آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-11:22ص

أخبار وتقارير


حكايتي مع طبيب العيون.. من أبوظبي للقاهرة إلى سيئون

الأربعاء - 24 أغسطس 2022 - 06:37 م بتوقيت عدن

حكايتي  مع طبيب العيون.. من أبوظبي للقاهرة إلى سيئون
الصورة المرفقه أظهر فيها مع طبيب العيون الدكتور محمد باكثير

حضرموت (عدن الغد ) كتب/ محمد بن عبدات:

في مطلع العام ٢٠١٩ وجهة لي دعوة من قبل  الاتحاد الآسيوي لكرة القدم واللجنة المنظمة لبطولة كأس امم آسيا الماضية التي استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك لحضور فعاليات ومنافسات البطولة وتم حجز رحلتي ذهابا وايابا عبر الخطوط اليمنية من سيئون للقاهرة وعلى الطيران المصري القاهرة ابوظبي القاهرة ومن ثم العودة من القاهرة الى سيئون عبر اليمنية ولاغيرها كما اسلفت.

 المهم وصلت أبوظبي واستقبلت بصوره تفوق الخيال وتم ترتيب السكن في واحد من أجمل فنادق العاصمة الإماراتية الا وهو فندق باب القصر حيث يتواجد فيه كثير من الشخصيات الإعلامية المرموقة على مستوى العالم وبعض ضيوف البطولة ووضعوا تحت تصرف كل واحد منا  افخم موديلات السيارات كمواصلات الى حيث مانريد .

المهم وفي وسط هذا الترف والنعيم الذي نعيشه شعرت في ثاني اوثالث ايام البطولة ان هناك آلم ومعه لاحظت ورم خفيف تحت جفن احد العينين فذهبت الى أقرب صيدليه كعادتنا هنا في حضرموت والوطن عموما عند الأمور الصحية الخفيفة.

 الا انني تفاجأت برفض الصيدلاني في صرف لي اي دواء الا بروشته من الطبيب.

 وحاولت مع اكثر من عامل في صيدليات مختلفة وفي الاخير أحدهما صرف لي وبحذر شديد (قطره حق تحسس العين)  واستعملت ذلك الدواء لبضعة ايام لكن دون فأئده فالآلم  والورم خاصه بداء في الزيادة  وهو ما اقلقني كثير فأخبرت احد  الاخوه المتطوعين في خدمة ضيوف البطولة وهو من أبناء الإمارات  للذهاب لدكتور عيون فأخبر على الفور اللجنة الطبية واخذني احداهما بسيارته الخاصة الى استشاري طب عيون وهي من الجنسية الهندية كم تبين لي وبعد الفحوصات والكشف.. قالت هذه الطبيبة وبدون مقدمات تحتاج عمليه بصراحة (ربشتنا) وكتبت لي دواء عباره عن مرهم  يستعمل صباح ومساء على ان أعود بعد يومين او ثلاثة لإجراء العملية حقيقه كان القرار الذي بداخلي يرفض ماذهبت اليه تلك الدكتورة الهندية..لهذا استمريت على العلاج وحضور فعاليات ومنافسات البطولة حتى انني لم أحرج من الظهور تلفزيونيا في أكثر من قناة لكي اعطي نفسي دافع واحساس بالطمأنينة.

 وعند مشارف نهاية البطولة وبعد أن قضيت قرابة الشهر في ألامارات قررت  المغادرة للقاهرة قبل موعد رحلة العودة  كوني احسست انه لم يظهر اي تحسن في مانعانيه وبالفعل اخذت حقائبي مودعا أبوظبي بعد أن عملت على تأخير حجز رحلتي من القاهرة الى سيئون عبر مكتب اليمنية لبضعة ايام حتى يتسنى لي مراجعة طبيب عيون في مصر.. وبالفعل ثاني يوم وصولي ذهبت بمعية احد الاصدقاء الى عياده في شارع جامعة الدول العربية  بالعاصمة المصرية القاهرة وعلى  مسافة ليست ببعيده من منشاءات نادي الزمالك الذي احبه واعشقه.

 انتظرت دوري منذ اول العصر حتى قريب المغرب كان ازدحام واضح واخبرني كثير من (العيانين) على قول اخواننا المصريين  ان هذا الطبيب من افضل الأطباء الاستشاريين في العيون.. المهم اتى الدور  ودخلت الى غرفة المعاينة وكان الدكتور بشوشا معي وقال معليش أمر علاج عينك بسيط وكتب لي دواء عباره عن (قطره للعين )

وقال بعد اربعه يوم اذا لم تخف تعال لكي نعمل لك عمليه خفيفة لأزالة ذلك الورم يعني نفس الكلام الذي سمعته في أبوظبي لكن بأسلوب غير مباشر كما فعلت الطبيبة الهندية معي سامحها الله.

