثية!

الإثنين - 03 أكتوبر 2022 - 07:20 ص بتوقيت عدن

تقرير: الهدنة ومفاوضات اللحظة الأخيرة... جهود دولية وعرقلة حوثية!

(عدن الغد) رصد خاص:

تقرير يتناول التحركات الدولية الأخيرة لتمديد الهدنة التي انتهت حسابيا..

ما هي السيناريوهات المحتملة في حال لم تمدد الهدنة؟

إذا تعنت الحوثيون وتمسكوا بشروطهم.. كيف سيكون الرد الدولي؟

هل تستفيد الحكومة سياسيا من التعنت الحوثي؟

الهدنة والطريق المسدودة!

مع وصول مفاوضات تمديد الهدنة الأممية إلى طريق "مسدودة" بسبب تعنت مليشيات الحوثي، دخلت أمريكا وبعثة الاتحاد الأوروبي على خط الأزمة.

وانتهت الهدنة الأممية في اليمن حسابيا أمس الأحد، فيما هي متعثرة وهناك محاولات تمديدها آخرها ما يقوم به المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، مما أثار قلقًا أوروبيًا وأمريكيًا.

فالسفير الأمريكي ستيفن فاجن، عبر في رسالة نشرتها السفارة الأمريكية في اليمن، عن قلقه من عدم إحراز تقدم في تأمين الهدنة، داعيًا الأطراف إلى عدم تبديد تقدم الأشهر الستة الماضية، وإعطاء الأولوية للشعب اليمني بقبول تمديد الهدنة وتوسيعها.

> انتهاء وشيك

فيما حاولت وزارة الخارجية الأمريكية عبر وزيرها أنتوني بلينكن الدخول على خط الأزمة، بمحادثة هاتفية أجراها مع وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، لمناقشة الانتهاء الوشيك للهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان صادر عنها، إن الوزير بلينكن رحب بالتزام المملكة العربية السعودية بتمديد فترة الهدنة، وجهودها للمساعدة في تأمين تمديدها.

وأشار الوزير بلينكن إلى أن تمديد الهدنة سيتيح توسيع الرحلات الجوية من صنعاء، وفتح طرق في تعز وأماكن أخرى، وضمان استمرار تدفق الوقود، مؤكدًا أهمية دعم المجتمع الدولي لمجلس القيادة الرئاسي.

وفيما أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عن قلق بلاده إزاء تصرفات الحوثيين الأخيرة، ناقش ووزير الخارجية السعودي، قضايا مهمة أخرى حيوية للعلاقات الثنائية.

> دعم أوروبي

بدورها، أكدت بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمني، دعم الاتحاد وبشكل كامل دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للأطراف لقبول مقترح الهدنة المقدم من قبل المبعوث الأممي.

وقالت البعثة الأوروبية، في تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن الوقت حان لتعزيز وتطوير الهدنة، بما في ذلك فتح الطرق والاتفاق على دفع الرواتب، مشيرة إلى أن الهدنة حققت الكثير من الفوائد ويمكن أن تجلب المزيد للشعب اليمني.

> انتقاد بريطانيا

وعلى صعيد متصل، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، أمس الأول السبت، إن الحوثيين مستمرون في تهديد سير المفاوضات وحرمان اليمنيين من مستقبل سلمي.

وفي بيان صحفي أصدره، أمس الأحد، أشار كليفرلي إلى أن الهدنة انتهت، وقال "من الضروري ألا يعود اليمن إلى الصراع مرة أخرى".

وأكد الوزير البريطاني أن الهدنة حققت فوائد ملموسة لكل من اليمنيين وأمن المنطقة، ورحب بالتزام الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بتمديد الهدنة إن أمكن الاتفاق على ذلك.

ودعا كليفرلي المليشيات الحوثية للتواصل بشكل بناء مع جهود المبعوث الأممي للاتفاق على تمديد الهدنة لإتاحة الانخراط في حوار جاد بشأن تحقيق مستقبل سلمي شامل للجميع وبقيادة اليمنيين أنفسهم.

وأشاد السفير البريطاني بالتزام الحكومة بمواصلة تطبيق فوائد الهدنة عن طريق تمكين اليمنيين من التنقل بحرية وأمان أكبر في أنحاء البلاد، والحصول على الوقود والسفر من وإلى اليمن بغرض الزيارات العائلية والحصول على الرعاية الصحية، وكذلك من خلال استئناف دفع رواتب موظفي الحكومة.

وقال إن "الشعب اليمني سوف يستمر بالحصول على هذه الفوائد بعد يوم غد، فقط في حال اتفاق الأطراف فقط على تمديد الهدنة".

