آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-01:21م

ملفات وتحقيقات


مكيراس مدينة رائعة تمزج ما بين الطبيعة الخلابة والتعايش السلمي

الجمعة - 30 سبتمبر 2022 - 06:14 م بتوقيت عدن

مكيراس مدينة رائعة تمزج ما بين الطبيعة الخلابة والتعايش السلمي

مكيراس((عدن الغد)) قاسم المسبحي

الكاتب/ قاسم المسبحي

مديرية مكيراس طيبة الهواء عديمة الضوضاء، كثيرة الزراعة ، طيبة الثمر ، أرضها معطاء ، أهلها رائعون ، من زارها حبها وعشقها وأقام فيها ولم يغادرها، تغنى فيها الشعراء ، كتب لها الكتّاب ، سكنها الأولياء ، عاشوا على أرضها المبدعين، فهي ظاهر آل عوذلة ، مدينة الجمال والضباب وقبلة الرياضه والشباب.

مديرية مكيراس ترتفع على سطح البحر 2170 مترا ، تحيط بها سلسلة جبلية متوسطة الإرتفاع. وهي الجزء العلوي أو المرتفع من قبيلة آل عوذلة ، والتي كأنت تعرف بالسلطنة العوذلية ، ومكيراس هي ظاهر آل عوذلة ، وتبعد مكيراس عن كور آل عوذلة (مديرية لودر ) 30 كيلومتر وعن مركز محافظة البيضاء 20 كيلومتر  .

مكيراس جوها معتدل على مدار السنة ما عدا الشتاء عاده ما يكون بارد جدا. ويوجد  في مكيراس  مطار كان  يستخدم لنقل المنتجات الزراعية إلى عدن. ونقل المسافرين ، واشتهرت مكيراس في الماضي القريب بالزراعة وسمية السلة الغذائية الجنوبية. وكانت محل اهتمام الإنجليز بما تتمتع به من جمال طبيعي .، فعلاً طبيعة رائعة، توفر أجواء هادئة وممتعة، وسط مشاهد فريدة لزراعة الذرة والشعير والفرسك ، والبطاط الاحمر والطماطم البلدي وغيرها من المنتوجات الزراعية، والامطار التي تصب في الوديان في منظر طبيعي رائع. ومكيراس  كانت المكان الأنسب للتنزه والتمتع، حيث كانت محمية طبيعية.
ولوكان في دعم  واهتمام من كل الحكومات المتعاقبة على اليمن بهذه المديرية لكانت مكيراس من اجمل الواجهات السياحية فى بلادنا . ومكيراس احد اهم المديريات مثال يحتذى بها فى التعايش السلمي بين اهلها وذويها .
اما محبة الاوطان فمستوليه على الطباع والانفس ومستدعية اشد الشوق اليها. ما اطول ليالي الغربه وما اقسى الاشتياق والحنين للوطن..

ناصر محمد قال لما أتذكر أوطاني 
لأ باكل ولا بشرب ولا جا النوم في أعياني
ولا بآكم تلوموني ترا حب الوطن ثاني 
ولا با شي في هالدنيا سوا داري وبستاني

لم أكتب يوما عن مكيراس لأنال الإعجابات أو أحصل على إشادات الآخرين ،بل أكتب من أجل مكيراس مدينة الجمال ...في غربتي احاول دائماً أن تكون مقالاتي عن مكيراس وما أكتبه يكون واضحاً يصب في مصلحة المديرية ويحكي عن مدينة عريقة .
شلني حيث ب هناء شلني حيث برتاح
         شلني حيث يزرع ليم حالي وتفاح
شلني لا بلادي دقت اليوم ل جراس
           شلني يا مسافر لا مدينة مكيراس

كتبت عن مكيراس المدينة الجميلة بعد فراق ، وكل ما أكتبه عن ناسها وذويها ، عن تاريخها وموقعها الجغرافي المتميز ، ومهما كتبت لن نوافي أبناء مكيراس حقهم ، فأبناء مكيراس الطيبين والكرماء والبسطاء ، يرحبون بكل قادم إليهم وتستقبلونهم بالتراحيب ، والابتسامات لاتفارق وجوههم ، أبناء مكيراس رائعون لا يبحثون عن المناصب والكراسي والجاه ، الهدوء طباعهم ، أبناء مكيراس نسيجهم الاجتماعي واحد  متمسكون بالمبادئ والعرف، يحبون بعضهما البعض ويساعدون بعضهما البعض ، الود والاحترام والأخلاق والقيم سائدة بينهما ، ينبذون العنف والمظاهر المسلحة .
مديرية مكيراس مثلها مثل كثير من المناطق اليمنية الذي اشتهرت بأسواقها ، مكيراس ومنذ زمن طويل كأن يوم الثلاثاء هو يوم التسوق حيث يجتمع أبناء مكيراس من قرى متفرقة في هذا اليوم لعرض بضائعهم والمنتوجات ، ويطلق على هذا السوق سوق الثلوث أي يوم الثلاثاء ، فيه البيع والشراء ، وعرض المنتوجات الزراعية والمواشي والاغنام ،وغيرها من المصنوعات، ومازال هذا السوق إلى يومنا هذا ويعرف بما كان يعرف سوق الثلوث. وفي هذا السوق ومع زحمة الناس ترى الصغار والكبار والشباب قد علت البسمة وجوههم في صباح باكر وهم يصافحون بعضهم البعض وكأنهم بالدم قرابة هم اناس عجينتهم الطيبة اصحاب اخلاق عالية.