 ومرت الأربعة الايام دون أي تحسن فقررت ان لا اذهب للطبيب وعزمت  السفر الى حضرموت لعرض حالتي على اخي الدكتور محمد باكثير  الواقع مستوصفه كما يعرف الكثير من أبناء مدينة سيئون على شارع المطار .

 وحين اقرر اعرف انني لا أتراجع فيما اتخذه في الغالب  لهذا غادرت القاهرة وفي قرارة نفسي ان الدكتور محمد  لن يتخذ  ما ذهبوا اليه الأطباء في أبوظبي والقاهرة كوني اعرف خبرته الكبيرة في مجال طب العيون . 

لهذا ذهبت اليه متحمسا في اليوم التالي من وصولي الى سيئون  وكنت واضع على عيني نظارة سوداء.

 فقال ايش فيك فأخلعت النظارة وتم معاينة العين وموضع الورم فقال لي مبتسما الأمر عادي جدا ولايحتاج سوى علاج ولخصة في مرهم وقطرة صباح ومساء لمدة أسبوع  واخبرني بمراجعة عيادته بعد ذلك وبالفعل اتيت اليه مع ملاحظتي ان هناك تحسن وانخفاض مستوى الورم  لهذا أخبرني ان استمر على نفس العلاج مالم قالي لي ممكن نعمل عمليه بسيطة وخفيفة قالها بكل هدوء وبأسلوب فيه مايوحي للمريض بالطمأنينة وموكدا ماسمعته في كل من أبوظبي والقاهرة. 

فقلت لنفسي  ان العملية لامفر منها ومادام انها في بلدك وبين اهلك شيء طيب .. وكان واضح ان الدكتور محمد يدرك ذلك الامر من البداية ولكن بخبرته اقدم على خطوات علاجيه أخرى تمهيدا ان يأتي يوم العملية ومعه تلاشى كثير من الالتهاب والورم ومعها ترويض نفسيتي.. وعند نهاية الأسبوع  اتيت له مستعدا كون لم يتحسن في الأمر شيئا كثيرا فقابلني بكل بشاشه وقال خلاص نعمل لك عمليه اليوم.. فقلت له لامانع وكانت المعنوية مرتفعة لدي ولعل الدكتور محمد قراء ذلك في ملامحي وماهي الا لحظات أنهى من معاينة بعض حالات  ثم نادى علي واصطحبني معه إلى غرفة العمليات وبداء على ما اتذكر في تخدير موضعي حول العين ثم لم أشعر الا ويخبرني بعد بضعة دقائق  فقط ان كل شي تمام وانه انهاء العملية  وعلى اثرها وضع قطعة قطنيه من(الشاش)  على العين وقال غدا قم بإزالة ذلك مع استعمال دواء مرطب للعين كتبه لي في روشته صغيره. 

بصراحة لم أكن اتوقع تلك الحرفنه المهنية والسرعة لهذا الطبيب الحضرمي الرائع الذي أكد مقولة باكثير الأديب

لو ثقفت يوما حضرميا ***لجاءك آية في النابغين  ..

 حقيقه ماجعلني اسرد ماجاء بعالية هو انني شاهدت ذلك الموقف يتكرر امامي حين قادتني الظروف يوم أمس الأول  الى عيادة الدكتور محمد باكثير لغرض التأكد من استعمال دواء  لجفاف العين وقبل ان اسأل الدكتور عن ذلك  وجدته  يتحدث مع شخص آخر كان على وشك الخروج من باب غرفة  عيادته  وعرفت من خلال الحديث الذي يدور بينهما   انه تقرر لذلك الشخص  عمليه وكان الدكتور محمد بأسلوبه الراقي ورحابة صدره يزرع الطمأنينة لذلك المريض الذي خرج  والابتسامة والعرفان لصنيع وخلق هذا الطبيب واضحة على محياه.

فالحمد لله  أولا واخيرا على نعمة الصحة وعلى تواجد بيننا مثل هؤلا الأطباء الذين يملكون الخبرة والفهم والدراية في مجالهم اكثر ربما ممن نسافر إليهم ونخسر كثير من الأموال  لغرض العلاج في الخارج.

 فتحيه من القلب لاخي الفاضل الدكتور محمد باكثير واقول له اننا ممنونين لك كثير على ماتقدمه من خدمه علاجيه وانسانيه قبل كل شيء فلك ولأمثالك كل التقدير والمحبة والاحترام.

وهكذا اعزائي جعلني موقف الأمس لهذا الطبيب الإنسان  أن استرجع معكم  قصه مررت بها في حياتي ذات يوم بدات من أبوظبي مرورا بالقاهرة وانتهت في عاصمة وادينا الحبيب سيئون.