ووقعت الحكومة اليمنية الشرعية اتفاقا لهدنة برعاية أممية، مع مليشيات الحوثي في أبريل الماضي تم تجديدها مرتين منذ ذلك الوقت.

> خيار الحرب

وأوضح عبد الملك المخلافي مستشار رئيس الجمهورية والذي يشغل منصب نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة، أن مليشيات الحوثي تؤكد كل يوم أنها "المعرقل للسلام ولفتح الطرقات وتدفق الوقود والسلع خَارِجِيًّا وداخليًا وصرف المرتبات"، مشيرًا إلى أن خيارها الدائم منذ 2004 هو الحرب، واستخدام كل هذه القضايا الإنسانية لمصلحته وشرعنة وجوده وانقلابه.

وكان مصدر مسؤول في الحكومة الشرعية، أكد أن الحكومة تلقت مقترحاً محدثاً من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن لتمديد وتوسيع الهدنة ابتداء من 2 أكتوبر 2022، مشيرًا إلى أنها تعمل على دراسة المقترح المحدث وستتعامل معه بإيجابية.

وشدد المصدر المسؤول على أن "الحكومة تسعى من خلال تجديد الهدنة إلى توسيع الفوائد لجميع اليمنيين وتسهيل حركتهم، وضمان دفع المرتبات للتخفيف من معاناتهم الإنسانية التي تسبب بها انقلاب المليشيات الحوثية".

> تجاوز العقبات

ورغم تخلف المليشيات الحوثية عن الوفاء بالتزاماتها المتصلة برفع الحصار عن تعز ووقف نهب إيرادات موانئ الحديدة التي يجب تسخيرها لدفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، إلا أن الحكومة لا تدخر جهداً في إبداء كافة أشكال المرونة والتعاون مع المبعوث الخاص لتجاوز العقبات التي تختلقها تلك العناصر، بحسب المصدر اليمني.

وأكد على دعوة الحكومة اليمنية مجلس الأمن والمجتمع الدولي للضغط على المليشيات الحوثية لوقف انتهاكاتها اليومية للهدنة والانخراط بإيجابية مع جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتنفيذ كافة بنودها، وعلى رأسها إيقاف استخدام الشعب اليمني كرهينة وتوظيف معاناته كورقة تفاوضية ووقف تسخير موارد الدولة وإيرادات موانئ الحديدة للإثراء الشخصي لقيادات مليشيات الحوثي وإطالة أمد الحرب وضرورة الرفع الفوري للحصار عن تعز.

>العراقيل الحوثية

أعلنت مليشيا الحوثي الانقلابية، رفضها، مقترح الأمم المتحدة لتمديد وتوسعة الهدنة في اليمن، وقال بيان صادر عن الوفد التفاوضي الحوثي، مساء أمس الأول السبت، إن تفاهمات الهدنة وصلت لـ(طريق مسدودة).

وزعم البيان، أن مليشيا الحوثي حرصت على عدم تفويت أي فرصة يمكن أن تقودها نحو السلام، رغم ما شاب الهدنة من "تأخير في فتح مطار صنعاء وعدم الوفاء بالوجهة الى مصر حتى اللحظة. والتأخير المتعمد للسفن لفترات طويلة بقصد زيادة الكلفة. وفرض قيود وإجراءات تعسفية. وكذلك استمرار الطيران التجسسي بالتحليق والقصف".

وجدد البيان الحوثي، اشتراط صرف مرتبات الموظفين في مناطق سيطرة المليشيا من إيرادات النفط الخام والغاز في المناطق المحررة.

وفيما يتعلق بفتح طرق تعز وغيرها من المحافظات، جدد البيان أيضا تمسك المليشيا بفتح طرق فرعية هي: طريق الشريجة ـ كرش ـ الراهدة ـ الزيلعي وطريق مفرق الزيلعي ـ الصرمين ـ ابعر إلى صالة ومدينة تعز. وطريق الستين ـ الخمسين ـ الدفاع الجوي إلى مدينة تعز.

كما أشار البيان، إلى أن لجنة الاسرى الحوثية شاركت في "لقاءات مكثفة مع الأمم المتحدة وفقا لاتفاق سابق ينص على الإفراج عن أعداد متفق عليها.

إلا أن التركيز كان فقط على إخراج الأسرى السعوديين وبعض القيادات دون الاكتراث لبقية الأسرى". على حد قول البيان.

وفي السياق هدد الناطق العسكري باسم مليشيا الحوثي يحيى سريع، باستئناف العمليات العسكرية فور انتهاء الهدنة. في حال عدم التوصل لاتفاقات تحقق مطالب مليشياته.

وقال سريع في تغريدة على حسابه في تويتر، إن مليشياته بصدد الاستعداد والجاهزية لأية تطورات فور انتهاء وقت الهدنة. في حال عدم التوصل لما يحقق ما سماها "مطالب الشعب المحقة".

كما نبه كافة الشركات الملاحية والبحرية وكذلك الشركات النفطية الأجنبية والمحلية العاملة في اليمن بمتابعة ما سيصدر من تحذيرات وتعليمات من قبل المليشيا خلال الساعات المقبلة.

فيما قال المستشار الرئاسي عبدالملك المخلافي، في سلسلة تغريدات عبر حسابه بـ"تويتر"، إنه في الوقت الذي تعاطت الحكومة اليمنية مع المقترحات المقدمة من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بإيجابية، "من أجل شعبنا ومصالح الشعب الأساسية بما فيها المرتبات، جاء رد فعل الحوثي ليكشف بوضوح أنه ليس مهتما بمصالح الشعب".. مؤكدا إن مطالبة مليشيات الحوثي بالمرتبات من الحكومة الشرعية رغم أنها تستولي على العاصمة ومعظم موارد الدولة يعد بمثابة اعتراف صريح بالشرعية وبأنها لا تمتلك أية شرعية.

وفيما قال إنه على المبعوث الأممي إقناع مليشيات الحوثي بالانسحاب من العاصمة وتسليم موارد الدولة لتعود الحكومة الشرعية وتسلم المرتبات، وتعاد الأوضاع إلى ما قبل الانقلاب الحوثي، أكد أن الهدنة مصلحة للشعب اليمني وللسلام، يحاول الحوثي بما يطرحه من شروط جعلها مصلحة له ولمشروعه.

وحذر المخلافي، من أن أي مشروع هدنة يستجيب لشروط الحوثي لن يكون مقبولًا؛ فالهدنة الحقيقية هي التي تستجيب لمتطلبات الشعب اليمني وقيادته الشرعية، وتلتزم بالمرجعيات والشرعية الدولية، "وليس إرضاء عصابة مدانة بكل القرارات الأممية وسخرت إمكانات الشعب وامواله لقتله وتجويعه بدلا من إغاثته وصرف مرتباته".

فيما قال نبيل جامل عضو الفريق الحكومي للتفاوض لفتح طرق تعز، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إنه في الوقت الذي يطالب الحوثيون بفتح كامل لمطار صنعاء وميناء الحديدة ودفع رواتب الموظفين، "نجدهم يمارسون حقدا تاريخيًا وفعلا انتقاميًا ضد تعز وأبنائها ويرفضون فتح طرقها الرئيسة".

وشدد جامل، على أن نجاح الهدنة الأممية مرتبط بفتح طرق تعز الرئيسة، مشيرًا إلى أن "ممارسة الدجل السياسي لمليشيا الحوثي بشأن طرق تعز لم يعد يقنع أتباع الجماعة نفسها، فما بالكم بالمجتمع الدولي الذي يتكلم بصوت واحد لفتح الطرق الرئيسة في تعز؟!"

وأشار إلى أن مليشيا الحوثي تستمر "بالسقوط الأخلاقي والإنساني من حيث يريدون أن ينتصروا سياسيًا"، مؤكدًا أن "رفع الحصار عن تعز وفتح طرقها الرئيسة ملف إنساني وليس سياسيا أو عسكريًا".

> الانتقالي: الضمانات قبل الهدنة

طالب المجلس الانتقالي الجنوبي، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بضرورة إلزام مليشيا الحوثي الانقلابية بتنفيذ شرط الهدنة في اليمن، التي انتهت أمس الأحد، قبل الموافقة على تجديدها.

وناقشت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، في اجتماعها الدوري السبت، آخر المستجدات على الساحتين المحلية والإقليمية، وفي مقدمتها المساعي التي يبذلها المجتمع الدولي لتمديد الهدنة.

وأكدت هيئة الانتقالي، على تمسكها بوجود ضمانات حقيقية تلزم مليشيا الحوثي بتنفيذ شروط ومحددات الهدنة ووقف خروقاتها المتكررة، التي كان آخرها استهداف دورية عسكرية لقوات العمالقة، بصاروخ حراري. أسفر عن مقتل 3 جنود وإصابة آخرين.

كما شددت أيضا، على أهمية تنفيذ الشروط السابقة للهدنة، ووضع ضمانات حقيقية لأي اتفاقيات لاحقة. حسبما ذكر الموقع الالكتروني الرسمي للمجلس الانتقالي.